خاص : بغداد – كتابات :
خطة إيرانية للسيطرة على المتظاهرين وإخضاعهم؛ تشرف عليها “طهران” من قلب العاصمة، “بغداد”، عبر رجالها المخلصين، من أجل إخماد الانتفاضة الشعبية التي شارك فيها جميع مكونات “العراق”، منذ الثلاثاء الأول من تشرين أول/أكتوبر 2019، ومازالت رحاها مستمرة في الشوارع إلى لحظة كتابة هذه السطور.
تفاصيل الخطة، التي حصل عليها موقع (كتابات)، من مصادر مطلعة في “بغداد”؛ تكشف أن من يقف وراء العنف المفرط ضد المتظاهرين هم فصائل مسلحة تأتمر بأمر “إيران” مباشرة وبقيادة إيرانية في “بغداد”، منها ميليشيات تابعة لـ (الحشد الشعبي)؛ مثل ميليشيا “الخراساني” وميليشيا “كتائب حزب الله” العراقية.
تقوم تلك الخطة على عزل المتظاهرين في مناطقهم كي لا يخرجوا في حشود كبيرة، على أن تقتصر مهمة “وزارة الداخلية” في قطع الطرق.
تكشف المعلومات، الواردة من “بغداد”، أن أغلب قتلى التظاهرات، والذين تجاوزت أعدادهم الـ 115 قتيلًا من بينهم عناصر أمنية، سقطوا برصاص ميلشيا يقودها إيرانيون في “بغداد” فيما جرح أكثر من 6 آلاف متظاهرًا.
ترهيب الإعلام..
كما أنهم هم من نفذ خطة ترهيب المحطات الفضائية كي لا تنزل إلى الشوارع والميادين وتصور الاحتجاجات وتكشف تعاملهم المفرط تجاه المتظاهرين، لذلك كان قرار إقتحام القنوات الفضائية وتهديد مراسليها بالقتل في حالة نشر أي أخبار عن التظاهرات.
التهديدات جاءت من ذات الميلشيات التي يقودها إيرانيون، بل أكثر من ذلك؛ هناك قنوات عراقية أخرى مرشحة للإقتحام والغلق وراحت هذه الميلشيات تجمع أسماء المراسلين بها كي يرسلوا إليهم تهديدات مباشرة أو غير مباشرة بعدم التغطية؛ وإلا فإن رقابهم هي الثمن.
تهديد “عبدالمهدي” !
في المقابل؛ طلب رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، الانسحاب من المشهد بعد سقوط قتلى في صفوف المتظاهرين؛ وأبلغ برغبته في تقديم الاستقالة، إلا أن الرد جاء من القيادة الإيرانية التي تقود وتدير العنف، بالرفض الحاسم، بل وجرى تهديده بالقتل إذا ما أعلن الاستقالة على أن يكون التنفيذ بالتصفية المباشرة أو بزرع عبوة ناسفة في سيارته.
المصادر أوضحت أن إصرارًا إيرانيًا غير مسبوق على إنهاء مشهد التظاهرات في “العراق” بأقرب وقت ممكن؛ وهم يعملون بقوة من أجل حسم الأمر والقضاء على التظاهرات بشكل نهائي خلال 48 ساعة، خاصة بعد ما أدركوا عجز الحكومة العراقية عن إدارة ملف مواجهة التظاهرات.
المهلة التي وضعها قادة “إيران” تنتهي، الإثنين 7 تشرين أول/أكتوبر 2019، سابع أيام الاحتجاجات، لكنهم في الوقت نفسه يخشون الإخفاق في القضاء على هذه الانتفاضة في المهلة المطلوبة؛ لأنهم يدركون جيدًا أن الأمور مرشحة للتصعيد بشكل أكبر من قبل بعد تزايد سقوط الشهداء.
مظاهرات بدون قيادة..
ما أربك حسابات قادة “إيران” وأذرعها المسلحة في “العراق”، أن هذه التظاهرات هي الأولى التي تخرج عن سيطرتهم؛ لأنها بلا قيادة أو رأس يوجهها، وهو ما رسخ لديهم قناعة بأنه لا سبيل غير الإمعان في القتل واستخدام العنف بقوة مفرطة في مواجهة المتظاهرين.
أما فيما يتعلق بـ”مجلس النواب” ودوره في إجراء حوار لتهدئة الشارع مع ممثلي المتظاهرين، فقد كشفت المصادر أن رئيس مجلس النواب، “محمد الحلبوسي”، يعمل على تقديم نفسه كرئيس تنفيذي لـ”العراق” من خلال تصريحاته التي يؤكد فيها بأنه: “سيعمل على … وسيقصي … وو”، وهي أمور خارج صلاحياته فقط لأنه يرغب في تقديم نفسه كأقوى الشخصيات تأثيرًا في “العراق” مستغلًا دعم “إيران” له.
ألاعيب “الحلبوسي”..
المعلومات الواردة من “العراق” كشفت استعانة “الحلبوسي” بمجموعة من الشباب، أغلبهم من حزب “الحل”، الذي يقوده، “محمد الكربولي”، وجرى تقديمهم أمام وسائل الإعلام كمتظاهرين يتفاوضون مع البرلمان، لكن الأمر إنكشف بعد ما نجح بعض المتظاهرين الحقيقيين المستقلين في التسلل إلى الاجتماع وقاموا بفضح “الحلبوسي” وطالبوه بالاستقالة؛ وهو الأمر الذي تسبب في هرج ومرج داخل القاعة.
خاصة وأن المتظاهرين طالبوا بحل “مجلس النواب”؛ ودعوا إلى انتخابات مبكرة بإشراف أممي مع حل “مفوضية الانتخابات”، وهي مطالبات تعارضها “إيران” بشدة.