يواجه الشعب العراقي مرحلة خطيرة ، ليس فيها قادة يمتازون بالإدارة الجيدة، ويجيدون فن السياسة و احتراف القيادة على الرغم من الوفرة المالية وتوافر الكوادر البشرية وكثرة الموارد الاقتصادية لكن الشعب يعاني الويلات بسبب فشل الساسة . لقد دعم العالم كله العراق وقدم كل المساعدات التي يحتاجها وعكس ما كان يعاني قبل التغيير سنة 2003 من عزلة واقتصاد متدهور وانهيار العملة والمقاطعة من شتى دول العالم بما فيهم مجلس الامن والامم المتحدة. لم يستثمر قادة العراق بعد التغيير الفرص وعلى الرغم من ارتفاع اسعار النفط والميزانيات الانفجارية السنوية ولكن ذهبت تلك الاموال الى جيوب المفسدين . كل دورة انتخابية يعد رئيس الوزراء علاوي ، والجعفري ، والمالكي ، العبادي اخرهم عادل عبد المهدي بتوفير الرفاهية وتوزيع الاراضي السكنية ، والاهتمام بتقديم افضل الخدمات البلدية والطاقة الكهربائية ودعم القطاع الخاص ، وانشاء الطرق الحديثة والمدن السكنية والصناعية والتجارية بناء المستشفيات وتوفير الادوية والمعدات الطبية والاهتمام بتشريع قانون الضمان الصحي ، توفير كل الدعم والاسناد للاستثمار وتطوير المصانع والمعامل وبرامج انتخابية طموحة وهادفة ولكن التنفيذ لا وجود له وينحاز رئيس الوزراء الى مافيا الفساد ودعم الاحزاب وتقاسم المغانم واستحاث مناصب درجات خاصة لهدر المال العام ، وتوزيع الكعكة فيما بينهم للكتل السياسة والاحزاب وترك الشعب بدون اي خدمات و”ينصمط” المواطن في فصل الصيف ويمرض في الشتاء والخدمات معدومة وقد فشل القادة ولكن لم يعترف احد منهم بهذا الفشل والاخفاق ويرمون الاتهامات فيما بينهم ودخل تنظيم داعش الارهابي البلاد ودمر المحافظات وحصلت التضحيات والمالكي لم يعترف بالفشل والاخفاق والخيانة للقادة ونجهل هذا الملف وخفايا الى اليوم . تتجدد التظاهرات كل سنة وتسال الدماء، ويخرج ملايين الشعب في الليل والنهار وفي اغلب المحافظات وتحرق البنايات والاطارات والمؤسسات ورئيس الوزراء يقول( ليس لدينا عصا سحرية) للإصلاح ويقوم بالترقيع والتسويف والوعود الكاذبة ولم يلمس المواطن الاصلاح ولم ينعم بثروات بلاده ونجهل السبب ولا نعلم متى الاصلاح وتقسيم الثروات ومحاربة الفساد والاستجابة الى مطالب الشعب وتوجيهات المرجعية الدينية العليا ، ويتم تجاهل الملايين ، وهدر المليارات في كل دورة انتخابية والاصلاح غائب والخدمات معدومة والامن غائب والمواطن ينتكس من جديد ولا يعلم اين تذهب خيرات البلاد والعالم كله يصدح “العراق اغنى بلد ، وافقر شعب “. لا نعلم متى تتغير هذه المعادلة وينعم الشعب بخيراته . يجب اعطاء الفرصة الاخيرة للحكومة ودعم توجهات المرجعية والابتعاد عن اعمال العنف وحرق المؤسسات وعدم الاعتداء على القوات الامنية التي يجب عليه عدم استخدام القوة المفرطة ضد المظاهرات السلمية وتلبية المطالب وهي واقعية وكل الشعوب تعمل من اجل ذلك . تقليص المؤسسات الحكومية حل مجالس المحافظات والمفتشين و تقليص الدرجات الخاصة والمجالس البلدية وغيرها الكثير وتلك المبالغ تستثمر للخدمات ودعم الفقراء وانشاء المدن والطرقات ودعم القطاع الخاص حتى يلمس المواطن بعض الاصلاحات ويستثمر الايرادات وترك الوعود الفارغة والمتاجرة بالمواطن في الانتخابات وطارت الآمال وتبخرت الاحلام .