*لا يعتبرفيلم خيال علمي، وقد استند المخرج لرواية “كورت فونيغوت” ويتحدث عن كاتب منعزل يروي قصته بطريقة عشوائية لكيفية اختطاف الفضائيين له أثناء عمله كجندي في الحرب العالمية الثانية، وهو من الأفلام النادرة التي تطرقت للمسكوت عنه والذي تمثل في قصف الحلفاء الوحشي لمدينة دريسدن العريقة انتقاما من الشعب الألماني المنكوب، وذلك بعد أن وضعت الحرب ازارها في العام 1945، حيث سقط عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين ودمر المعمار القروسطي الجميل للمدينة القديمة التاريخية، وبلا احساس بالذنب من قبل جيوش الحلفاء المنتصرة…وقد تم تصوير الفيلم في براغ كبديل عن درسدن لتشابه المدينتين معماريا، وصورت بعض المشاهد في ولاية مينيسوتا الأمريكية، وقد اعجب “فونيجوت” بالفيلم، وكتب عنه بعد وقت قصير من صدوره: احب “جورج روي هيل” الذي قام بترجمة دقيقة لروايتي المسلخ رقم خمسة، ونقلها بامانة الى الشاشة الفضية، وينسجم الفيلم تماما مع مشاعري أثناء كتاباتي للرواية…”
*الفيلم يتحدث من وجهة نظر الجندي “بيلي بيلجريم” (ساكس) الذي يفقد حصانته الزمنية، ويدخل في مسار عشوائي حياتي غامض ومتداخل،حيث يتضمن فترة قضاها البطل في كوكب فضائي بعيد غريب يدعى: “ترالفامادور”، حيث يتم التركيز على تجاربه خلال الحرب العالمية الثانية، ويتضمن مشاهد غير مسبوقة لحريق دريسدن الهائل الذي نتج عن قصف الحلفاء الوحشي للمدينة الألمانية العتيقة الجميلة، والذي اعتبر حينها كعقاب جماعي ضد الشعب الألماني المهزوم والمقهور، والذي لم يتطرق اليه احد بالتغطية الاعلامية ولا الصحفية، من هنا فقد يعتبر هذا الفيلم تسجيلا سينمائيا نادرا يستحق التنويه والتبجيل…وهو يتطرق ايضا للوقت الذي قضاه البطل مع زملائه أسرى الحرب الكونية، ومنهم ادجار ديربي (روش) والمريض النفسي بول لازارو (ليبامن)، كما يتطرق لعائلة البطل المكونة من باربارا ورووبرت، اللذين كانوا يعيشون بسلام في منطقة “ايليوم” في ضواحي نيويورك، ويسلط الفيلم الضؤ على مشاهد مجازية غامضة ومعبرة كمشهد “الغرق والسباحة”، وقد تم تصوير بعض المشاهد الفضائية في جبال مونتانا الصخرية الوعرة الشهيرة، وقد نال جائزة هيئة التحكيم لمهرجان كان للعام 1972، كما ارتفع تقييم النقاد حينها الى 77% فيما انخفض تقييم المشاهدين الى 67%، وهذا منطقي تماما بالنسبة لفيلم نخبوي غامض مكون من خليط فلسفي يدمج الواقع الراهن بالخيال العلمي، ليطمس الخط الفاصل بين الواقع والخيال، مازجا الاثنين معا بحيث لا يمكن تمييزهما، فالبنسبة للبطل “ليلي بيلغريم” فهناك تداخل مزعج ما بين الموت والحياة، بين الواقع والخيال، بين الحنين للذكريات وبؤس الواقع المرعب الكابوسي، هكذا يمكن تلخيص فكرة فيلم “المسلخ رقم خمسة”…
خلاصة الفيلم في سطور:
*”لقد حان الوقت لبيلي بيلغريم للفشل في الوقت الملائم”! …جملة افتتاحية مشوقة غريبة من الرواية الشهيرة، تقدم تلخيصا مجازيا دالا لفيلم “حربي” غير تقليدي.
