23 نوفمبر، 2024 2:55 ص
Search
Close this search box.

مجلس حسيني ــ الأدوار والأسباب في زيارة الحسين(ع)

مجلس حسيني ــ الأدوار والأسباب في زيارة الحسين(ع)

هذي دِمِــــــاكَ على فمي تـَـتـَـكلـّـمُ *** مَاذَا يَقولُ الشـّـــعرُ إنْ نَطقَ الدمُ هَـتــفتْ

يا ســـائرينَ إلى الطفوفِ تـَطهّروا ********* وإذا وصلتـُمْ كربلاءَ فـَاحرمُــــــوا

لو في يدي وَوضعـــــــــت كفي جيدهــــا ***وحَمــــــــلتُ عنهـــــــا مابـــــهِ تـَتـَألـّمُ

وإذا المطيُّ بـِكـُم وَصــلنَ مَزارَها ***** فـَظهورهَنَّ على الرجـ الِ تـُحرَّمُ طوفوا بـِكـَــعْبَتهـــــا وَلَبُّوا وَاهْتفـُوا******** هذا مقامُكَ مِـــــــنْ سَـــماها أعظمُ

فـَلأنْ سَريتَ مِنَ الحطيمِ فإنـَّما ********* ** إنى نـَزلتُ هـِـيَ الحطيمُ وزمزمُ

أأبا الهواشـــــــم لا عليك فإنما ************ذِقنا مِــن الكأسِ الذي لكَ قدّمـُـــوا

عجبا ولم أرقبلَ يومكَ في الورى************* دمعاً يســـيلُ على فمٍ يـتبســـمُ

ـــــــ زيارة القبور ظاهرة قديمة موجودة عند الأمم والشعوب الموغلة في التأريخ وقبل الإسلام بقرون طويلة كالإغريق واليونان وغيرهم من الشعوب كانوا يزورون قبور عظمائهم لأهداف يمكن إجمالها كما يأتي:

أولاً: الداعي الأخلاقي. احتراما لهذه الرموز وإيفاءً لحقّها وللخدمات الجليلة التي قدمتها خاصة لو كانت من الرموز العامة كالعلماء والمصلحين والمضحين لامتهم .. فاكراما لدورهم تقوم الامة الواعية بزيارة قبورهم لايفاءهم حقهم ..

ثانياً: الداعي الوجداني: هناك اشخاص تربطهم روابط مع صاحب القبر, كان يكون قبر ابيك او امك , او بقية المقربين من اهلك ..اما لبقية الأشخاص تكون زيارتنا لهم بداعي الحب والشوق ويصاحبها غالبا الاشتراك في العقيدة .. فتكون حب وعقيدة تدفعني لزيارة صاحب القبر .. يقول احد الشعراء …..

دمعي اساَ يجري لاي مصيبة … ونواظري تجري لاي رزية … سالت عليك ادمعها لمحبة … تبكيك عيني لا لاجل مثوبة .. لكنما عيني لاجلك باكية … تبتل منكم كربلا بدم … ولا تبتل مني بالدموع الجارية … ومئات القصائد التي تبين الحب للقبر. وفي الادب العربي قصص كثيرة عن تعلق الأحياء باحباءهم الموتى.. فيزورون قبورهم.

ثالثاً: زيارة القبور ظاهرة لها منشأ عقائدي هو الحصول على بركة أرواح الأولياء (وخصوصاً عند المؤمنين) لان أبناء الديانات السماوية يعتقدون بقاء الأرواح بعد الأبدان وان الروح لا تفنى ..هذا الاعتقاد قديم وموجود عند الأمم التي سبقت الإسلام وأنهم يقولون (أن الروح لا يقربها فناء) ولكونها باقية فانك حين زيارتك للقبر , يشعر الزائر انه يلتقي مع روح صاحب القبر .. ولذلك يسلم عليه ويشكو اليه , ويطلب من الله تعالى بجانب القبر .. وهناك قبور حباها الله وجعل الدعاء بجوارها مستجابا .. كقبر الإمام الحسين(ع) ..

