لم نكن نعتقد او نتصور اننا سنرى عاصمة الجمهورية الاسلاميه الايرانيه بهذه الصورة الرائعه من التطور … بعد اكثر من اربعين عاماً من الحصار القاسي والحروب الداميه والتخريب والتضليل الاعلامي الغادر …انها في الواقع تمثل نموذج لبلد تديره الحكومة وتطبق فيه القوانين وينفذها المواطنون …وهو اسلوب اوربي يديره رجال دين …فهناك نشاط اقتصادي حيوي متميز وهناك فعاليات اخرى تمثل جوهر حيوية النظام ومنها النشاط السياحي (الديني … والترفيهي والتاريخي وغيرها) … وحبا الله الطبيعه الجغرافيه لايران الاسلاميه ( سلاسل جبلية شاهقة قاسية وعره( تخترقها الانفاق العديده) ووديان عميقه وانهار وشلالات وغابات وكل ما يسر النفس ويبعث الدفئ في الروح الانسانيه .
هي بجوهرها تعكس نظام توجهه قوانين واجراءآت ينفذها مواطنوا البلد ويحافظ عليها ويحميها ( ان المواطن البسيط لا يسمع صوت المنبه رغم زحمة السير وكثرة المركبات او اي اشكال او مطبات …الشوارع نظيفه (حتى مركبة السايبه تعمل منذ خمسة عشر عام بسبب وجود شوارع نظاميه).
الجميع يعمل من اجل ان يعيش من غير ما نسمع عن من اصيبوا بداء السياسه والمشاكل اليوميه كما ابتلى بها العراقيون ) في ابران الفنادق ودور بعض المواطنين مهيئه لاستقبال الملايين و كذلك المطاعم باحجامها وانواعها والمحال التجارية والمولات وغيرها التي تعرض الانواع من السلع المختلفه والمواد التي يطلبها المواطنون والسواح وكذلك اماكن الترفيه البريئ التي نتمنى ان تتواجد في المدن العراقية والعاصمة بغداد … والباركات الكبيره والحدائق التي تنتشر في العاصمة( كمنطقة جسر الطبيعه..والبحيره الاصطناعيه خليج فارس ..وبرج ميلاد ..الى مقاهي دربند ..وعشرات الحدائق التي تؤمها الاسر يومياً وتشتد الزحمة فيها بنهاية الاسبوع وفي المناسبات وكم هي رائعه ومبهره منطقة ازادي وولي العصر .
الامر والمحير يتجلى بقدرة المواطن الايراني على التحمل حيث يشكل ظاهره كبيره …للغز تحدي الايرانين للحصار المفروض على الجمهورية الاسلاميه…بسبب توفر كل ما يحتاجه المواطن لذلك اعتقد ان الحصار لا يوثر… لان كل شي من الضروريات متوفر الا في بعض الجوانب كحاجات الدوله وبعض مؤسساتها ٠
لكن اسمحوا لنا ان نتطرق له دون الحديث وجود وعدم وجود لمراسم عاشوراء في المدن الايرانيه .. ان ما يحسه ويتاسف له الزائر والسائح وخاصة العراقي ان السياحه بجميع وجوهها تشكل نسبة العراقين الاكبر (٨٥/) حوالي خمسة وثمانون وقد تزيد في بعض الاحيان …والسياحة في كل دول العالم اصبحت المصدر الرئيسي للدخل القومي للبلد ( ونتذكر ديغول رئيس فرنسا بعد نهاية الحرب وبداية بناء الاقتصاد طالب الفرنسيات بالذات والفرنسين ان يطبعوا القُبل على خد كل سائح مع تقديم ورده السبب كي يعود لزيارة فرنسا)
واختصاراً اود ذكر وادراج بعض مع احسسنا به وعايشناه :-
—هناك شبه جفاء بين السائح العراقي والا
سر والمجتمع الايراني ٠
—هناك عمليات ابنزاز وسلب السائح العراقي عند تعامله اليومي سواء مع (سواق الاجره ومركبات الخصوصي العامله … الفنادق …المطاعم … الخ الخ ) ٠
—ان التعامل يفسر بيع السائح مرتين ( بوجهين وسعرين ) …لتوضيح الفكره …ياتي
ياتي السائح بك الى المطعم ليستلم اجرتين يدفعهما السائح اجرة ايصالك واجرة اخرى كاكرامية
لكنها تؤخذ بطريقه اجباريه يحملها صاحب المطعم على قائمة الحساب ) ٠
—واخرى ياتي بك سائق التكسي بطريقة او باخرى الى مطعم لنفترض ( مطعم السمك ) وهنا الطامة الكبرى …مثلاً هو يحسب الوجبة ب( مائتان وخمسون الف تومان ) قبل الاكل ويضاعف المبلغ بعد الاكل بطرق ملتويه وعند الدفع للحساب …وهكذا نجد في التعاملات التجاريه اليوميه الجميع ياخذ بهذا المنهج الذي يعتبره السائح سرقه ٠
السواح العراقين يشكلون نسبة (٩٠/) من حجم السياحة وخاصة السياحة الدينيه … وغالبيتهم يتعاطفون مع الجارة ايران في مواجهتها للحصار لانهم عايشوه وذاقوا مرارته والامه ولا زالت تاثيراته على سلوكهم وتصرفات بعضهم …فمن غير المعقول والمقبول ان يواجه الاخوة الايرانين اخوتهم السواح العراقين بمثل هذا النوع من التعاملات وكانها توجيهات او ما شاكل …انها مشكله كبيره تستحق ان يتوصل الاخوه المسوولين في كلا البلدين الى حل …واما بمناسبة الاربعينية المقدسة لذكرى استشهاد الحسين ( ع) لم نرى معالم لعاشوراء في المدن التي تشرفنا بزيارنها ولا اثر (لقيمة عاشوراء) ولا افواج ولاهم يحزنون … في حين نجد لعاشور نكهه خاصه يتميز بها العراق ومحبي الحسين من العراقين حيث تعبر الحدود افواج الاخوه الايرانين بمئات الالوف وربما بالملاين لتستقبلهم قلوب العراقين قبل اجسادهم وتفتح لهم الدور ويقدم لهم الزاد وتغسل ملابسه و يطبب المرضى ومن اتعبه وتقدم الكثير من الخدمات لهم … فهل من المعقول ان يقابل كل هذا بالطريقه التي يتم بها التعامل في ايران ..هذا امر قد يفسد الصداقة بين الشعبين …اننا ندرج هذه الامور لاننا نعتقد انها مهمة امام الخيرين … ايران بلد محاصر ونحن نقدر الظروف التي يمر بها ولذلك نفضل زيارته على كل بلد اخر ونتمنى له الخروج من محنة الحصار.