خَتَمَ اللهُ قُلوبِهِم وَعَلى سَمعِهِم وَعَلى أَبصارِهِم غِشاوَةٌ وَّلَهُم عَذابٌ عَظيمٌ (7)
هذه الآية تواصل إطلاق الأحكام المعممة والمطلقة على جميع من لم يقتنع بدعوة محمد، فلا تكتفى بقول ألا نفع معهم، بل تبين أسباب ذلك، بأنهم جميعا وبلا استثناء ذوو قلوب وأسماع قد خُتِم عليها، والخاتِم عليها هو الله نفسه، وذوو أبصار قد غُشِّي عليها، ومن هنا فهم كلهم، وبلا استثناء، سواء منهم غير المقتنع عنادا ومكابرة، كما يعتقد المسلمون، أو غير المقتنع قصورا، أو غير المقتنع تعقلا منه، لأنه رأى في الإسلام ما لا يقبله العقل، كلهم بلا استثناء سينالهم عذاب عظيم، وكل ذنبهم أنهم لم يقتنعوا، كما الكثيرون اليوم وفي كل زمان الذين هم غير مقتنعين، بأن محمدا رسول مرسل من الله، دون أن يكونوا أشرارا وسيئين. ويلاحظ الخطأ البلاغي الشنيع في هذه الآية، كما سنكتشف أخطاءً نحوية وأخرى بلاغية في القرآن، مما يدل على بشريته، واستحالة إلهيته، فهنا، وفي كل المواقع التي سيرد فيها ذكر ذلك، تذكر (القلوب) و(الأبصار) بصيغة الجمع، بينما يتوسطهما (السمع) بصيغة المفرد، وكان الأولى قول (خَتَمَ الله عَلى قُلُوبِهِم وَعَلى أَسماعِهِم، وَعَلى أَبصَارِهِم غِشَاوَةٌ)، بدلا من (وَعَلى سَمعِهِم)، ولكن المشكلة في المسلمين أنهم يبررون للقرآن أخطاءه، بل جعلوا القرآن مرجعا لغويا يصحح به، والذي جعلت أخطاءه صوابا، من جاء مخالفا له بالصواب صححوه إلى ما هو خطأ، أو ما هو صواب بمعيار القرآن، لا بمعيار اللغة العربية.