رابعا: حب التواصل مع الميت الى درجة ان يكون خادما له ,وهذه لا يحصل عليها كل الناس , البعض يتعالى,او يشغل نفسه بأمور دنيوية, والبعض يتفانى بخدمة صاحب القبر,واكثر ميت يخدمه الناس هو الحسين بن علي (ع) بمقدار ما بقي وحيدا بين أعداءه, رزقه الله بمؤمنين يخدمونه جيلا بعد جيل,.ويتشرفون بكلمة خادم الحسين, اراك بحيرة ملأتك دوما, وشتتك الهوى بينا فبينا ,فطب نفسا وقر بالله عينا ,اذا شئت النجاة فزر حسينا. لكي تلقى الاله قريرا عينا , كرامة الله لزوّار الحسين (ع) .

عن عبد الله الطحان ، عن أبي عبد الله (ع)قال : سمعته وهو يقول : ما من أحد يوم القيامة إلّا يتمنّى أنّه من زوّار الحسين لما يرى ممّا يصنع بزوّار الحسين(ع) من كرامتهم على الله تعالى.. وعنه (ع) أيضاً قال : مَن سرّه أن يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن من زوّار الحسين بن علي عليه السلام ((الوسائل للحر العاملي ۱٤ : ٤۲٤.٤. بحار الأنوار ۱۰۱ : ۷۲.))..

*** نقطة اخرى : ركّزت دعوات الأنبياء على فكرة بقاء الروح وخلودها بعد الموت , واصبحت هذه الفكرة والتركيز عليها من أركان الإيمان وتعتبر هي الخطوة الأولى في إثبات المعاد .. لذلك اعتمدها الانبياء ركيزة أساسية في تربية الناس وتعليمهم وربطهم بقوة الاعتقاد ببقاء الروح ما بين الحياة الدنيا والاخرة ..

وهناك افكار لا تعتقد اصلا بوجود معاد ,.., وهنا فهم ينكرون بقاء الروح بعد الموت ( الدهريون والوجوديون) اليك راي الديانة اليهودية في نظرتهم للروح ..

في عقيدة اليهود تعني الكلمتان «روح والنفس » في الكتاب المقدس يقولون النفس هي الحركة التي تتكون من امتزاج الروح والجسد .. ».‏ لكنَّ كلمة «روح» تشير الى اكثر من مجرد عملية التنفس.‏ مثلا،‏ يذكر الكتاب المقدس:‏ «الجسد بلا روح يعني ميت».‏ (‏يعقوب ٢:‏٢٦‏)‏ فالروح اذًا هي ما يبعث الحياة في الجسد،‏ اي القوة التي تحييه.‏والنفس هي مجموعة الاعمال التي يقوم بها الانسان .. وهذه عقيدة تحولت إلى ثقافة عامة.. ولذلك بعض الأنبياء أحيا أمام قومه الكثير من الأموات كما حصل لنبي الله عيسى(ع) هذا الفعل حتماً له تأثير على الناس وتناقلته الأجيال جيلاً بعد جيل كحدث خارق للعادة.بهذا نعتقد إن ظاهرة زيارة القبور يرجع إلى تربية الأنبياء.. وهذه بقايا آثارهم التربوية والعلمية ..

للأسف الشديد هذه الأهداف الأخلاقية إنحرفت عن مسارها بين الشعوب القديمة وبرزت ظاهرة جديدة إسمها عبادة الأرواح وهو الذي تشبّث به البعض الآن عندما يدعوا إلى محو القبور أو منع الزيارة وكان الذي يقوم بذلك الآشوريون والبابليون وأمم أخرى حيث يصل الأمر إلى تقديم القرابين مع وجود فكرة عبادة تلك القبور.

*إحتاج هذا الإنحراف إلى عملية تصحيح وإعادته الى المسار الصحيح وقد ورد في الحديث الشريف (نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) هدف هذا الحديث واضح للفصل بين مرحلتين، بين عادة تحمل طابع وثني وبين إحياء ظاهرة أسس وجودها الأنبياء ولكن تحمل طابع العبودية لله فاحتاج المشروع إلى وقت لتربية الناس وترسيخ العقائد بهم وصقل نفوسهم حتى يأذن لهم بمواصلة المسيرة التي بدأها غيرهم.

