إشــارة واضــحــة:
نعلم أن البعض يؤطرنا وسيؤطرنا آخرون من خلال هاته المواضيع في صف [ النوستالجيين] وهذا قـول مردود؛ لأن فيه نوع من الهروب للأمام بالنسبة للقوالين والكوالسيين؛ لأن الأغلبية تخلت عن دورها التاريخي/ الإبداعي الحق؛ وهرولت نحـو ( الأموال) مزاحمة خريجي المعهد والمتفرغين للممارسة المسرحية ! وماذا استفادت لحد الآن ؟ سؤال نرجو أن يكون من يعنيه الأمر أن يرد عليه بالحجة والمحاججة المنطقية ؛ وإن كانت قضية ( بطاقة الفنان) ستخرس من يعنيه ( الأمر) ذاك الذي تخلى وباع تاريخ مسرح الهواة ؛ هنا لن نكون عَـدمين بل من حق المرء أن يحسن وضعه المالي ولكن ليس على حساب بيع روحانية الإبداع وتشويه قيمة الإنسان الكائن في ذاك الإبداع .وإيمانا بمنشور رقم 99/30 (1) الذي لم تفعله الجهات المسؤولة في حق المسرحيين؛ ربما لأسباب استراتيجية ستظهر فيما بعْـد. لكن الأهَـم عندنا هاهنا الإنزال المهرجاني الذي تطاول بشكل سافر على مسار تاريخي بأكمله ؛ فحبذا لو أعـطي للمهرجان صفة أخرى كمهرجان – الناشئة أو المستقل أو الرديف أو النواتي أو الشباب الحيوي أو المستقبل أو الطلائع….لخلق التميز وتلافي التطاول. وذلك احتراما وتقديرا لتاريخ وعطاء مسرح الهواة بالمغرب؛ الذي يعتبر بحـق المؤرخ الحقيقي للحظات السياسية / الثقافية/ الاجتماعية. من هنا كانت له بالغ الأهمية والدورالـريادي فى إثراء الساحة الثقافية والإبداعية وتفعيل الواقع المسرحي تحديدا ؛ بتفاعله بالحركية الاجتماعية والسياسية محليا ودوليا . ولكن [ كـل] المسرحيين لم تهُـزهم الحمية الإبداعية ؛ وليس حنينهم ونوستالجيتهم على صرح أمسى يعيش الإندحاروالإنهياربسرعة برق ! عجبا لم تحركهم غيرتهم النضالية على تاريخهم الذي ضاع في دواليب الغواية ؛ من أجل طمس هويته واغتيال الـوجه الحقيقي للمسرح المـغربي لينهار الأمل في مسرح كان الصوت والوجه الحقيقي للقضايا الإجتماعية والسياسية للجماهير. إنها حرب مكشوفة على المسرح المغربي لكي يـتحـدد الإطار المستقبلي كان مسرح كائنا بكينونة تجاوزها الزمن ولم يعُـد مواكبا للفكر العَـولمي ؟ ياله من طرح سيكون بليدا وليس استبلادا وهناك مهرجانات للهواة بصيغة ما هو متعارف عندنا ، لازالت قائمة الفعالية والحضور عبر العالم. ولها جمهورها؛ كما كان للهواة جمهور غفير؛ بخلاف الآن فالمسرح (المدعم) يعاني ما يعانيه من غياب الجمهور. وفي إطار هـذا وارتباطا بما يسمى مهرجان مسرح الهواة سواء في دورته الأولى ( مراكش) والثانية ( آسفي) يلاحظ وبشكل جلي صمت مريب وإحجام أصوات وأقلام المسرحيين على تقييم علني لدوراتيه ، ومحاولة كشف خبايا هذه التظاهرة التي لا تمتلك أسباب النزول ( ! ) وهو أمر موكول إلى رغبة الذين يطبلون للمسرح في الموائد والمنابر تلافيا للعْـنة وغضب من يدبر خيوط الهيئة . الشيء الذي قد يحرمهم من إمكانية استضافتهم أو استفادتهم [ الدولارية ] وهل يستطيع أن يصرح من هم منتسبين للمسرح (الاحترافي) وينالون الدعم والترويج ؛ سبب تواجدهم في رحاب ما يسمى مسرح الهواة (د/2) بآسفي كـفاعلين ومساهمين؟؟ (2) أما على مستوى التحليل وتناول الظاهرة التي أنزلت في غفلة { ديونيزوس} لا أحد ترصد لها اللهم مقالة (3) التي أبدت ملاحظات أولية على أمل الترصد للمهرجان في دورته الآولى؛ ولم يتم ذلك ؟ وهناك مقالة (4) اعتقدت أن بـِطولها ستكشف لنا بعض ما خفي أو بعض الملابسات التي اعترت الدورة الثانية؛ أو دفاعا عن المحتجين سلبا أو إيجابا. لكنها مجـرد [مقالة ] تقريرية / إخبارية لما جرت أطواره ليس إلا ( ! ) وما أشرنا إليه في تدوينتنا بالقول:( هل يستطيع أحد من أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان مسرح الهواة(د/2) بأسفي :أن يتطوع لإغناء المشهد المسرحي؛ بقراءات للعروض المشاركة؟؟ (5) لكي نفهم المستوى المعرفي/ النقدي لأعضاء اللجنة ؛ وإن كان ليس من اختصاصهم . لكن مادام رئيسها اخترق أعراف ماهية اللجنة ؛ وتقدم ببيع كـتـُبه ( كِـدت أراه / رماد أمجاد) لأنهـا من منشورات الهيئة العربية للمسرح ! هنا فالمسؤولية مشتركة بينه وبين المبرمجين ! مقابل هـذا هنا من أطر مناقشة العروض؛ فلماذا لا يفيدوننا بقراءات منهجية ؛ لكي يستفيد الجميع .ونفهم هل هناك تطور نوعي ؛ إبداعي؛ شبابي أم اجترار لما يسمى عرض مسرحي ( ليس إلا) مادامت المناقشة اتخذت صيغة ( ندوة تأطيرية) كمصطلح وإن كان غير مضبوط ولا منضبط في الجهاز المفاهيمي.
أسباب النزول:
في إطار الاحتجاج الذي نظموه مسرحيو مدينة – آسفي – على إقصائهم وتهميشهم ؛ أشرنا بالقول (6) ولماذا قبلوا حـوارا في الشارع العام مع [مدير إدارة المهرجانات] الذي مارس المواربة في حق المحتجين لحظة اختتام المهرجان؟ فـعـبرَما هُـوموثق بالصوت والصورة (7) يلاحظ أثناء دخول رئيس الهيئة العربية للمسرح لتتبع اختتام المهرجان؛ اقتحم [مدير ادارة المهرجانات ] وقفتهم . وتلك طريقة لا تنم عن أسلوب حضاري لمناقشة مثل هاته القضايا؛ وتبرير الأخطاء التي وقعـت وبالإمكان تصحيحها في الدورة المقبلة ؛ مما يتبين أن له نسبة في إقصائهم ؟ وذلك من خلال طلب المحتجين أن يقف أمام الملأ لكي يعتذر عن هـذا الخطأ. هنا السؤال الجوهري: كيف رفض الإعتذارعن الإقصاء والتهميش وهو في مقام [[مدير إدارة المهرجانات]]؟ لكن كما يقال الحقيقة تظهر من زلة اللسان، بحيث تبين حسب قوله أنه صاحب فكرة إنزال مسرح الهواة بصيغة – الهيئة العربية للمسرح – مؤكدا بالقول الصريح: أردنا أن نرجع للهواة شأنهم وقيمتهم؛ فقبلت الهيئة العربية مقترحنا؛ حتى أن وزير الثقافة رحب بالفكرة وأكد على إرجاع مسرح الهواة من جديد (8) فظاهـرالقـول ؛ ضرب صريح لتاريخ إبداعي ونضالي لا يستهان به من التضحيات والعطاء والفعاليات. وإن كان[[مدير إدارة المهرجانات]]؟ لم يكن يوما يشكل قوة في رحاب مسرح الهواة ؛ حتى أنه في سيرته الذاتية يذكر: أنه قـد بدأ مسيرته المسرحية ضمن مسرح الهواة (الفرق التمثيلية البيضاوية لبوشعيب رشاد (1968 – 1974) وحصل عام 1975 على التنويه به كممثل صاعد ، تولى في الفترة من1980 -1984 الإشراف الإداري والفني على مهرجان المسرحية القصيرة بالدار البيضاء (9)هـنا تم القـفـز على جمعية الشامل للمسرح وقفزات أخرى [ ذلك شأنه] ولكن الذين يتحـدثون عن التوثيق للحركة المسرحية المغربية ؛هل بإمكانهم إفادتنا وأن يحققوا توثيقيا من هـم أعضاء (الفرق التمثيلية البيضاوية لبوشعيب رشاد ) ما بعـد توقفها سنة “1942/1955 ؟ لاسيما أن هناك اتفاق بين الهيئة العربية والنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية وذلك: تنفيذا للاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي أعدتها الهيئة العربية للمسرح بمساهمة المبدعين المسرحيين العرب سنة 2012 وتثمينا للجهود التي تبذلها الهيئة في شتى مجالات المسرح وخاصة النشر والتوثيق، واستمرارا في إغناء مشروعها “خزانة ذاكرة المسرح العربي”(10) والسؤال المحير هل عملية التوثيق ستنطلق من بداية تمظهر المسرح المغربي كما وردفي الاستراتيجية أم ستكتفي بما هو كائن ومتداول في غياب الوثائق والمستندات؛ وبالتالي فهل فهذا المهرجان الذي تشرف عليه الهيئة سيندرج في السياق؛ رغم تمظهر الغواية والانحراف عن طبيعة مفهوم التظاهرات من غياب جمهور مسرحي وطلابي/ وتلاميذي كفئة مستهدفة من الأنشطة والعروض ذات طابع شبابي ؛ نظرا لتنظيمه أثناء العمل والدراسة ؟ ربما أردوا أن يؤسسوا جمهورا من ( العاطلين/ المتقاعدين) إضافة لغياب ضوابط قانونية صارمة؛ هل هو مسرح للهواة أم لمحترفين أم للمتفرغين ؟ وللتذكير ففي سنة 1961 أصدرت وزارة الشبيبة والرياضة ؛ معية مركز الأبحاث المسرحية مذكرة صارمة تمنع المتفرغين/ المحترفين؛ المشاركة في إقصائيات مهرجانات الهواة . لكننا في هذا المهرجان نلاحظ حضورما لا يجمع حسب التظاهرة؛ التي اعتبرها [[مدير إدارة المهرجانات]]؟ امتدادا لمسرح الهواة وهناك قول مسؤول يفند هَـذا الامتداد بالقول:… وعليه فإننا نسعى ليكون هذا المولود الجديد إضافة نوعية للممارسة المسرحية الوطنية في تنوعها وتعدد اختياراتها الفكرية والجمالية. ولأننا نعتبر الهواية بمثابة القنطرة المفصلية التي تساهم وبشكل قوي في تعزيز ممارسة مسرحية سليمة مبنية على التكوين والبحث والمثابرة (11) إذ هذا قول واضح ولا غبار عليه؛ لكن يقابله قول – الشراكة – التي فيه نوع الغموض ؛ ولا ندري من الناسخ من المنسوخ من خلال ما يسمى ( مسرح الهواة) إذ يقول: فإن المغرب اختارأن يتوجه نحوهواة المسرح ليعيد بذلك الحياة لتلك المدرسة المسرحية الهاوية التي صنعت أمجاد المسرح المغربي في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات حيث سطعت العَـديد من الأسماء المسرحية في الابداع والنقد والبحث والتي لازال بعضها يغذي الساحة …إلى جانب الإطارات الشابة الجديدة من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي. وبذلك سنكون قد استعدنا ذلك الجسرالرابط بين الهواية والاحتراف (12) ولكن ما علاقة خريجي المعهد بالتظاهرة ؟ وهل التظاهرة فعلا محددة للهواة أم لرواده ؛ ومظاهـرالإنزلاقات نحو الهاوية بادية للعيان في دورته الثانية ؛ بحكم أن الوضع المسرحي المغربي ملتبس ؛ ومِـن التباسه تم اكتساحه. فلماذايا ترى لم تتم شراكة مع مسرح الهواة الجزائري الذي عمر ل52 دورة بدل تنظيم ورشتين في مهرجان مسرح الهواة بمستغانم ؛ هل تحسبا لما وقع سنة2017 : أن عددا من المسرحيين الجزائريين كانوا قد عبروا عن استيائهم من عمل الهيئة في الجزائر ومن إقصائهم من المهرجان(….. )ومن ينتقدوننا من وراء الشاشات نقول لهم إنه لا زعامة في الثقافة وأتحداهم إن طلبوا منا شيئا ورفضنا بل منهم من فتحنا له الديوان الوطني طولا وعرضا (13) أم أنه يتوفر على استقلالية وليس تابعا لوزارة الثقافة ؛ كما هو الشأن للمسرح الهاوي بتونس الذي عمر زهاء(44- دورة) فلما لم يتم اكتساحه ؟ علما أن الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الإماراتي شدد ، إسماعيل عن دور الهيئة في دعم المسرحيين الهواة العرب وذلك بقوله: إن الهيئة وبناء على عملها الاستراتيجي تولي اهتماما خاصا لمسرح الهواة وهواة المسرح، وقد بدأت منذ عامين وضع مشاريع تنمية هذا القطاع من المسرح موضع التنفيذ (14) فهل هاته الاستراتيجية ستعيد للمسرح الهاوي المغربي بهاءه وإشراقته، ليصبح ركيزة قوية تستند عليها الحركة المسرحية الاحترافية ؟ علما أن لدينا نزوات عابرة تقضى باسم يافطة تحمل صفة ( الاحتراف ) بدون روحه وضوابطة ومفاهيمه القانونية والتقنوفنية .
