18 ديسمبر، 2024 8:50 م

هل بايع الحسين بن علي معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين ولم يبايع ابنه يزيد ؟ (٤)

هل بايع الحسين بن علي معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين ولم يبايع ابنه يزيد ؟ (٤)

هذه هي المقالة الأخيرة تحت هذا العنوان، وبعدها سنبدأ بمقالات جديدة تحت عنوان : لماذا لم تعطي جزيرة العرب صوتها الى علي بن أبي طالب ، ولماذا لم تبكي البواكي على ابنه الحسين ؟
في المقالات الثلاثة الماضية ثبتنا الحقائق التاريخية التالية : ١. ان الحسن والحسين ومن قبلهما والدهم علي بن أبي طالب ماتوا ولم يناديهم أي شخص لا في الكوفة ولا غيرها يا إمام لأن الأمة لم تستخدم هذا المصطلح ( إمام ) في تلك الفترة !! .. ولكن هذا اللقب ظهر بعد ٢٠٠ سنة من وفاة علي ; عندما قررت مجموعة صغيرة من المسلمين توزيع الألقاب على الأموات وإعطائهم أرقام !!! فمنهم مَن توقف عند الرقم ٧ كالشيعة الدروز الذين اصبح لاحقاً الكثير منهم القوة الضاربة في قوات جيش الدفاع الإسرائيلي ، ومنهم مَن توقف عند الرقم ١٢ كشيعة خميني الذين اصبح لاحقاً الكثير منهم خدام المشروع القومي الفارسي الذي يفتك بالأمة العربية .. ٢. الحقيقة التاريخية الثانية العجيبة الغريبة هي ان آخر ٦ من مجموع ١٢ ” إمام ” خرجوا جميعهم من بطون جواري العصر العباسي ، في فترة شاع فيها ظاهرة الغلمان والجواري وضاعت فيها الأنساب حيث كانت الجارية العباسية تتبادلها احضان الرجال بدون عدة ولا مهر تباع في اسواق النخاسة في بغداد .. لذلك تلاحظون ان شيعة خميني يرددون بدون وعي مصطلح الأئمة ” الأطهار ” !! .. ٣. الحقيقة التاريخية الثالثة هي ان الذي نسف بدعة ” الإمامة ” بمفهومها (الرقمي) حتى قبلَ أن تلد هو علي بن أبي طالب عندما خاطب أهل الكوفة بالقول “اسألوني قبل أن تفقدوني” !! .. اذ لو كان علي بن أبي طالب يعلم بالإمامة الرقمية المرتبطة ” بالسماء ” كما يدعي شيعة خميني لما قال لهم ” قبل أن تفقدوني ” يا فاقدي البصيرة …
لكن خامنئي كما أخبرتكم ليس فاقداً للبصيرة حيث يبدو انه لا يؤمن بالإمامة الرقمية كما أخبرنا بذلك الجنرال الأمريكي كيسي الذي كان قائد القوات الأمريكية في العراق اثناء الحرب الأهلية في العراق عندما أخبر لجنة الكونكَرس في مجلس النواب الأمريكي بأن خامنئي هو من أصدر الأوامر بتفجير مرقدي الشيعة في سامراء ; مرقد ابن الجارية العباسية (سمانة) ومرقد ابن الجارية العباسية (حديثة) من أجل تحطيم الوشائج المتينة التي كانت قائمة بين شيعة وسنة العراق لمئات السنين وإشعال الحرب الأهلية بينهم …

خامنئي ليس مثلي اعتمد على كتاب “المستطرف في كل فن مستظرف” في تتبع اخبار جواري العصر العباسي .. لكنه أي خامنئي شخص “قرآني” قرأ تلك الآية في القرآن التي يُستدل منها ان التحرش الجنسي في المرأة الحرة غير مسموح به ولكن مسموح التحرش الجنسي في الجواري ” يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى أن يعرفنَّ فلا يؤذين ” .. أما الجارية فلا تضع الجلباب حتى يعرفنَّ فيؤذين !!! .. ألم أقل لكم من قبل انه كلما طالت الفترة الزمنية كلما قدسنا اشخاص هم غير مقدسين في زمانهم .. ألا يوجد في العالم اليوم أكثر من ٧٠٠ مليون شخص يعبدون (بقرة) ويجدون لهذه ” القدسية ” كل المبررات ! .. أنا هنا لست بقصد التجريح بأي ديانة مهما كنتُ مختلف معها، ولكن تُضرَب الأمثال من أجل اثراء الموضوع .

ملاحظة خارج النص : ١. الآية ” يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك ادنى أن يعرفنَّ فلا يؤذين ” تثبت لشيعة خميني بالدليل القاطع ان للنبي محمد (ص) أكثر من بنت واحدة ( وبناتك ) ; يعني رقية وأم كلثوم زوجات الأموي عثمان بن عفان هُنَّ بنات النبي محمد كما هي فاطمة !! .. ٢. جعفر الصادق كان عالم من علماء الأمة ظهرَ في فترة زمنية معينة ظهرت فيها المدارس الفقهية حيث انتقلت الأمة من مرحلة “يوجد جواب واحد فقط لا غير على كل سؤال” الى مرحلة “يوجد قطعاً أكثر من جواب واحد صحيح على كل سؤال” !! … صحيح ان جعفر الصادق كان يتمتع بذكاء عال حيث كان يجري في عروقه دم علي بن أبي طالب ودم أبو بكر الصديق ودم العائلة المالكة الفارسية ، إلا أن الموضوع له علاقة بالجغرافيا والتاريخ ; أي المكان والفترة الزمنية الذي عاش فيه جعفر الصادق ، كذلك القدرات تختلف من شخص الى آخر (وهذا اثبات رابع ينسف بدعة الإمامة الرقمية المرتبطة بالسماء !) .. الحسين مثلاً عاش في المدينة ٢٠ سنة كاملة بعد مقتل أبيه بدون عمل ولم يعرف عنه روايته للحديث ولم يكتب يوماً مقالة واحدة في “جريدة” ! .. لذلك الأمة تقول المذهب الجعفري نسبة الى جعفر الصادق ، وهذا لا علاقة له ببدعة الإمامة الرقمية .