*** أما أهداف الزيارة العامة في الإسلام:…وردت أحاديث تنص على استحباب زيارة القبور فضلاً عن الأولياء منه ما رواه ابن ماجه في السنن ومالك في الموطأ وغيرها من كتب الصحاح ويمكن إجمال بعض الأهداف.

أولاً: ترقيق القلب لأن الزيارة تذكّر بالموت والموت يبعد الإنسان عن الدنيا ولا يجعله متعلّقاً بها فله دور في إيجاد حالة الخشية والرقة وهو واعظ على حد تعبير الحديث (كفى بالموت واعظا).

ثانياً: التذكير بالآخرة فإن إنشغال الإنسان بأعماله الحياته قد يؤدي إلى نسيان الآخرة فتأتي مثل هذه الزيارة لتذكّر الإنسان بالمصير الذي ينتهي إليه.

ثالثاً: الحصول على بركة أرواح الأولياء.

*** أهداف زيارة الحسين (ع) .. ان لزيارة الحسين (ع) نفس الأهداف المتقدمة ترقق القلب وتذكر الزائر بالاخرة .. ويتأكد بالنظر والتدقيق مصير الإنسان .. مع حصول أهداف جديدة ونذكر منها:

الهدف الأول: الندم على عدم النصرة.وقد نشأ بعد مقتله الشعور بالتقصير والإثم وكان له مظاهر متعدّدة كثورة التوابين والإقبال على القبر الشريف من قبل أهل الكوفة خصوصاً وأهل العراق عموماً ويمكن القول بأن هذا الهدف بالحقيقة هدف تأريخي يشمل الجيل المعاصر للإمام الحسين (ع) الذي كان يشعر بالتقصير وعدم النصرة أمام تضحيات سيد الشهداء (ع).

الهدف الثاني: القربى إلى الرسول (ص):باعتبار ان النبي (ص) أوصى بذريته وبآله وعترته بتكريمهم وإحترامهم وعدم التقدم عليهم والعمل بأوامرهم ومن أبسط مظاهر التكريم هو زيارة تلك القبور الطاهرة ولقد ورد في الحديث الشريف (من حب أن يصافح مائة ألف وأربعة وعشرون نبي فليزر الحسين)

روي الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ(ع) قَالَ :

” إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ زُوَّارُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ؟ فَيَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ لَا يُحْصِيهِمْ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى ، فَيَقُولُ لَهُمْ : مَا أَرَدْتُمْ بِزِيَارَةِ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (ع) ؟فَيَقُولُونَ : يَا رَبِّ أَتَيْنَاهُ حُبّاً لِرَسُولِ اللَّهِ وَ حُبّاً لِعَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ رَحْمَةً لَهُ مِمَّا ارْتُكِبَ مِنْهُ .فَيُقَالُ لَهُمْ : هَذَا مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ، فَالْحَقُوا بِهِمْ فَأَنْتُمْ مَعَهُمْ فِي دَرَجَتِهِمْ ، الْحَقُوا بِلِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ ، فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى لِوَاءِ رَسُولِ اللَّهِ فَيَكُونُونَ فِي ظِلِّهِ- وَ اللِّوَاءُ فِي يَدِ عَلِيٍّ (ع) حَتَّى يدخلون الْجَنَّةَ جَمِيعاً فَيَكُونُونَ أَمَامَ اللِّوَاءِ وَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ يَسَارِهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ ” كامل الزيارات ، للشيخ جعفر بن قولويه ،راجع أيضا : وسائل الشيعة : 14 / 496 و بحار الانوار : 98 / 21 .

الهدف الثالث: تحصيل الأجر والثواب: فالروايات تؤكد أنه تعالى أجرى للإمام كرامات نصّت الرواية على ثلاث منها، إستجابة الدعاء تحت قبّته وهو مما يشوّق المؤمنين للتشرّف والوقوف تحت القبّة الطاهرة حتى يتظرّعوا إلى الله عزوجل بألوان الدعاء ببركة الإمام الحسين (ع) وإظهار العبودية للمولى. وجعل الإمام في ذريته والشفاء في تربته.

