23 ديسمبر، 2024 9:57 م

تصريحاتٌ أمريكية ، أَمْ عركة عاهرات !!؟

تصريحاتٌ أمريكية ، أَمْ عركة عاهرات !!؟

بعد ثمان سنوات تذكـّرَ أنْ يصرّح الجنرالُ جورج كيسي قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق إبّان فترة الغزو الأمريكي ، بأنَّ إيران تستخدم الإرهاب كوسيلة من أجل الوصول إلى أهدافها في العراق.
واتهم (كيسي) ـ السيئ الاسم ـ في كلمة له بمؤتمر «نحو الحرية» الذي نظمته ((المعارضة الإيرانية)) في باريس، اتهم النظام الإيراني بدعم مليشيات تعمل على إذكاء الطابع الطائفي في العراق، متهما إيران بالمسؤولية عن مقتل الآلاف من العراقيين.
وحمّـل الجنرال جورج كيسي إيرانَ المسؤولية عن (التفجير) الذي تعرّض له (مرقد الإمامين العسكريين)(ع) بسامراء في عام 2006، وذلك من خلال ضبط مواد متفجرة إيرانية الصنع استخدمت في تفجير المرقد آنذاك.

وعلى ضوء أجواء وظروف التصريح تتجلى التداعيات التالية : ـ

أولاً : تعريف المعارضة الإيرانية :
جماعات موالية لنظام الشاه البائد+ جماعات موالية لمجاهدي خلق المنافقين
1.الجماعات الموالية لنظام الشاه تكره الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنها أسقطته ، فمن الطبيعي أن تغرّد وتصفق وتهلهل لهكذا تصريحات .
2. الجماعات الموالية لمنافقي خلق يكرهون حكومتي الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأنهم على خلاف عقائدي وسياسي معها ، ويكرهون الحكومة العراقية لأنها طردتهم من أراضيها الوطنية بعد أن اعتبرتها منظمة إرهابية اشتركت مع نظام صدام حسين في قمع الانتفاضة الشعبية الشعبانية عام 1991، فمن الطبيعي أيضاً أن ينعبوا وينعقوا وينبحوا لهكذا تصريحات .

ثانياً : تعريف القوات الأمريكية :
 1990/ قوة دولية تحججت بإنقاذ شعوب الخليج من اكتساح صدام حسين المزعوم لها، لكي تطأ منطقة الخليج العربي التي كانت مستحيلة ً عليهم ، فنجحتْ تحت هذا المبرر .
 2003/ قوة دولية (ديمقراطية ـ جمهورية) أتت لإنقاذ الشعب العراقي من دكتاتورية صدام حسين و تدمير السلاح الجرثومي الموهوم في العراق ، لكي يكون لها موضع قدم لضرب إيران الإسلامية عن قرب ، فوجئت بالمقاومة العراقية الشريفة ففشلتْ .

 من المهازل التاريخية في تفاهة المواقف الأمريكية ، إنها تكذب دائماً ! وهذا عيب في منطق السياسة الدولية والأخلاق والأعراف في العالم الحديث والقديم .
هنالك مثل عندنا في العراق ؛ يوصف بـ (عركة العاهرات) ـ عذراً ـ حيث أن العاهرات يتعايرن فيما بينهن لحظة الخلاف ، فكل واحدة تظهر سفالة الأخرى عند الخصام ، أما في غير الخصام وتصادم المصالح ( احبيبات كلش)!!!
وهذا ما يتبين من تصريح الجنرال الأمريكي (العاهر) الذي يريد أن يحدث للعراق والشعب العراقي مشكلة مع الجارة إيران ، وكأنهم لم يشبعوا من تحريك الظروف التي تسببت باندلاع الحرب العراقية الإيرانية التي راح ضحيتها أكثر من مليون قتيل وجريح من الطرفين خلال ثمان سنوات من الصراع الدموي الفارغ !..

لقد كثر الحديث عن الإدارات الأمريكية التي تكيل بمكيالين .. مكيال لمصالحها ، ومكيال لمصالح مصالحها !!!
والحالة هذه ؛ والشعوب والحكومات الوطنية تدفع الثمن غالياً .. مزيداً من الحصارات الإقتصادية .. مزيداً من الحروب .

