رسالة الى السيد القائد مقتدى الصدر (حفظه الله)
ان كل من يراقب الساحة العراقية وما يجري بها من احداث سياسية واجتماعية يجد ان بريق بعض من كان يجعجع ويدعي لنفسه التأثير على الأوضاع في العراق قد خفت وتلاشى، وبالمقابل نرى بزوغ نجم قيادة عراقية عريقة لها أصولها وجذورها الوطنية، واعني به السيد القائد مقتدى الصدر (حفظه الله) فهو يتربع على عرش قلوب العراقيين لما جسده من مواقف إنسانية ووطنية مشرفة حيرت العالم باسره، فهو لم يفرق بين مسلم ومسيحي ويزيدي، ولم يفرق بين سني وشيعي، كما انه لم يفرق بين إسلامي ومدني، ومواقفه لا تحتاج الى دلالة ومؤونة لإثباتها للمتلقي الكريم. على الرغم من المحاولات الكثيرة التي قادها أعداء العراق لإسقاط هذه الشخصية الوطنية في نظر أبناء العراق، فكلما حاكوا مؤامرة لإيقاع الشعب العراقي في فخ فقد قيادته الوطنية نراه يخرج ويخرج شعبه من الوقوع فيه وهذا يدل على حنكة سياسية واجتماعية ميزته عن غيره. فليس غريبا ان يسطع نجمه ويكون الشخص الأكثر تأثيرا ليكون المنجد لمن يستغيث به.
ولكي يتحقق مصداق القيادة الوطنية الابوية لكل شرائح الشعب العراقي واطيافه فثمة قضية مهمة تمثل راي عام وبالوقت نفسه الحفاظ على هيبة الدين، فقضية تحويل جامع في قلب بغداد الى ملاهي ومولات ومراكز للفسق والفجور فإنها لسابقة خطيرة مهما كان من يشغل هذا الجامع وأعني به جامع الرحمن في المنصور، يدعي ديوان الوقف الشيعي انه عرضه للاستثمار، فكيف جاز لهم ان يحولوا ارض مخصصة لجامع الى استثمارات لا يعلم ما ستكون؟؟
فالمتوقع من السيد القائد مقتدى الصدر (حفظه الله) ان يخطو خطوة إيجابية لمنع هذا التجاوز والتمادي من الوقف الشيعي، ويحول دون وقوع هذا الخرق والهتك للدين، وبذلك يكون قد حقق مصداق القيادة الوطنية للعراق.
فالشعب العراقي ينتظر من قيادته الوطنية ان تنصفه وان تقف الى جانبه دون عناويين ومسميات، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فالرعية وان اختلفت الوانها ومشاربها الا انها رعية ولهم حق في قيادتهم لترجع الحق لنصابه.