23 ديسمبر، 2024 2:34 م

غضب وكسر تابوه وإرادة شعبية .. “ثورة العراق” في عيون الصحافة الإسبانية !

غضب وكسر تابوه وإرادة شعبية .. “ثورة العراق” في عيون الصحافة الإسبانية !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

إنطلقت مظاهرات الغضب في “العراق” مثل الإعصار، فهؤلاء شباب وفتيات في سن الجامعة أو خريجين إلى جانبهم سيدات ورجال أكبر سنًا يطالبون بحقوقهم المشروعة، ويكشفون الفساد الذي ترثه حكومة تلو الأخرى.

ومنذ البداية تتعامل السلطات العراقية مع المتظاهرين بالحل الأمني، وأعداد الضحايا والمصابين في تزايد مستمر، إذ وصل عدد القتلى، خلال الأيام الأربعة الأولى، إلى 50 قتيلًا إلى جانب مئات المصابين، ورغم العنف وفرض حظر التجوال وقطع خدمة الإنترنت؛ إلا أن المتظاهرين تحدوا الحكومة وتصاعدت وتيرة المظاهرات، ومنذ الثلاثاء الماضي؛ تخرج كل يوم أعداد أكبر تجوب الميادين رغم تركز أغلبها في العاصمة، “بغداد”.

ثورة بدون نخبة..

ذكرت صحيفة (دياريو ليبرو) الإسبانية أن الشباب العراقي أصبح متعبًا للغاية من النخب السياسية؛ لذا فإنه قرر القيام بثورة دون قيادة وتتم الدعوة إلى التظاهرات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بوسم (#العراق_ينتفض)، إذ يقع “العراق” في المركز الحادي عشر في ترتيب الفساد العالمي، وفقًا لإحصائية عام 2017، كما تخطت معدلات البطالة بين الشباب حاجز 20%، بحسب “البنك الدولي”.

وحذرت الصحيفة من أن العنف الذي تستخدمه حكومة، “عادل عبدالمهدي”، يهدد بقاءها إذا ما تصاعد الضغط الإقليمي عليها.

وأشارت صحيفة (لا بانغوارديا) إلى أن المظاهرات تُعبر عن صرخة مدوية للتعبير عن الغضب من الأوضاع المعيشية ورداءة الخدمات والبطالة، إلا أن هناك مناطق لم تنضم للانتفاضة بعد أبرزها مناطق شمال “العراق” والمنطقة الكُردية، مضيفة أن أفضل ما يميز تلك المظاهرات هو غياب الشعارات أو القادة الطائفيين إلى جانب المطالب الواقعية التي أعلنها الشعب المنتفض.

ونشرت صحيفة (إل إسبكتادور) تقريرًا بعنوان: “العراق.. حرب ضد قادة الدين والسياسة”؛ ذكرت فيه أن الانتفاضة العراقية مثلت صفعة للنخب السياسة والدينية التقليدية، وأشارت إلى أنه لأول مرة يتجمع الناس في مسيرات تجوب العاصمة وعدد من مدن الجنوب دون أن توجه لهم الدعوة من طرف زعيم التيار الصدري، “مقتدى الصدر”، أو المرجع الشيعي الأعلى، “علي السيستاني”.

وتضمن التقرير مقابلات مع عدد من المتظاهرين العراقيين، بينهم؛ “ماجد ساهر”، (34 عامًا)، الذي قال إن: “هذه المظاهرات تختلف عن غيرها، إنها تحرك شعبي، غير مسيس، ولا يرتبط بأي حزب أو قبيلة”.

وقال “حسين محمد”: “لا يوجد قائد للثورة، أنظر كم عددنا !.. جميعنا شباب وجميعنا نعاني من البطالة”، وأوضح “محمد” أنه صحافي، لكنه لا يجد عملًا مستقرًا، لذا فإنه يعمل هنا وهناك.

بينما تطالب “نسرين محمد”، (46 عامًا)، بأن ترحل الحكومة وقادة السياسة، مشيرًة إلى أنه لا يأتي من طرفهم سوى الكذب والوعود التي لا تُنفذ أبدًا، وترى أن الأحزاب سرقت آمال الشعب العراقي، ولم يعد في البلد مكانًا للفقراء.

وأشارت الصحيفة الإسبانية أن مطالب المتظاهرين ليست واحدة؛ وإنما يدافع كل شخص داخل صفوف المتظاهرين عن مطالب معينة، فمنهم من يشارك للتعبير عن رفضه لاستمرار المعدلات المرتفعة للبطالة، ومنهم من يطالب بوضع حد للفساد، الذي ضيع 410 مليار يورو من أموال الدولة في 16 عام، كما يطالب جانب آخر بتحسين الخدمات العامة وإنهاء عقود عانى فيها الشعب من نقص إمدادت الكهرباء والمياه الصالحة للشرب.

وصرح الخبير في شؤون العراق، “فنار حداد”، لوكالة الأنباء الفرنسية، بأنه مهما كانت نهاية المظاهرات، التي بدأت الثلاثاء الماضي، فإن مجرد التحرك كسر تابوه أن أتباع “مقتدى الصدر” وحدهم هم القادرون على تحريك الناس وإخراجهم للتظاهر في الشوارع، لكنه حذر من أن عدم وجود قيادة محددة للثورة يُعد سلاحًا ذو حدين.

مواقف غامضة..

رصدت الصحافة الإسبانية مواقف رجال الدين والسياسة من الثورة العراقية منذ البداية، وأشارت عدة مصادر إلى أن كثير منهم وقفوا في المنتصف بين الفريقين، وذكرت صحيفة (دياريو ليبرو) أن زعيم التيار الصدري، “مقتدى الصدر”، جاء أول رد فعل له بالمطالبة بالتحقيق مع قوات الأمن لقيامها بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، ثم طالب نواب كتلة (سائرون) بتعليق مشاركتهم في البرلمان، لكنه لم يعلن رسميًا عن دعمه للانتفاضة أو للحكومة.

وذكرت صحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية أن المرجع الشيعي الأعلى، آية الله “علي السيستاني”، أيضًا طالب، السلطات، بالإستجابة لمطالب المتظاهرين وتدارك الأمور قبل فوات الآوان، ودعا الجانبين إلى ضبط النفس، دون أن يحدد أي الفريقين يدعم.

بينما شهد يوم أمس، الجمعة، تحولًا ملحوظًا في مواقف “الصدر” و”السيستاني”، ونشرت صحيفة (البايس) تقريرًا عنونته بـ”المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني يدعم المظاهرات ويدعو الحكومة للاستماع لمطالب المحتجين”، وذكرت في المتن أنه دعم المظاهرات من خلال دعوته للحكومة بتلبية مطالبهم، خلال خطبة الجمعة، كما أن “الصدر” تدارك الأمر وطالب، مساء الجمعة، باستقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة بإشراف أممي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة