العلوي لاسلاميي العراق : صبوا الماء على حاكمكم

العلوي لاسلاميي العراق : صبوا الماء على حاكمكم

اعلن النائب المستقل حسن العلوي ان ما حدث في مصر “تطور خطیر ستنعکس اثارە علی المنطقة ‏العربیة و جوارها و ما حدث لیس فقط اقالة رئیس منتخب و انما اعادة نظر في عقيدة من يصلح ان ‏يكون رئيسا بعد عام من التجربة وقد فسر رجال القانون الانتخاب على انه عقد بین الناخب والمنتخب ‏فان احس الناخب ان من انتخبه خرج علی شروط العقد سقطت البیعة تلقائیا و‌هذا البند المعروف في ‏السیاسة الاسلامیة هو الذي اعتمدته نظریة العقد الاجتماعي التي ظهرت في اوروبا”.

وقال العلوي في بيان صحافي وزع على الصحافة اليوم ” ان ما حدث في مصر یتجاوز اعادة النظر ‏في الرجل الذي لم یرتکب من الاخطاء و الجرائم بقدر ما ارتکبه آخرون في المنطقة و یرتکبونه ‏حالیا، وانما لأن صانعي القرار الدولي وراسمي خارطة الربیع العربي الذي کان سببا في التحولات ‏الدیمقراطیة باتجاه نظام برلماني منتخب بدلا من الدیکتاتوریات التي جثمت علی صدور الناس نصف ‏قرن قرروا ان الاسلاميين لم یعودوا عندهم هم من یجب ان یحصد نتیجة حرکة الربیع العربي، ولو ان ‏الناس نسوا او تناسوا ان اول تجربة للربیع العربي حدثت في العراق سوی انها في الدول العربیة ‏نهضت بها الشعوب ذاتها، اما في العراق فنهضت بها قوات امیرکیة بعد الاحتلال فسقط النظام السابق ‏و سلمت الحکومة للاسلامیین و کان ذلك بدایة لظهور اسلامیین في مناطق عربیة اخری حکاما جددا ‏للشعوب العربیة”.
واشار العلوي الى ان “ان معظم الحکام الذین سقطوا في الربیع العربي کان مذهبهم الحاکم من مذهب ‏المحکوم و هم جمیعا علی مذهب اهل السنة سواء کان في تونس او مصر او لیبیا ولم یکن هناك ‏تعارض مذهبي بین الشعب وحاکمه، کان الحاکم سنیا والشعب سنیا، لکن هٶلاء السنة ثاروا علی ‏الحاکم السني الاول ثم ثاروا الآن علی الحاکم السني الآخر رغم انه صاحب نظریة دینیة ولیس ‏علمانیا”.
واوضح “ان التحولات في مصر لم تکن تستهدف رئیس الجمهوریة محمد مرسي فقط وانما کانت ‏تستهدف النظام الاسلامي بدلیل ان من وضع في الواجهة اثناء اذاعة بیان التغییر کان یتشکل من شیخ ‏الازهر و من رئیس الکنیسة القبطیة بالاضافة الی صاحب البیان الفریق وزیر الدفاع و ممثل المدنیين ‏الدکتور محمد البرادعي الحائز علی جائزة نوبل للسلام و مثلت حرکة الشباب بالناشط العجیب محمود ‏بدر”.
وقال العلوي ” ان اوساطا عراقیة رسمیة لاسیما الفضائیة العراقیة ما زالت محتفلة وکأنها تحقق ‏انتصارا بسقوط النظام في مصر وقد نسیت اسلامية النظام في مصر وان الذي سقط هو النظام ‏الاسلامي و لیس محمد مرسي رئیس الجمهوریة ولو کان محمد مرسي رجلا غیر اسلامي لبقي في ‏الحکم دهرا. فهذه الشماتة وهذا الاحتفال یدلان علی سذاجة في الرأي وعلی سذاجة التفکیر و علی ‏شماتة غیر مقبولة في السیاسات العربیة”.
