17 نوفمبر، 2024 7:14 م
Search
Close this search box.

فصل من تدمير الذاكرة

فصل من تدمير الذاكرة

ليس سرا ان قلنا .. ان هناك من يريد مسح والغاء ذاكرة البطولة العراقية.. وليس سرا ان قلنا هناك من ينزعج من ذكر اسم الجيش العراقي ، ومآثره الوطنية .
قبل مدة .. صرح احد الامعات ، واصفا الجيش العراقي بالمرتزق ..!
هذا النكرة .. كان يريد ان يمتحن ذاكرة العراقيين وغضبهم .. ظنا منه ان الضمير العراقي قد مات .. وان الحس الوطني قد ولى وفات ، و ان الجيش العراقي ، انتهى الى مجموعات من الفرارية ، وكيانات ( الدمج ) الوصولية .. ومن الذين ابتليت بهم المؤسسة العسكرية .

اليوم .. نحن امام امتحان اخر من مسح السجل الوطني ، لرجال آمنوا بهذا الوطن .. وزادهم الله ايمانا .. امام امتحان ، كان الرد الشعبي له صاعقا ، و لم يتاخر طويلا ، لانه اراد الانتقاص من قامة عسكرية باسقة ، و من قائد عسكري بارع .. وانسان عراقي رائع .. هو الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي ، خريج الكلية العسكرية ، مصنع الرجال والابطال .. مدرسة تحترم تاريخها وسمعتها وكيانها .. انها مدرسة عمر علي ، وعبد الكريم قاسم ، وناجي طالب ، وَعَبَد الجبار شنشل ، وسليم الأمامي ، وعدنان خير الله ، وبارق الحاج حنطة .

يسال البعض .. لماذا هذه الحماسة لنصرة عبد الوهاب الساعدي .. لقائد ميداني يتقدم جنوده في اخطر المعارك ، وأصعبها …حتى ذاع صيته داخل البلاد وخارجها .
هذا الفتى الميساني القادم من ارض العمارة .. بطيبتها وصفائها و عفويتها وأصالتها .. هذا المحارب الذي أعاد مع رفاقه أصول العقيدة القتالية .. فنونها ، وتألقها ، وريادتها .. هذا الجندي الذي أعاد الاعتبار الى جيش انتسب اليه ، روحا وعقيدة و بطولة .

جيشنا .. وبعد مشواره البطولي الطويل ، اريد له وفي ظل الأحتلال والإذلال .. ان يبقى جيشا بلا عقيدة ، وبلا تدريب ، بلا كرامة وبلا تنسيب .. أرادوه ان يكون مهزوما مقهورا .. لكي تهزم معه كل القيم الوطنية والنضالية .. أرادوه ان يكون ( سوقا ) للوطن .. لكنه انتفض ضد الارهاب والمحن ، وظل سُوَرا وحصنا للوطن ، عاد الى الجميع .. ولكي يحتمي به الجميع .

هؤلاء الذين .. أرادوا اذلال ، وإهانة الساعدي .. يرسمون لنا وطنا جذوره معلقة في الهواء ، من دون ذاكرة ، من دون تاريخ ، ومن دون عقيدة ، يريدونه على شاكلتهم ، لايضم سوى المرتزقة .. واللصوص والخونة .
صاروا لا يتحملون سمو الوطنية ورفعتها ، ويفسرون الوطنية غير تفسيراتها ، وكانها سلعة في السوق ، خاضعة للعرض والطلب ، للضياع والنسب .
انهم يتضايقون .. من كل من ينادي بالوطنية ويتحمس لها .. يرقصون ويفرحون لهزائمها وغيابها .
تراهم يلهثون ، ويبحثون عن بديل لوطنية الجيش العراقي .. ممن يحملون السلاح رغما عن ارادة الدولة .. من عصابات ، ومافيات وقطاع طرق ، وتجار مخدرات .

سيظل العراق .. وطن الشرفاء ..ارض ، وسماء ، وهواء ، وخبز ، وماء ، وكرامة و وفاء .
وسيظل جيشنا يدافع عن وجودنا ، و عن هويتنا الوطنية .. جيش نعقد عليه امالنا ، وعزتنا ، وكرامتنا ، لا يرتبط باية جهة اجنبية ، يدافع عن وطن الاجداد .. يدافع عن ارض الحضارات والامجاد.. عن ارض العراق العظيم .

أحدث المقالات