17 نوفمبر، 2024 9:46 م
Search
Close this search box.

الأدارة الناجعة للأزمة مع الخصم، لاتعتمد على قانون الصدفة

الأدارة الناجعة للأزمة مع الخصم، لاتعتمد على قانون الصدفة

(الأدارة الناجعة للأزمة مع الخصم، لاتعتمد على قانون الصدفة؛ تعتمد على توفير العوامل الذاتية والاستثمار المنتج في المجال الدولي والاقليمي)

أن الهجوم على مصافي ارامكوا السعودية؛ كان السبب القوي أن لم يكن السبب الوحيد الذي دفع ترامب ان لا يلتقي الرئيس الايراني على هامش اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة، على الرغم من محاولات الرئيس الفرنسي في هذا الاتجاه والتى بائت بالفشل. ايران وعلى لسان جميع المسؤولين فيها؛ من انها اي ايران لن تتفاوض مع الامريكيين إلا بعد رفع العقوبات عنها. الرئيس الايراني صرح في لقاء صحفي له في نيويورك؛ من ان ايران مستعدة للتفاوض بعد ساعة من الآن بشرط ان تكون في اجواء حرة وليس تحت الضغوط وهنا يقصد رفع العقوبات ولو جزئيا. من المستبعد ان لم يكون من المستحيل ان تكون هناك مفاوضات جادة وحاسمة بين الايرانيين والامريكيين قبل الانتخابات الامريكية. في السياق؛ لن تكون هناك ضربة امريكية على ايران، مهما كانت درجتها، لأسباب لاحاجة لذكرها فهي معروفة بما يغني عن ذكرها..الامريكيون سوف يستمرون برفع درجات الضغط على ايران الى اقصى مديات ممكنة او جميع ما هي في حيازتهم. الامريكيون يعرفون على الرغم من تصريحات ترامب بالضد من هذا الذي تعرفه الدولة الامريكية؛ وهو ان الايرانيين لن يتفاوضوا قبل الانتخابات الامريكية، لذا نلاحظ ان الامريكيين زادوا في الايام الاخيرة من درجة استعدادهم لحماية منشئات النفط في المملكة العربية السعودية..لأحتواء رد الفعل الايراني. يبقى وفي هذا السياق سؤال مهم؛ من له الحظ الاوفر في الوصول الى رئاسة الادارة الامريكية؛ هل ترامب ام اخر غيره من الديمقراطيين، ومرشحهم على مايبدوا جو بايدن. في الصدد؛ يظهر أو ان هذا مؤكد، ان الايرانيين يعولون ولو جزئيا.. على من يخلف ترامب في أدارة البيت الابيض في تغيير قواعد اللعبة بين الايرانيين والامريكيين لصالح تهيئة الاجواء للتفاوض على عقد صفقة نوويةجديدة. لذا نلاحظ أن الايرانيين يفتحون أكثر من باب وفي محاولة أستباقية منهم للمقبل من الزمن؛ من قبيل أننا مستعدون للتفاوض حول الصفقة النووية بما في ذلك أضافة ملاحق لها، بشرط رفع العقوبات ولو جزئيا. سؤال أخر وهو الاهم على أفتراض ان جو بايدن هو من سوف يحالفه الحظ في التربع على عرش الطاووس الامريكي في البيت الابيض؛ هل بأمكانه عقد صفقة نووية مع الايرانيين بما يانسبهم بعد النزول عند مطالبهم والتى تنحصر بر فع العقوبات قبل اي مفاوضات؟ لنفترض ان جو بايدن بصفته رئيس الادارة الاميركية حينها، أفتراضا؛ لن يكون بأمكانه رفع العقوبات قبل المفاوضات، فهو ان فعل وهو لن يفعل لسبب واضح لكل ذي بصيرة؛ لأن ذلك يمس أو يجرح الهيبة الامريكية والتغطرس المعروف أو المعروفه أمريكا، به، بالاضافة الى انه يبعث برسالة تخلل وتضعف الثقة بالحليف الذي لايقهر، الى ممالك الخليج العربي، الأمر الاخر الذي يتعلق باللوبيات اليهودية والصهيونية على حد سواء، وهو الأكثر أهمية لما لها من تاثير وفعل جدي وحاسم في صناعة القرار الامريكي. يبقى السؤال الأخر ماهي البنود؟ هل هي ذات البنود التى طرحتها الادارة الحالية وهي معروفة وترفض جلها ايران رفضا قاطعا كما يقول ويصرح الايرانيون بذلك بأستثناء قبولهم بمناقشة البرنامج النووي أم يتم تغيير تلك البنود( النفوذ الايراني في المنطقة وبرنامج الصواريخ) التى يصر عليها الكيان الصهيوني وأذرعه اللوبيه في الولايات المتحدة، وهل أن ساكن البيت الابيض الجديد في ذلك الحين، أفتراضا؛ له القدرة في تجاوز الدولة الامريكية العميقة واللوبيات الصهيونية..هنا تظل الاجابة معلقة الى ذلك الوقت. لكن وفي السياق؛ ومن وجهة نظر كاتب هذه السطور المتواضعة، من المستبعد أن يكون حينها بأمكان الرجل الاول في البيت الابيض مهما يكن ومن يكون، تجاوز الدولة الامريكية ولوبياتها الصهيونية.. في العود على من له الحظ الاوفر في الوصول الى البيت الابيض؛ ترامب أم جو بايدن. في قراءة ولو سريعة لأول معركة أنتخابية وأستباقية بين الديمقراطيين والجمهوريين؛ وهي اتهام الديمقراطيين لترامب بالتخابر او باجراء مكالمة هاتفية بينه وبين الرئيس الاوكراني التى طلب فيها ترامب من الرئيس الاوكراني أجراء تحقيق بالقضية التى تخص أبن جو بايدن. مما حدا برئيسة مجلس النواب الامريكي بطرح اجراءات عزل ترامب رسميا وهي لم تقدم عليها حتى كتابة هذه السطور على الرغم من الاخبار المتواترة عن تحرك الديمقراطيين السريع بأجراءات عزل ترامب، والذي هو الاخر سارع بنشرها اي الرسالة، مما جعل السحر ينقلب على الساحر. هذه الحادثة اضافة زخما قويا وناجحا لترامب وشعبيته في المجتمع الامريكي وحسب ما تنقله الصحف الامريكية بأن ترامب يحظى بتأييد ثلثي الشعب الامريكي.. على العموم هذا الامر سابق لأوانه ولكنه مع ذلك يؤشر بأن الريح ربما لاتجري مثلما يشتهي ربان السفن الايرانية..في الختام، في السياسة لايمكن الرهان ولو جزئيا على قوانين الصدفة، ولايمكن ايضا وضع البيض بسلة واحدة..لذا نلاحظ ان الايرانيين يعملون في أدارة الازمة بينهم وبين الولايات المتحدة بتكيتكات متنوعة.. وبأكثر من أتجاه ومستوى وبعدة دول وبأكثر من محور..وبأكثر من صفقة وتحالف..على عكس الممالك العربية؛ يضعون بيضهم، كل بيضهم في سلة الغول الامريكي ومخلب القط الصهيوني، على حساب حاضر ومستقبل الشعوب العربية وفي المقدمة الشعب العربي الفلسطيني المقاوم بشراسة وضراوة رغم خيانة النظام الرسمي العربي لهم ولقضيتهم المشروعة، قانونيا واخلاقيا وانسانيا..

أحدث المقالات