واشار العلوي الى ان ” النظام الذي اسقط في مصر هو اسلامي مثل النظام الحاکم في العراق و النظام ‏الحاکم في ایران وفي دول عربیة أخری. و بهذا فان منعکسات الحدث المصري ستتجه الى تونس و ‏ستسري الى العراق و ترکیا و لیبیا، ما دامت خارطة جدیدة قد وضعت للمنطقة، نعم هي خارطة ‏طریق جدیدة لاعادة الانظمة العلمانیة بعد ان شعر اصحاب القرار المشرفون علی الربیع العربي أن ‏النظام الاسلامي قد لا یتواءم مع مصالحهم او انه قد یثیر اشکالات اجتماعیة، وخارطة الطریق التي ‏وضعت في مصر ذات طابع اجتماعي ولیست سیاسیة فحسب وهنا یجب الانتباه للحالة العراقية وكون ‏القرار فيها اسلامیا والشعب المحکوم هو لیس کله من مذهب الحاکم وانما من مذاهب شتی وادیان ‏وقومیات متعددة مع ملاحظة ان المصریین یشترکون في الوطنیة المصریة التي ترسخت منذ قرن ‏ونصف القرن في العصر الحدیث وحتی قدیما، هنالك وطنیة مصریة لم تتوفر بعد في العراق، ‏فالوطنیة المصریة واضحة المعالم والمصري شدید الولاء لمصریته علی عکس العراقي الذي یضع ‏ولاءه الشدید والاول لعقیدته قومیا عربیا او قومیا کردیا او سنیا او شیعیا او ترکمانیا”.
واوضح العلوي ان “الولاءات تفتقر الى وطنیة عراقیة موحدة کالموجودة في مصر بدلا من ولاءات ‏متشرذمة على الدين والمذهب والعنصر والقبيلة، والولاءات المتشرذمة قادرة على حماية اي نظام ‏لعقود طويلة وهي التي حفظت النظام الحالي، وعندما یکتشف العراقیون ان هناك وطنیة عراقیة مثل ‏الوطنیة المصریة سیتغیر الحال حتما. واغلب الظن ان ماحدث في مصر سيحدث في العراق وفي اي ‏بلد محكوم بنظام اسلامي وشعب غير موحد الولاءات. لأن مٶشرات ماحدث في مصر تؤکد ان ‏المسارات الحالیة تتجه نحو العودة الی الانظمة العلمانیة التي استبدلها الغرب بأنظمة اسلامیة”.
وقال العلوي “هذه رٶیتنا فعسی ان لا تکون خاصة بقائلها وانما هي استقراء للوضع الحالي و ‏للمستقبل، یا حکام العراق الاسلامیين لا تشمتوا بسقوط نظام اسلامي في بلد آخر لأن المنعکسات ‏ستهب علی العراق وعلی بلدان الشرق الاوسط بأسرع ما نتصور ان لم تسارعوا الی اعادة النظر ‏بتشکیلات الوزارات وبالوزراء الفاسدين والجهلة و بمن یحیطون بالرئاسات من مستشارین لم یقرأوا ‏تاریخ العراق ولا تاریخ المنطقة، ان مستقبل رئیس الوزراء العراقي رغم کونه منتخبا سیصبح قابلا ‏للنقاش لأن الانتخاب عقد بین طرفین فاذا اخل بشروط العقد اعتبر باطلا من تلقاء نفسه”.
واشار الى انه “من غير المعقول الاعتقاد بان سقوط النظام الاسلامي في مصر سيفتح آفاقا من القوة ‏للنظام العراقي باعتبار ما حدث يدخل في باب هزيمة الخصم وهذه وجهة نظر قاصرة تدور حول ‏الخلاف المذهبي وكون النظام المصري سنيا وانه تفرج على القتل المتوحش لرجل دين مصري تحول ‏للتشيع فيما المعيار الصحيح لتقييم الحدث. ان النظام المصري لا ينظر اليه كونه سنيا بقدر ما ينظر ‏اليه نظاما اسلاميا وستبقى مصر سنية سواء كان الحاكم اسلاميا ام علمانيا. لكن سببا غير مجهول من ‏اسباب كبرى اجتمعت لتبرير اسقاط الاسلاميين في مصر متمثلا بحرص المجتمع الدولي على سلامة ‏الاقباط المسيحيين بعد مقتل رجل دين شيعي بطريقة متوحشة وقد ارتفعت اصوات مسيحية ودارت ‏همسات في مجتمعاتهم عن احتمالات قائمة بان يكون راهبا من اتباع الكنيسة القبطية هو من سيشد ‏الحبل برقبته وتسحبه دراجة بخارية حتى الموت”. 
و”اعتبر حفظ الاقباط مهمة وطنية ودولية لحماية اهل مصر القدماء ولو ان الاعتصامات في المدن ‏العراقية السنية قد تجنبت هذا الخطاب الطائفي والمثير للسخط في وصف الشيعة بانهم فرس ‏وصفويون وان اهل الاعتصام عازمون على تحرير بغداد منهم لما تعقدت امور وقضايا المعتصمين ‏في الوقت الذي اعطت للحكومة قوة بعد تماسك مد شيعي حولها ناجم عن مخاوف كتلك التي ضربت ‏هواجس الاقباط في مصر فاصبحت الحكومة معتدى عليها ومهددة بالابادة وهي تواجه خطابا عنصريا ‏طائفيا ممقوتا لا يجعل الشيعي العراقي حتى المتنور والعلماني في موقف التأييد لمطاليب المعتصمين ‏وهكذا فقدت هذه الحركة تأييد الاغلبية الشيعية فيما استطاع الاقباط المسيحيون والمسلمون العلمانيون ‏من الوقوف على منصة مصرية تمكنت من تحقيق اهدافها مستفيدة من اخطاء الحاكم ومن دعم العالم ‏العلماني عربيا كان ام اجنبيا”.
‏ وقال العلوي انه “بهذا الاستقراء يمكن ان تشعر حكومة بغداد بانها في مأمن من التعرض لما ‏تعرضت له الحكومة الاسلامية في القاهرة وهذا هو الرهان الكبير الذي تدور حوله ثقة حكومة المالكي ‏بانها ستبقى في منأى عن اي خطر شعبي كالذي تعرض له اسلاميو مصر. الا ان هذا  الرهان على ‏ابتعاد الخطر هو الخطر الحقيقي الذي تقع في دائرته الحكومة بعد تحولات مصر المرتبطة بتحولات ‏دولية ومبايعة الحركات العلمانية لدلا من الاسلاميين لقيادة دول المنطقة والعراق سيكون مستهدفا ‏وكونه شيعي القرار وما يتبع ذلك من ارتباطات مع ايران محكومة بتجانس مذهبي وسياسي لحكومتي ‏طهران وبغداد واحتمال ان يستعيض الاسلاميون السنة بسوريا بعد ان فقدوا مصر وما سيجر على ‏حكومة القرار الشيعي من مخاطر الاسلاميين والعلمانيين السنة الذين يراهنون على هبة للعلمانيين ‏الشيعة تحت ظلال العروبة المهجورة”.
واوضح العلوي انه “ربما تتشكل لدينا فكرة عن رؤية محيط السيد رئيس الوزراء الذين يفتقرون ‏للخبرة والنية الحسنة والكثير من المعلومات التاريخية والأكثر من تجارب الشعوب، والذين اعلنوا ‏ابتهاجهم بسقوط النظام المصري باعتباره عدوا ازيح من ميدان الصراع فيما اقرأ ان ما حدث في ‏مصر هو بداية لتغييرات في المنطقة بدأت في القاهرة ولا تتوقف عند اسوار الصين”. “ولعلي مخلصا ‏ارفع قراءتي هذه للرئيس نوري المالكي متمنيا لو تأمل هذه السطور الصادرة من عدو لا صديق فقد ‏في ظروف يحتاج فيها المسؤول الى اعدائه بقدر حاجته لاصدقائه”.
وقال العلوي “ان النظام الحالي الاسلامي في العراق لیس اقوی من نظام الاخوان المسلمین الذین ‏امضوا ثمانین عاما في التنظیم المحکم وفي السجون والمطاردات والمنافي ولکنهم للاسف ربما لم ‏یستطیعوا وفي ظروف صعبة ان یدیروا البلد بطریقة ما و سواء کان طریقتهم ناجحة ام کانت طریقتهم ‏مرتبکة فان قرار ابعاد الاسلامیین قد اتخذ والسلام علی من یستمع النصیحة”.
وختم العلوي قائلا “انتم يا اسلاميي الحكم آن لكم ان تعتبروا والا فصبوا الماء على الحاكم بعد ان ‏حلقت لحى جيرانكم”.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة