بعد طول رقاد؛ وسبعات من السنين العجاف ، نصحو لنحضر قوافلنا ، التي حملت سبعين من الرجال ، ترحل عبر دول وجبال صحاري ومحيطات ، لتحل في أرض التنين الصيني. تطلب حكمته وخبرته وسحره ، الذي قد إذ هل الدنيا وشغل الناس ، بأيات تقدمه في مجالات الحياة كافة .
تحدث البعض ، واستكثر عدد الوفد المسافر الى الصين ، بلد السور العظيم ، ولايعلم اهمية الرقم سبعة هذا الرقم المبارك الذي يرمز لعدد السماوات السبع ، والسبع اراضين . حتى ان الذرة الوحدة الاساسية للبناء الكوني ، تتكون من سبع طبقات الكترونية . فلماذا نستغرب من السبعين ! والوفد ضاعفه لنا في عشرة ، حتى تحل البركة على زيارته ، ويرجع لنا بخطط وبرامج التنمية المنشودة ، التي طالما حلمنا بها ، وتحطمت احلامنا وضاعت على اعتاب متاهات السياسين وكهوفهم المظلمة ، ومصالحهم الضيقة واهتماماتهم ، التي ابعد ماتكون عن البناء والتخطيط والاعمار .
الان ؛ وفدنا السبعيني؛ قادم لنا ، ليحقق ماعجز غيره عن تحقيقه، سمعنا عن زيارات ووفود مع كل حكومة، وكانت كل واحدة تلعن سابقتها ، وتلقي اللوم عليها ، بعد ان يحصلوا على الايفادات من هذه الزيارات ، والاقامة في الفنادق الفخمة . وتنتهي الحكومة، حتى تأتي اخرى تبدء بجدول زيارات، وتشكيل وفود ، وتلقي اللوم على سابقتها في التلكؤ وعدم الانجاز للخطط المستدامة ، والمشاريع الوهمية .
وهكذا تواليك؛ والمواطن ينتظر وينتظر التنمية المنشودة، في بلاد الرافدين ينتظر دوره اسوة بشعوب العالم الاخرى ، التي قطعت اشواطا في الانتاج والتطور، ونحن لانزال نعاني من الاقتصاد الريعي القائم على الاستهلاك ، والبلدان تصنع وتتطور ونحن نستورد منتوجاتها ونستهلكها وهي تزداد خبرة وثراء ، ومازلنا نراوح مكاننا .
السؤال ؟ هل من الصعب علينا ان ننشىء مصانع مثل مصانع الصين او تركيا ؟ ونستورد مدربين مهرة يدربون شبابنا ؟ حتى نقلل من مشكلة البطالة ونساير العالم في ركب الانتاج والتصنيع ، ونحن نمتلك العقول والطاقات والثروات ! لكن ينقصنا خطط حقيقية، لتنمية هذا البلد وجعله يواكب سير الامم في ركبها ، الايكفينا ماعانى شعبنا وبلدنا من فقر وبطالة ونقص في الخدمات . اما .. ان الاوان لنشعر ان بناء هذا البلد مسؤليتنا ، التي يجب علينا تحملها ، بكل ماتعني كلمة المسؤلية من معاني .
ونبقى ننتظر ونحلم لعل الاحلام تتحول الى حقيقة !
فاتني ان اخبركم ايضا ، ان السبعة تعني سبع عيون، لذلك علينا ان نحصن وفودنا بالسبع عيون ! حتى لايحسد من دول الجوار وهو اتي بثمار التنمية المنشودة !