خاص : كتبت – هانم التمساح :
فى رد فعل مستفز وصادم؛ قال رئيس الحكومة العراقية، “عادل عبدالمهدي”، أن نظام نومه قد تغير بسبب الأحداث في “العراق”، ورغم أنه كان ينام في التاسعة مساءًا إلا أنه أضطر للسهر لمتابعة الأحداث !..
وفي لقاء جمع رئيس الحكومة بمجموعة من الإعلاميين، انتهى في تمام التاسعة والنصف؛ ما إن نهض “عبدالمهدي” ليودع الإعلاميين حتى سأله أحد الصحافيين: “دولة الرئيس.. المعروف عنك طبقًا لما هو متداول في وسائل التواصل الاجتماعي أنك تنام الساعة التاسعة يوميًا؛ وها هي الساعة الآن التاسعة والنصف وما زلت بيننا ولديك إلتزام ثان !”.
وتابع: “هل هي دعاية إعلامية مرسلة أم أن إلتزامك معنا هو السبب ؟”، فابتسم “عبدالمهدي” ثم قال: “صحيح أنا أنام الساعة التاسعة مساءً يوميًا وأستيقظ الثالثة والنصف فجرًا، حيث يبدأ يومي بعد صلاة الفجر، لكن الأحداث تضطرني لذلك”، وأكد الصحافي: “عبدالمهدي أبلغني أن المظاهرات؛ والأزمة التي نمر بها حاليًا غيرت قواعد نومي وأستيقاظي رأسًا على عقب”.
فتور في رد فعل الحكومة..
وفي الوقت الذي قُتل فيه 112 شخص وإصابة 6 آلاف آخرين، حتى كتابة هذه السطور، يتعامل رئيس الوزراء مع الأزمة بفتور ويصف الفقراء المتضررين بأنهم مستغلون من جهات خارجية وأصحاب مصالح.
ولا تزال تشهد العاصمة، “بغداد”، ومحافظات جنوبية، مظاهرات حاشدة مطالبة بتحسين الخدمات ومكافحة الفساد وتوفير فرص عمل، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من المتظاهرين والقوات الأمنية.
“جواد ظريف” يخالف “خامنئي” !
وصف وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، احتجاجات “العراق” بأنها “هموم محقة”، زاعمًا في الوقت عينه أن “فئة ضئيلة جدًا لا تمثل الشعب العراقي حاولت استغلال معاناته”.
ووفقًا لوكالة (فارس) للأنباء؛ فقد قال “ظريف” في تصريحات، إن: “لدى الشعب العراقي همومًا محقة تمامًا، وإن الحكومة العراقية أعلنت صراحة أيضًا أنها ستبذل كل جهودها لمعالجة تلك الهموم والمصاعب التي يعاني منها الشعب العراقي، ولكن من جانب آخر هناك من سعوا لاستغلال تلك الهموم، وهم فئة ضئيلة جدًا ولا تمثل الشعب العراقي”.
مؤامرة !
ويأتي هذا الموقف، بينما لا تزال وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية تصف الاحتجاجات العراقية بأنها، “مؤامرة”، على غرار ما وصفها، سابقًا، المرشد الإيراني، آية الله “علي خامنئي”، حيث كتبت صحيفة (كيهان)، التي تمثل آراءه، في افتتاحيتها، الثلاثاء، أن: “احتجاجات العراق مؤامرة ضد محور المقاومة وكانت بتحريض من سفارات غربية”.
وزعمت (كيهان)؛ أن: “السفارات الأميركية والبريطانية والهولندية حرضت على الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية”.
كما كررت الصحيفة الإيرانية التهم لما وصفتهم بالأعداء؛ بأنهم كانوا “يخططون لاضطرابات في العراق منذ شهور؛ بهدف إضعاف العلاقات بين طهران وبغداد”.
إلى ذلك؛ اعتبرت أن تلك “المؤامرة”، بحسب وصفها، تستهدف مواقف وسياسات رئيس الوزراء العراقي، “عبدالمهدي”، تجاه المطالب الأميركية.
ولا تزال الدعاوى لهذه التظاهرات، التي إندلعت في الأول من تشرين أول/أكتوبر 2019، مستمرة في “بغداد” وبقية محافظات جنوب “العراق”؛ احتجاجًا على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلاد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة.
ووصلت مطالب المتظاهرين إلى استقالة حكومة “عادل عبدالمهدي”، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة. وندّد المتظاهرين أيضًا بالتدخل الإيراني في “العراق”، وحرق العديد منهم العلم الإيراني. وواجهت القوات الأمنية، هذه المظاهرات، بعنف شديد واستعملت قوات الأمن عناصر “القناصة” واستهدفت المتظاهرين بالرصاص الحي، ووصل عدد القتلى إلى حوالي 112 شخص منذ بدء المظاهرات، وأصيب حوالي ستة آلاف شخص بجروح خلال المظاهرات، فضلاً عن اعتقال العديد من المحتجين وأيضًا قطع شبكة “الإنترنت”.
وتعتبر هذهِ الاضطرابات الأكثر فتكًا في “العراق”، منذ إنتهاء الحرب ضد “تنظيم الدولة الإسلامية”، في كانون أول/ديسمبر 2017.