18 ديسمبر، 2024 10:12 م

سورية تتعافى… هذه هي المؤشرات

سورية تتعافى… هذه هي المؤشرات

سورية كما يخبرنا التاريخ والواقع عندما تتعافى… تتعافى معها الأمة بأكملها بفضل يقظة أبنائها المخلصين الذين يعرفون أن غرق سورية هو غرق للأمة العربية كلها، لذلك يجب عليهم أن يراهنوا على استمرار حضورها الداعم للأمن والاستقرار الإقليمي في ظل الأوضاع الدولية المعقدة في هذه المنطقة.

اليوم سورية تتعافى، ما في ذلك شكّ، فهناك إنجازات إستراتيجية وعسكرية ملفتة، حيث نجح الجيش السوري فى بسط سيطرته شبه الكاملة على مختلف المناطق والمدن السورية وتحريرها من قبضة مجاميع “داعش” الإجرامية وأخواتها، في وقت سادت فيه حالة من الارتباك والقلق لدى الأطراف الداعمة لتلك المليشيات وفي مقدمتها تركيا وأمريكا والعديد من الدول الغربية، إذ تمكن الجيش السوري مؤخراً من تحرير بعض القرى في ريف حماه وادلب.

في سياق متصل يعتبر افتتاح معبر البوكمال- القائم على الحدود السورية – العراقية كأحد المعابر المهمة وشريان تجاري واقتصادي مهم للبلدين السوري العراقي، ومع افتتاح هذا المعبر ستعود الحياة من جديد لهذا الشريان كونه يعتبر نقطة مهمة لدفع عجلة الاقتصاد والتبادل التجاري، ناهيك عن إقامة شركات مشتركة وفتح أبواب جديدة أمام الاستثمارات ورؤوس الأموال للتدفق باتجاه الجانبين وذلك بما يحقق المنفعة الاقتصادية المتبادلة التي ترفع سقف العائد الاقتصادي لأكثر من ثلاثة مليارات دولار في العام، وبالتالي هو إنجاز اقتصادي كبير يهدف لزيادة المبادلات التجارية بين البلدين ومساهمة كبيرة في زيادة الناتج الإجمالي للطرفين.
من الواضح الآن هو أنه تتوفر خطة متكاملة يتم توفير الظروف المناسبة لإنجاحها لحل الأزمة في سورية، وأن الجميع يتعاون على تحقيق ذلك، لذلك فأن المشهد السوري على أبواب تطورات مفاجئة أولى البشارات هي الإعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية الذي لا يلغي بالمطلق حق الدولة السورية باستمرار عملياتها العسكرية لتطهير الأراضي السورية من الارهاب، وهذا بحد ذاته انتصار سوري في فصل المسار السياسي وتشكيل اللجنة الدستورية عن المسار العسكري ومكافحة ما تبقى من جيوب الإرهاب ، و هنا لا بأس لو تم تصنيفي ضمن أكثر المتفائلين بإمكانية بلورة حل سياسي في سورية ترافقها آليات دمج مستعجلة بين أدوات الأطراف المتصارعة لمحاربة الإرهاب.

مجملاً…ستكون سورية بخير، ومهما فجَّروا وقتلوا لن يسمح شعبنا لأي كان بالتدخل في شؤونه أو إستلاب إرادته، وهو قادر دوماً على مجابهة التحديات مهما كانت والخروج منها أكثر قدرة وعزيمة وتصميما على المضي قدماً، فكثيرون راهنوا على أن يسير مستقبل البلاد في غير ما آلت إليه الأمور، ولكنهم فشلوا في النهاية.

بعد كل ما سبق، ألا يحقّ لنا أن نتساءل:

من يستطيع أن يهزم سورية ولديها إصرار على المضي في طريق اختارته نحو إستعادة المكانة التاريخية الجديرة واللائقة بسورية؟.

من يستطيع أن يهزم سورية ولديها جيش قوي ضحى بحياته من أجل حماية سورية واستقرار وأمن المنطقة بأكملها ؟.