استـخلاص :
أما قضية [توطين] المهرجان في ( آسفي) وإن كان هذا المصطلح لم يناقش بعد؛ لأسباب مجهولة . فالآمر يعْـدو غواية مصيرها الهاوية ؛ نظرا أن التوطين يحمل في عمقه الإستقلالية المالية والإدارية؛ مقابل انوجاد بنيات تحتـية وفضاءات ملائمة لمفهوم التوطين المسرحي والإبداعي . لكن العجيب أن مسألة التوطين ذكرتني بمحاولة توطين موسم سيدي دانييل وأبنائه السبعة؛ بأساليب مثيرة جـدا ! فالمسفيويـون ربما يتذكرون ذلك جيدا . وحتى لا يكون موضوعنا مندرجا في الغواية ؛ نتمنى أن يكـون مجرد أضغاث أحلام ، ولكل امرئ ما نوى .
الإحــــالات :
1 ) منشور رقم 99/30 مؤرخ بتاريخ 10 شعبان 1420 (19 نونبر 1999) حول عدم الجمع بين الوظيفة والأنشطة الحرة
2) انظر للتعليقات حول التدوينة في جداريتنا بتاريخ 01/10/2019
3 )ملاحظات حول مهرجان الدورة الأولى بمراكش لبوسرحان الزيتوني في موقع مساحات مسرحية بتاريخ18/04/2018 الغريب أن أرشيف هذا الموقع ممسوح ؛ والذي يشرف عليه بوسرحان الزيتوني نفسه .
4 ) اختتام فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الوطني لمسرح الهواة بأسفي .. تتويج مسرحية «بيريمي» و» توطين» المهرجان بأسفي الكاتب : عبدالحق ميفراني عن جريدة الإتحاد الاشتراكي بتاريخ : 07/10/2019
5 ) انظر للتعليقات حول التدوينة في جداريتنا بتاريخ 02/10/2019
6) مقالتنا حـربائيـة في مهــرجان هـــواة المسرح بالمغـرب !! بتاريخ 07/10/ 2019منشور في العديد من المواقع الثقافية والمسرحية
7 ) انظر( يوتيوب) لقناة اسفي الجنوب: تحت عنوان- مسرحيو آسفي يحاصرون مدير المهرجان الوطني للمسرح الهواة – مؤرخ بتاريخ 3 /10/ 2019 وإن لم يجـده فهو مثبت في جدارية – فاطمة بنكروم – زوجة الراحل – حوري الحسين
8) نـفس( يوتيوب) لقناة آسفي الجنوب:
9) سيرة ذاتية في مجلة الفنون المسرحية بتاريخ 21/ يوليوز/2017- المصدر مجلة الهيئة العربية للمسرح ومنشور( كذلك) في موقع تافوكت بتاريخ27/يوليوز/2017
10) إعلام الهيئة العربية منشور في المجلة – بتاريخ 16/10/2018
11) كلمة السيد الوزير منشورة في كتيب المهرجان في دورته الثانية بآسفي
12) كلمة الهيئة العربية للمسرح منشورة في كتيب المهرجان في دورته الثانية بآسفي
13) تصريح لخضر بن تركي مدير الديوان الوطني للثقافة في جريدة الشروق الجزائرية بتاريخ 22/01/2017 /- بعد شهور تم إعفاؤه وإنهاء مهامه من المديرية العامة للديوان.
14) تصريح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح المصدر:الشارقة : جريدة البيان الاماراتية بتاريخ 02/09/2019