بالأمس ؛ افتخرت جمهورية العراق بانتخابات ديمقراطية نزيهة ، لا نظير لها في العالم ، وهي تنتخب حكومتها الوطنية بقيادة إسلامية مجاهدة يرأسها (الأستاذ نوري المالكي) ..

اليوم ؛ تفتخر الجمهورية الإسلامية الإيرانية بانتخابات ديمقراطية نزيهة ، لا نظير لها في العالم ، وهي تنتخب بأغلبية جماهيرية عريضة رئيسها المسلم ( الدكتور حسن روحاني) ..

وهكذا ؛ تتوالى خيبات الأمل المروّعة في اليقظة قبل الأحلام ، فتنتفض الإدارات الأمريكية مرعوبة منذهلة قلقة ، من المستقبل الذي يوحي بمحمدٍ جديدٍ يحمل مشعل الإسلام في منطقة الشرق الأوسط ، يسقط جبروتها على الأرض !!!

اللعبة الأمريكية الساذجة التي يعرف نتيجتها الأطفال المسلمون ، وهم يلعبون على الـ play station لم تعد صعبة ً على الساسة العراقيين ، ولا الساسة الإيرانيين ، كي يأتوا بهكذا تصريحات ، في هذه الظروف التي أصبحت فيها منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي بأمس الحاجة إلى السلام والوئام والانسجام ، وليس الاتهام والخصام والانتقام .

عليه ؛ نقول للجنرال الأمريكي كيسي :

1. هل تعلم بأنَّ العراق يعيش من واردات السياحة الدينية لزيارة المراقد المطهرة في المدن العراقية المقدسة ، ومنها مرقدي الإمامين العسكريين عليهما السلام بسبب توافد الإيرانيين منذ عهد حكومة صدام حسين حتى اليوم ؟!!
2. هل تعلم بأن قبة مرقد الإمامين العسكريين (ع) أكبر قبة ذهبية في العالم ، وأنًّ جميع مراقد أئمة الشيعة (ع) في العراق مبنية من الذهب الخالص ، والذهب تشتري به إسرائيل قراراتكم السياسية في مجلس الأمن ضد المسلمين والعرب والفلسطينيين .
 كان ولازال ذهب مراقدنا يأتي من إيران .. حتى في زمن حصاركم عليهم يرسلون إلى المراقد المطهرة في العراق أضرحة ً و أبواباً مرصـّعة ً نفيسة من الذهب الخالص والأحجار الكريمة ؟!!
3. إذا كان تصريحك صادقاً ، من أن لإيران ضلوع في التفجير ، فالساكت عن الحقّ شيطان أخرس ـ في عرفنا العربي الإسلامي ـ فأنت شيطان أخرس !!؟
4. إذا كنت تعرف سر ضلوع إيران بنسف مرقدي الإمامين العسكريين عليهما السلام منذ عام 2006 فلماذا أخفيته عن الحكومة العراقية ، وبينها وبين حكومتك اتفاقية أمنية نافذة ، وهذا موضوع أمني ؟!!
5. لماذا لم تعرض شظايا السلاح الإيراني الذي فجّر المرقدين الطاهرين أمام الإعلام آنذاك . هل أنت تخاف على سمعة إيران ، أم أنت لا تحب إثارة القلاقل في منطقة الخليج ؟!! وإذا كان الأمر كذلك ؛ فلماذا أثرته الآن ؟!! هل أنك تريد أن تثير القلاقل اليوم ، لأن العلاقة منسجمة بين الجارتين التاريخيتين إيران والعراق ؟!!
6. اتهامك للجمهورية الإيرانية الإسلامية لا يعني شيء .. لا لدى إيران ، ولا لدى العراق ، لأنك قد أتيت متأخراً ، فتنظيم القاعدة قد أعلن مسؤوليته عن الحادث منذ عام 2006 ، وهو تنظيم يكفــّر الحكومة الإيرانية ، ويتهمهم بالرفضة المشركين الصفويين ، فهو يتقاطع معهم ويقتل مؤيديهم ويختلف عنهم سياسياً وأيديولوجيا .
7. وأخيراً ؛ أنت غبيٌّ أيضا ، لأنك لا تعرف قدسية أئمة آل بيت رسول الله محمد (ص) لدى مسلمي إيران كافه !