23 ديسمبر، 2024 10:32 م

” \u0646\u062d\u0646 \u0644\u0627 \u0646\u063a\u0631\u0651\u062f \u0641\u064a \u062a\u0648\u064a\u062a\u0631″

” \u0646\u062d\u0646 \u0644\u0627 \u0646\u063a\u0631\u0651\u062f \u0641\u064a \u062a\u0648\u064a\u062a\u0631″

قبل الولوج الى الجانب الفنّي – المعنوي المتعلّق ببرنامج ” تويتر ” ارى انَّ إستخدام ما يُصطلح عليه بكلمة ” تغريدة ” في هذا البرنامج , كلمةً لا تُناسب اللغة العربية , وهي الأوسع عالمياً في مفرداتها ومرادفاتها , فإنَّ كلمة ” تغريدة ” لا تحمل سمة الجدّية والدقّة في صورِها التعبيرية “” إذ طالما نلحظ ونقرأ وبشكلٍ متكرر – على سبيل المثال – أنَّ مسؤولاً سياسياً رفيعاً ما او كاتباً شهيراً قد ذكرَ في – تغريدتهِ – على تويتر بينما هو يتحدث في أمورٍ سياسيةٍ هامّة او يُبدي وجهة نظرهِ تجاهَ موضوعٍ ساخن وما الى ذلك “” وهنا ينفقد التوازن اللغوي بين التفاصيل التي يعرضوها في تويتر وبين الإشارة الى نشر طروحاتهم بمفردة ” تغريدة . ! ” , فالتغريد عملية صوتية مخصصه للطيور فقط ولها نغمة تكاد تكون مُموسقه , فكيف يمكن مطابقتها على البشر حين يبتغون التعبير عن آرائهم او الإدلاء بوجهات نظرهم في شأنٍ ما . ! وما العلاقة بين هذا وتلك . ؟ , السِّرُ هنا يكمن ” اذا ما كان سِرَّاً ” في أنَّ كلمة ” تويتر ” الأنكليزية المنشأ تكون ترجمتها في العربية = تغريد , واذا كان الأنكليز والامريكان حسبَ  ظروفهم وطِباعهم الأجتماعية واللغوية يجدون أنَّ مفردة ” التغريد ” مُعَبِّرة عن مدلولات التعبير عن الرأي البشري وِفقَ لغتهم فهذا شأنهم , لا سيّما أنَّ الغربيين هم الذين إخترعوا وإبتكروا برنامج ” تويتر ومشتقاته وتفرعاته بل هم مَن صنعوا وإبتكروا الثورة المعلوماتية وأفرزوا عنها الشبكة العنكبوتية , واذا ماأُريدُ أن اتمادى ايجابياً ولغوياً أَمامَ القارئ العربي فإنَّ كلمة تويتر الأنكليزية لا تقتصر فقط على معنى ” التغريد” فلها معانٍ اخرى  ” يزقزق , يهذر , يرتعش , يرتجف , لغو ” , كما أنّ الكلمة المرادفة لمفردة ” تويتر في الانكليزية هي ” واربل ”  WARBEL  ومعناها ” يصدح , يغرّد , يشدو , يُنشد ” , ومن خلال ذلك فإنَّ كلَّ المعاني المحيطة بمفردة تويتر لها علاقة بالصوت الموسيقي أو الموسيقى الصوتية وما الى ذلك ممّا يرتبط بالفن والطيور , ولكن ما لنا نحن العرب لنقلّد وننقل ونترجم ترجمةً عمياء عن الانكليزية بنصّها الحرفي  ونستخدمها في لغتنا بغير مكانها المناسب .! فهل نحن نغرّد اذا ما كتبنا او اوضحنا وجهات نظرنا وآراءنا .! ولماذا يا ترى لانبتكر مفردةً او تعبيراً عربيين كبديلٍ للتغريدة ؟ ” حتى وإن إقتضت الضرورة ان يتشكّل من اكثر من  كلمةٍ واحدة , شخصياً ارى أنَّ البدائل غير قليلة ولا بأس ان نجرّب ونختار وليتفضل المثقفون والاكاديميون العرب للإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم لتغيير كلمة ” التغريدة ”  ومن جانبي ارى أنَّ استخدام ايّ من هذه الافعال “” يرتأي , يُعبّر , يُدلي برأيه , يطل “” بدلا عن ” يغرد ” قد يكون مناسبا , وفي هذا الصدد, فإنَّ نبالَ الّلوم وسهامَ العتاب تتوجّه وتتسدّد نحو المجمّعات اللغوية في البلدان العربية لعدم انهماكهم لتعريب بعض او كلّ المصطلحات والمسمّيات المستخدمة في الشبكة العنكبوتية وبرامجها العديدة ,  فليست هنالك مواكبة عربية دؤوبة لما تفرزه المصطلحات العلمية وغير العلمية المستمرة للثورة المعلوماتية , للأسى والأسف .
[email protected]