التظاهرات التشرينية الاخيرة في العراق كانت رسالة واضحة من السفارة الأمريكية للحكومة العراقية , التي احتسبتها على إيران , أنها قادرة على تحريك الشارع ضدها , وإسقاطها بنفس الآلية التي تم تطبيقها لإسقاط الحكومات العربية السابقة في تونس ومصر وغيرها . وكان الفريق عبد الوهاب الساعدي سيعلب دور الفريق عبد الفتاح السيسي في مصر ربما ، لولا انكشاف الأمر مبكرا .
لذلك لم تنطلق أية مظاهرات في مناطق الشق السني أو الكردي في الحكومة ، لأنهم غير مشمولين بالتهديد الأمريكي . ولهذا ايضاً كانت الدعايات في الإعلام والإشاعات على الأرض ضد إيران ومنظمة بدر لوضوح ارتباطها تاريخياً بالجمهورية الإسلامية .
وكل هذا مع اقتراب مناقشة ملف خطير في البرلمان وهو ملف الرد على الضربات الإسرائيلية ضد مواقع الحشد الشعبي .
فكانت الإجراءات الأمنية المفرطة تأكيداً من الحكومة أنها قادرة على إفشال المشروع الأمريكي ( وأنها ليست تونس أو مصر ) . ومن هنا جاء تأكيد الحكومة الإيرانية أنها واثقة بقدرة الحكومة العراقية على تهدئة الأوضاع .
وكل هذا لا يعني عدم شرعية المظاهرات ، وإنما يعني ان هناك من يركبها فعلا .
وقد ذكرت سابقاً ان القائد العسكري الميداني ليس بالضرورة انه يستطيع قيادة دولة وان عنوان الإصلاح لا يكفي لتزكية فئة اشتهرت بكونها اقل وعيا .لذلك سيمرّ هذا الشعب بمراحل تخبط عديدة نتيجة خلط الأوراق واستبدال الفاسد بالراكد . فليس من الصحيح استبدال الفاسد بالغبي ، إذ كلاهما غير صالحين للحكم . بل ربما يعطي الغبي نتائج أفظع . فبدل أن نشاهد تغيير قانون الانتخابات نحو الأحسن شاهدناه تغيّر نحو الأسوأ .
ونصيحة لإكمال ما تحدث عنه رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي من إجراءات غير روتينية للإصلاح والتغيير : اقتسام ثروة الشركات النفطية العاملة في العراق مع الفقراء والمحرومين ودعم مشاريع البنى التحتية في المحافظات العاملة فيها . وسؤال ( كتلة سائرون ) هل هي معارضة ام حكومة .