16 يناير، 2025 11:47 ص

على “الإنترنت” .. العراقيون يعيدون أمجاد اللغة العربية !

على “الإنترنت” .. العراقيون يعيدون أمجاد اللغة العربية !

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

عندما إجتاح “تنظيم الدولة الإسلامية”، (داعش) الإرهابي، مدينة “الموصل” العراقية، قام بحجب مواقع التواصل الاجتماعي وقطع شبكة “الإنترنت” في بعض المناطق من “العراق”، نفس الإجراء الأمني الذي سلكته الحكومة العراقية مؤخرًا لمواجهة التظاهرات الغاضبة، وهو الأمر الذي اضطر العراقيون بسببه تنزيل أكبر قدر من البرامج والملفات على حواسيبهم قبيل قطع “الإنترنت”.

فقر “العربية” على الإنترنت !

لاحظ فريق طلابي، أن الملفات العلمية التي تحوي معلومات عن “الفن والثقافة والأدب”، معظمها متوافر على “الإنترنت” باللغة الإنكليزية، في حين وجدت الملفات العربية ناقصة وتفتقر لمعلومات كافية من الممكن أن تفيد القاريء.

ربما يكون هذا سبب كافِ لـ”أمين الجليلي”، وهو شاب عراقي؛ قرر هو ومجموعة من الطلاب بالتصدي لترجمة هذه النصوص إلى اللغة العربية حتى يتمكن الجميع من قراءتها ويستفاد منها أكير عددًا ممكن.

“القراءة تعطيني الشعور بأنني ما زلت إنسانًا، خاصةً عندما أعيش تحت حكم (داعش)، لأن المعرفة ليس لها حدود.. حتى في ظل الغارات الجوية، أعتدت على وضع سماعات أذن والإستماع إلى الموسيقى والقراءة”.. هكذا أستهل “الجليلي” حديثه، لصحيفة (الغارديان) البريطانية. موضحًا أن شغفه بالقراءة كشفت له سر تفوق اللغة الإنكليزية عن العربية.

وقال “الجليلي”، للصحيفة البريطانية، أنه عندما قام بتنزيل الملفات وجدها جميعًا باللغة الإنكليزية، في حين أن اللغة العربية ممثلة تمثيلًا ناقصًا على شبكة “الإنترنت”. لذا قرر هو وفريق من المترجمين الطلاب العراقيين في جامعة “الموصل” في معالجة هذا الخلل، إذ يقومون بإتاحة صفحات (ويكيبيديا) والمقالات الأكاديمية والأعمال الأساسية التي تغطي العلوم والأدب والفلسفة للمتحدثين باللغة العربية؛ في محاولة لمواجهة الأكاذيب مع المنطق والتفكير النقدي ضد الدعاية والأخبار المزيفة. خاصة بعد تحرير المدينة من (داعش).

وأكد “الجليلي”، في حديثه؛ قائلًا: “يتوفر 6.0% فقط من محتوى الإنترنت باللغة العربية، رغم أنها رابع أكثر اللغات شيوعًا بين مستخدمي الإنترنت. فقد تعتزم Ideas Beyond Borders (IBB)، وهي المنظمة وراء مشروع ترجمة House of Wisdom 2.0”.

وأضاف “الجليلي” قائلًا: “عندما شرعنا في تأسيس منظمة لإعادة أمجاد اللغة العربية؛ كانت الاستجابة رائعة. منذ إطلاقها في عام 2017، جذبت (IBB) أكثر من مليون متابع على صفحتها عبر الـ (فيس بوك)، وتستقطب أكثر من 40.000 مشاهدة عبر قنواتها على الإنترنت يوميًا”.

وتابع: “تتدفق الطلبات وتتضاعف (IBB) مع فريق من 60 مترجمًا للعمل مع ست جامعات أخرى في جميع أنحاء العراق، بالإضافة إلى المتفرعة إلى اللغة الكُردية والفارسية لترسيخ وإعلاء قيمة اللغة العربية”.

ومن الفريق المعاون، قالت “شهد شاهين”، (25 عامًا)، والتي تخرجت مؤخرًا بعد تعليق دراستها لعدة سنوات عندما أغلقت (داعش) المدارس والجامعات في “الموصل”: “من المهم للغاية زيادة وعي الآخرين؛ بينما يمكن للمرأة فعل أي شيء”.

وتابعت قائلة: “في ذلك الوقت، كنت مرعوبة جدًا من مغادرة المنزل، لذلك بقيت فيه، وقراءة الأعمال حول العلم والمساحة التي قمت بتحميلها من الإنترنت؛ كان لدي كتبي، عندما قرأت أعتدت على الذهاب إلى عالم آخر”.

مشروع يتحول لظاهرة..

وفي سياق متصل؛ قال “مؤمن محمد”، طالب في السنة الثالثة، يقضي ساعتين يوميًا في ترجمة مقالات النصوص: “أريد أن أفعل شيئًا جيدًا كشخص من الموصل؛ وأُظهر للعالم أنه يمكننا تحقيق أي شيء.. لقد ساعدتنا المحنة التي مررنا بها في فهم العالم بشكل أفضل ونتطلع إلى تحسين معرفتنا”.

ويسترسل قائلًا: “يوفر (IBB) المواد المتاحة عبر ملفات (PDF)، والتي يمكن تنزيلها مجانًا”.

وأشار إلى أن الناس بدأوا يطبعون كتبهم بشكل غير رسمي أو يوزعونها عبر “Telegram”، ومنصات أخرى لتجنب الرقابة.

وأضاف، أن مشروع الترجمة الذي يضم طلاب جامعيين، سرعان ما تحول إلى حركة شبابية.. هؤلاء أشخاص لديهم كل الأسباب التي تجعلهم يشعرون باليأس – لأن كل ما عرفوه هو الحرب والدمار – لكنهم يستيقظون كل صباح ويترجمون قصصًا عن “الثقافة والفن والأدب”، لأنهم يريدون أن يشاركوا في بناء المجتمع.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة