طبيعة العراقيين بصورة عامة يخسرون مراهناتهم حتى بقضاياهم المصيرية في حالة استطال الزمن اكثر من قابليتهم وهم ملولين دائما والشواهد على ذلك كثيرة في المواقف المصيرية ومنها ماتباهى به (مهوال ) احدى العشائر على الشيخ خوام بمافعلته عشيرته له بعدما تخلت عن الشيخ عشيرته ولم تفعل من اجله شيئا حيث قال : ( عمامك ياخويم بالسجن خلوك .. مثل الشالو البغلة ولا شالوك ) وترميزه للـ( بغلة) يقصد به بغلة القاضي يوم نفقت والقاضي على دست الحكم فتسارع القوم لتشيعها ودفنها شريفهم ووضيعهم لكن لما مات القاضي لم ينتخي له حتى ولو (عربنجي ) والامثلة على تخلي العراقيين والتفكير بانفسهم ومصلحتهم الخاصة كافراد كثيرة ولاتعد وهم اصحاب مبدأ ( شعليه ) بامتياز والامثلة على ذلك كثيرة جدا لعل اخرها كان مثال صدام حسين يوم ماتت امه وهو في سدة الحكم تداعت كل محافظات العراق ومدنه وقصباته وعشائره للمشاركة في العزاء ومأتم (ام الريس ) وكانت كل عشيرة تشارك تصطحب معها ندابة ( كواله ) لتعدد مآثر الفقيدة وتذكر اسم العشيرة لتنال الفخر والشكر من الرئيس لكن عندما اعدم الرئيس لم يأبه به احد ولم تهتم به حتى عشيرته وربما لولا الحياء لم يأتي شيخ عشيرته لاستلام جثته . وطبيعة العراقي عندما يصاب بالملل يتخلى عن اغلى الاشياء وقضاياه المصيرية لان الملل عند العراقي يولد اليأس والقنوط لذا يبحث العراقي عن مبرر لتخليه فيدعي ان الامر لايهمه حتى اذا كان سلامة العراق وتحضر الـ( شعليه ) بوضوح مخجل جدا لذا نتمنى ان نتخلى عن ماتعودنا عليه وننسى مفردة ( شعليه ) ونقتنع ان العراق بلدنا بغض النظر عن كل الانتماءات الاخرى ويستحق منا الدفاع عنه والتضحية بدمائنا له ومتى ما شعر الاخرون اننا تخلينا عن مللنا وضعف ايماننا بوطننا و(شعليه ) سيغيرون حساباتهم ولايراهنون على الزمن ومللنا خصوصا في هذه المظاهرات المصيرية التي نجحنا بها لاستطعنا تغيير اخطاء استمرت معنا مذ دخل جنرال ( مود ) بغداد محتلا حتى اليوم .. فهل نحن قادرون على تغيير مللنا ونبذ ( الشعليه ) ؟ هذا ماتظهره الايام القادمة .