لا يمر يوماً على العراق المغلوب على أمره وبات شعبه لا حول ولا قوة ، إلا ويكون هناك دمٌ مُسفك وأشلاء متناثرة وأرواح مزهقة ومدون سجل الأيتام لا ينفك الا ويسجل يومياً أيتام جُدد في قائمتهم الطويلة بأرقامها المفتوحة الى ما لا نهاية ، كذلك حال الأرامل والامهات المفجوعات بفقدان الابن او معين العائلة ، تُجار الحروب والطائفية هم فنانون في صناعة القتل والدمار ، يتفننون ويبتكرون طرق وأساليب جديدة ، فهم يتمتعون بعقول شيطانية تخطط للطائفية والاجرام وتنتج أيديهم أبشع وسائل العنف تحت غطاء الاسلام وهو منهم براء ، فالفواجع متتالية دون ردع مرتكبيها وإرهاب يتنامى ولا يجرأ احداً على إستئصاله وقطع يد مموله وداعمه ومحرضه لضعف قياداتنا الامنية والسياسية والمتاجرة والمساومة بأرواح الفقراء على حساب كرسي المسؤولية والذي بات حسب اعتقادهم كرسي الخلود يفجرون الناس ويتاجرون بهم لكي يعيشوا ويلتصقوا بكراسيهم أطول فترة ممكنة يكَونون من خلال تواجدهم المحاصصي وغير المشروع ثروات مالية كبيرة وصديقات حنونات بصدور دافئة يقفن الى جنبهم في وقت الشدة الجنسية ، فعند سؤالهم يبررون بأنهم يجاهدون من اجل الوطن والارض والعروبة فما أشبه جهادكم بجهاد المناكحة لجبهة النصرة في سوريا .
واهم من يعقد ان الارهاب والاجرام والاستهتار بأرواح الأبرياء يقتصر على القتل والخراب وتدمير البنى التحتية والبشرية وصناعة أيتام جدد فالفساد والسرقة وإستنزاف أموال الشعب تحت مسميات شتى هو الإرهاب الأكبر ، تفنن السارقون في تنفيذ محتواها الخالي من المضمون والأهداف الحقيقية والتي أكلت من جرف ابناء هذا البلد الكثير الكثير ، مسميات وعناوين لأنشطة تهدر تحت يافطاتها مئات الملايين دون وجع قلب ودون الشعور بآلام وجراحات وضَيم العراق وأهله .
شاءت الصدفة ان أكون في أربيل مرافقاً لاحد اقربائي للعلاج هناك ، واذا بي التقي بأحد الاصدقاء الشباب والذي تعرفت عليه على موقع التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) كونه متابعاً رياضياً لكل شاردة وواردة في الوسط الرياضي فسألته عن سبب وجوده في اربيل سيما وان المجيء الى هذه المدينة الجميلة بمناطقها وأهلها ، أما ان يكون للعلاج او للسياحة والاصطياف بعد تجشم عناء السفر لا سيما خلال المرحلة الراهنة وما تمر به المناطق على طريق بغداد اربيل من أحداث قلقة تصدف هنا او هناك ، وخصوصاً في مدينة طوزخورماتو التي تكالب عليها دعاة العنف ومرتكبي الاجرام فحصدوا بأجسادهم المفخخة وغير الطاهرة ارواح الأبرياء من هذا المكون الجميل والذي يمثل القومية الثالثة في العراق ، فأجابني بأنه يتواجد ضمن دعوة وجهها ما يسمى بـ(المرصد الوطني للشباب) التابع لوزارة الشباب والرياضة لحضور ندوة او ورشة يقيمها المرصد في اربيل حصراً ، وبحكم عملي الصحفي وجه صديقي (الفسبكي ) الدعوة لي للحضور الى مقر اقامة الشباب المشارك في هذا النشاط ومن كلا الجنسين ويا ليتني لم اذهب ولم أرى بعيني المعنى الحقيقي لجملة ( الضحك على الذقون ) ، فقد ساقني فضولي والذي يسبب لي احياناً المشاكل الى فندق وملهى ( دم دم ) في أربيل لأرى مجموعة من (الفسابكة) مدمنوا يقيمون هناك ، فقد وجهت الوزارة الدعوة الى مراهقات جامحات على الفيس بوك كـ ( وجع قلبي ) و (المتمردة ) و( مغرورة ) و( كبريائي يهز الكون ) و ( موجوعة ) و ( أروي ضمئي ) و (حُبك وَجعْ ) و(دفء المشاعر ) وأخريات ممن قذفهن القدر برحم الزمن وبعلاقة غير شرعية ، أنجبت مجموعة من مراهقي الفيس بوك ( الفايخين ) ، حتى أنسني الجامحات مريضي الذي يرقد في إحدى مستشفيات اربيل ليخدعني الوقت لابقى الى ساعات متأخرة في النادي الليلي في فندق المرصد والذي عرف مسؤولوه كيف يرصدون الفتيات المناهضات لعنف المراة والباحثات عن الحنان في صدور الرجال بفندق دم دم ، وليمثلوا افكار ورؤى الشباب العراقي وطموحاته تلك الفئة الكادحة الكالحة المتعبة يمثلها مع الاسف هؤلاء بمباركة وتنفيذ ارهابيوا السرقة والضحك على الذقون في وزارة الشباب والرياضة .
[email protected]