*يتقمص المخرج الراحل “جورج روي هيل” باخلاص الكوميديا الحربية السوداء التي كتبها بابداع “فونيغوت”، والمناهضة تماما للحرب وويلاتها، ويتحدث عن بطله “بيلغريم”، حيث ابدع الممثل “مايكل ساكس” تماما بتقمص دور الناجي باعجوبة من القصف الاجرامي الغير مبرر في العام 1945…والذي يبدو وكأنه عاش بالتوازي في الماضي كسجين امريكي أسير، وفي المستقبل كشخص مقيم (ومعني به جيدا) في حديقة حيوان تابعة لكوكب “ترالفامادور” الفضائي البعيد، وبرفقة صديقه “زافتنغ فاليري بيرين”، أما في الحاضر الراهن فهو يعمل كطبيب عيون متوسط العمر، ويقيم حاليا في نيويورك، في تقديم مبتكر غريب وعشوائي لحياة شخص يعيش في ثلاثة أبعاد زمانية: الماضي والحاضر والمستقبل…
*لكن المشاهدين النبهاء بالرغم من هذا “التشويش” الزمكاني المتداخل والمحير، فانه يمكن لهم أن يستمتعوا بالتعقيد والتنويع والانتقال المشهدي البارع ما بين الثلاثة أزمان التي ننحصر بها كبشر قدريين محبوسين في “الزمان والمكان” مهما حاولنا الهروب، كما سيندهشون من اخراج “هيل” لمشاهد “حملة الأطفال الصليبية” عاجزين عن فهمها، ثم لتصويرهذا الكم الكبير من المشاهد في مدينة براغ (قبل وبعد) كبديل لدريسدن الألمانية، وخاصة بطريقة تناول المعمار الهندسي الآخاذ المتقن لنمط البناء القروسطي القوطي الجذاب، نظرا للتشابه الكبير ما بين المدينتين العريقتين، حيث أدى القصف الوحشي الانتقامي المتواصل لدمار المدينة كليا فوق رؤوس مواطنيها المدنيين البائسين الخارجين منهوكين من ويلات الحرب ومقتل عشرات الالاف من المدنيين العزل المساكين بلا تمييز (ذكرني ذلك بقيام الأمريكان بقيادة بوش الأب بابادة حوالي عشرة جندي عراقي في منطقة صفوان في الجنوب العراقي اثناء انسحابهم من الكويت في حرب الخليج الاولى لمجرد الانتقام المريع لا غير)، وبدلا من أن يتعاطف معهم الحلفاء الغربيين وشعوبهم الصاغرة، فقد كان نصيبهم الانتقام المروع الاجرامي الذي تعرضوا له والخالي من أدنى المشاعر الانسانية، وللمفارقة فهو نفسه الغرب اللئيم الامبريالي الكاره للشعوب، الذي أجج أحقاد الربيع العربي والطموحات الاستعمارية المزمنة ودعم الارهاب (ارهاب العصابات وارهاب الدول)… وقاد وما زال يسعى لتدمير أربع دول عربية هي العراق وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، ناهيك عن مآساة ونكبة العصر “المريعة” في فلسطين الأبية.
مهند النابلسي/كاتب وباحث وناقد سينمائي/
هامش توضيحي: فقد لجأت كل من امريكا وبريطانيا لقصف شامل ممنهج لمراكز الصناعة والمدن اليابانية والألمانية لاجبار الدولتين على الاستسلام في نهاية الحرب العالمية الثانية بدون مراعاة للخسائر البشرية المدنية والدمار الهائل الذي الحق بالدولتين وبالبنية التحتية والمرافق المدنية للسكان، ولقد توج قصف اليابان كما نعرف بالقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناجازاكي، وكان يمكن أن يستمر بلا رحمة لولا استسلام اليابان كما أشار المجرم ترومان في خطاباته النارية الحاقدة…وهذا القصف الوحشي الشامل مؤشر واضح على عقدة الاستعلاء “الأنجلوساكسونية” والحقد الاجرامي “العنصري” تجاه الآخرين المختلفين من الجنس البشري، وهو ما زلنا نعهده بوضوح ببمارسات أمريكا وبريطانيا وعموم الغرب الامبريالي الاستعماري تجاه كافة الشعوب الاخرى بلا استثناء!
A man named Billy Pilgrim tells the story of how he became unstuck in time and was abducted by aliens.
Director:
George Roy Hill
Writers:
Kurt Vonnegut Jr. (novel), Stephen Geller (screenplay)
Stars:
Michael Sacks, Ron Leibman, Eugene Roche |
George Roy Hill was never able to ‘hit it off’ with the critics despite the fact that 2 of his films – Butch Cassidy and the Sundance Kid (1969), and The Sting (1973) – had remained among the top 10 box office hits by 1976. His work was frequently derided as ‘impersonal’ or lacking in stylistic trademarks. Andrew Sarris famously referred to it as …See full bio »