23 ديسمبر، 2024 9:43 م

وانتصرت ارادة الشعوب

وانتصرت ارادة الشعوب

وأخيرا عادت الشرعية إلى الشعب المصري بعد إن استحوذت عليها قوى الظلام وتجار الدين وخالقي الانقسامات والفتن بفعل العزيمة والإصرار وفرض الوجود من خلال الحشود المليونية التي ضاقت بهم  ميادين مصر وشوارعها ولليوم الثاني على التوالي بحراك جماهيري سلمي بهر العالم واثار إعجاب شعوبه ودوله على هذا الحشد المليوني غير المسبوق بتآلفه وإرادته ومطالبه ووحدة كلمته إلا القلة التي التفت حول النظام وربطت مصيرها به وانزوت محصورة ومنبوذة في ميدان رابعة ألعدويه تلاحقها لعنة التاريخ والجروح والآلام التي خلفتها في قلوب أبناء شعبها .
فبيان القوات لمسلحه التي اصطفت مع إرادة شعبها واضح وصريح لايقبل التأويل والمراوغة في تحقيق وتلبية مطالب الجماهير الثائرة.
سنه واحده فقط لم يتحمل الشعب المصري إساءة حكم الإخوان فينتفض عن بكرة أبيه وبكل أطيافه ومؤسساته المدنية والعسكرية .
أليس في ذلك درسا بليغا لكل الشعوب العربية بما فيها الشعب العراقي الذي يرزح ومنذ عشر سنوات تحت نير القهر والظلم والفساد ولحرمنه وسرقة المليارات والتردي في الخدمات التي تذهب كل اعتماداتها وأرصدتها إلى جيوب المسئولين وأحزابهم فضلا عن الانهيارات الامنيه التي تودي بأرواح الآلاف من أبناء الشعب العراقي بفعل التهاون والاختراقات والتقصير بالواجبات الملقاة على عاتق القوات الامنيه.
فأين الشعب العراقي من إرادة وإصرار الشعب المصري بالتغير؟؟؟
وأين هي ديمقراطية العراق التي يتنطع بها الأدعياء والمتاجرون بالسياسة من مروجي المصالح الذاتية والحزبية والفئوية  من ديمقراطية الشعب المصري الاصيله التي لاتزوقها الرتوش والدعايات الفارغة؟؟
وأين القانون التي تدعيه دولة القانون والتي تمعن في تفصيل القوانين وتخرجها على مقاسها وبما يتناسب مع مصالحها وأحزابها ومنتسبيها وعندما يتعلق الأمر بأي مواطن عادي أو مستقل وغير منتسب سرعان ما تتذرع بالقانون وترفعه حجة لاتقبل الطعن والتأويل؟؟
وأين المساواة بين ناسكم ورعيتكم يامن أعيانا القرف والسام من خطبكم وتصريحاتكم بمناسبة وبدونها من إنكم تساو بين مواطنيكم وأحزابكم بالمناصب والوظائف والعطايا وتضعون الرجل المناسب في المكان المناسب لكنكم في حقيقتكم ترجحون وتفاضلون منتسبيكم وأحزابكم حتى وان لم يكون من المتخصصين والأكفاء وكل ما يؤهلهم هو انتمائه إلى أحزابكم إما المواطن المستقل ومن ذوي التحصيل والكفاءة فلا مكان له ولا استحقاق وطني يؤهله بتنبؤ أي وظيفة أو منصب يشغله إلا  من كان له ظهر يستند إليه ويقربه من حضرتكم ؟؟؟
وأين العدل يادولة القانون عندما يعشعش العبثيون والصداميون ويتربعون في المناصب والمراكز الحساسة في ألدوله والسلطة وحتى في المراكز الامنيه في الدفاع والداخلية ويكون بيدهم الحل والربط وهم الأوفياء والحريصون على سلامة المواطن وأمنه إما المضحون والمناضلون وأبناء المقابر الجماعية وأبناء ألانتفاضه الشعبانيه والمهجرون والمشردون ضحايا النظام السابق من الشرفاء والخيرين فهم تحت رحمة جلاديهم سابقا ينتظرون العطف والفتاة الذي يلقى إليهم ؟؟
بالله عليكم أليس ظلما وإجحافا بحق المعارضين الذين افنوا عصارة أعمارهم في مقارعة النظام السابق إن  لايجدوا لهم حيزا ومكانا في دولة ناضلوا سنينا من اجل إن يكحلوا عيونهم وقلوبهم بها ؟؟
فكيف ترضى ضمائركم ان يبقى هؤلاء جليسي بيوتهم أو إن يكونوا تحت إمرة ووصاية من أذاقوهم ويل الظلم والعذاب أيام زمنهم المقبور؟؟
الم يكن هذا الإهمال والتهميش جرائم مضافة لجرائم صدام التي اقترفها بحقهم طيلة سنين النضال والتشرد ؟؟
أليس من المعيب والمخجل إن يستمر اضطهاد المعارضين للنظام السابق من قبل إخوتهم الذين تخندقوا معهم طيلة سنين النضال والهجرة في دول الشتات وكل جريرتهم أنهم ناضلوا وجاهدوا مستقلين ولم ينتموا لأي حزب سياسي من الأحزاب المتنفذه والمتربعة على مقاليد السلطة اليوم ؟؟؟
إلى متى يبقى السكوت والتستر على فساد ومساوئ ماقترفته أيدي المتلاعبين من الأحزاب والمسئولين بمصير الشعب وثروته ومستقبل أجياله؟؟؟
هل يستفيق الشعب من سباته الطويل ويزيل عنه غمامة الكذب والتخدير والزيف والأمل المفقود ؟؟
لعل في انتفاضة الشعب المصري جرعة توقظ هذا الشعب من غفوته.