19 ديسمبر، 2024 12:00 ص

من إذاعة بابل الى إذاعة الوششششش

من إذاعة بابل الى إذاعة الوششششش

إذاعة بابل أول إذاعة محلية عملت بعد سقوط الصنم في 2003م ,ولليوم أتذكر حين أعلن عن بثها حافظ مهدي في اول ندوة ادبية في نقابة الفنانين في بابل, وعملت على تردد ال am لمرسلة قديمة من بقايا ماتركه الصنم, وتبعت فيما بعد لشبكة الإعلام العراقي وأستقطبت تباعا اسماءا كثيرة بعضها كبير جدا في مجال التخصص الإعلامي والفني في مكان يكاد  أن يكون  مهجورا لولا وجودهم, حتى بعد سنوات عديدة أستقطبت أسماءا شابة إستطاعت ان تجدد بل وتمحوا أخرى لا وجود لصوتها أصلا, أول بثها في الصباح تتمتع بسماع صوت كبارها حين ترتفع حناجرهم ب” هنا إذعة بابل” ,حتى انني حين اسمعهم ارحل الى عالم إعلامي وكأنني أستمع الى إذاعة عالمية ,,, ومع مرور الزمن وتطور الإذاعة وبروز إذاعات محلية منافسة وكثيرة بعضها صاحبة رأس مال كثير, وبزوغ أصوات شابة صنعتها الحبكة وأخرى صنعتها الصدفه وتكالب المستمع المثقف حينا والفارغ احيانا أخرى,  ما دعاها نقل بثها الى التردد الFM  مواكبة منها لست إذاعات تكونت خلال سنة تقريبا وهو ما دعا المستمعين الى ترك الترددات القديمه الam , وبدات رحلة التوسع والحداثة المكانية أي على صعيد الإقتراب من مركز المدينة والتكنلوجي على صعيد المرسلات الحديثة والبرامجي كون الإذاعة الام تحمل أسماءا برامجية عالية الصيت, حتى أن أصحاب الإذاعات المنافسة ومموليها أخذتهم الرهبة من العنوان, حتى تردد على لسان احدهم تخوفه من أن إذاعة بابل سوف تغلق إذاعاتنا من خلال تجريدنا من المستمعين,, وعلى صعيد الإذاعة داخليا كونها تتمتع بميزة تأهلها من إكتساح الأخريات أن لديها خلية أزمة وجلسات طوارئ تتمكن من داخلها على اعداد دورة شهرية او فصلية خلال وقت قياسي وكأنها خلية نحل ملكية,, وسبب آخر أن عمالقتها لا يرتضون أن يحتل طارئ مكان أي منهم لعمل منهاج يومي حتى, فضلا عن إتخاذ القرارات أو العبث باية وظيفة إعلامية, لا لأن الفردية منهجهم بل لأن التعنت عند الآخرين الغير جديرين ولا مهنيين مصيره الفشل ولأن إذاعة بابل تابعة لشبكة الإعلام العراقي وهي مؤسسة حكومية تتمتع بقوانين إدارية كانت قد جربت ذلك النوع,, وبدأت بثها عبر التردد 99 FM بقدرات وذوقيات عالية الطموح عند صانعيها وعالية الطمع عند فاقديها الذين طمعوا بتغييرات ظنوها جاعلة منهم أسماءا كبيرة في مجال الاعلام متناسين أن النكرات الطارئة على الاعلام مصيرها السقوط في وحل الفشل كل ظنهم ان جل عمل الإذاعة هو عمل منهاج يومي لتسمع منهم عبارة ببغائية ( هو شنو المنهاج بخمس دقايق يخلص ), وكأنه فريد دهره و وحيد عصره ليحتار ببضع دقائق بين فقرة واخرى بما يملؤها, ليصل المطاف الى إذاعة الوشششش التي تفقد بثها بعد ثانية من إنقطاع التيار الكهربائي وبالتالي ” لاحظت برجيلها ولا خذت سيد علي”…