الهدف الرابع: رفض الظلم: كانت أحد الأساليب في رفض الحكومات الظالمة وإعلان التبرء منها هو زيارة قبر سيد الشهداء وعدّها لون من ألوان المقاومة لما يمثله (ع) من رمز للحرية والحق ورفض الظلم ومقاومة الطغاة وكان يجد الزائر فسحةً للتعبير عن الكبت النفسي والاجتماعي الذي كان يعيشه في نفسه بسبب تلك الأنظمة المستبدّة. لذلك كانت ظاهرة الزيارة مخيفة لهذه الحكومات فسعت بطريقة وأخرى إلى إلغائها وأرادت أن تعطي لهذا الإلغاء طابعاً شرعياً …

فأطلق وعاظ السلاطين القول ان سبب تحريم الزيارة لأنها بدعة …هذه الفكرة كانت عبارة عن فتوى نواتها سياسية سعى حكّام بني أمية زرعها في الوسط الإسلامي ثم غذّتها الحكومات التي تبنت الفكر الأموي ..لأنها أصلا تشترك معها في الظلم والاستبداد حتى تحوّلت شيئاً فشيئاً إلى مسألة فقهية ثم تطوّرت وصارت مسألة عقائدية وتحولت الى تكفير من يقول بجواز زيارة القبور!!!.

** الهدف الخامس : إيقاض الأمة وتحريكها: المتتبع للتاريخ الإسلامي يعلم جيّداً إن الدول الحكومات التي توالت على الأمة الإسلامية حكومات أموية وعباسية وعثمانية وغيرها سعت إلى ( محاربة الدين لأنه من بنات أفكارهم ) ويشتغلون على هدف طمس معالم الحق والدين …

ابتدأت تلك الدول اولا بتحريف النصوص الصحيحة الواردة من الشارع الإسلامي كما حصل في زمان معاوية من وضع للأحاديث المكذوبة أما لرفع شخص ظالم أو ترويج فكرة باطلة وشيئاً فشيئاً بدأت هذه الحكومات تسحب الأمة الإسلامية إلى الجاهلية فبدأت تنتشر قيم الجاهلية البائدة .. وعاد الظلم والربا والاستحواذ على المال العام وأكل حقوق الضعفاء وقتل الأبرياء وغيرها من مظاهر الجاهلية.

** مقابل هذه الإجراءات .. كان الأئمة(ع) يحثّون أصحابهم للزيارة لكي يتأثروا بروح الحسين (ع) باعتبار ان الشيعة هم حملة الحق وتعرّضوا للضغوط والظلم في مختلف العصور فأرادوا الأئمة (ع) أن يصنعوا منهم رجال على مستوى المسؤولية ( وحقيقة الرجال هم من يعيش أهل البيت(ع) في فكرهم بشكل حيزخلق رجال يحملون المسؤولية يتفاعلون مع الحسين (ع) وأهدافه وآدابه ليجدوا عند زيارتهم كربلاء والوقوف على القبر الطاهر ان يستشعر القيم الخالدة التي عاشتها الثورة الحسينية ومن يزور الحسين (ع) عارفا بحقه .. وتتجسد في روحه المواقف والآباء الحسيني . ويتذكر العطاء والتضحية من اجل الدين … هذا الإنسان الزائر تتغير روحه الى نمط جديد .. يتحول إلى إنسان جديد .. يتعلم من زيارة الإمام الحسين دروس الصبر والكرامة والإباء والفداء من اجل الدين .. يعني تتكهرب عواطفه بمواقف الحسين(ع) وهذه هي غاية الأئمة (ع) في زيارة الحسين(ع) .

ــــــــــــــ : وقد بين الأئمة من خلال الزيارة شخصية الإمام الحسين (ع). وهي ..

ورد عن النبي(ص) أنه قال: ”حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا وأبغض الله من أبغض حسينا الحسين سبط من الأسباط“ اذن يمكن ان نربط انفسنا بالله ورسوله من خلال الحسين(ع) .. ثم لنرى الامتيازات الأخرى.

** ورد في زيارته بعض المضامين التي يستوجب ان نقف عندها اهما الميراث : التي تسمى زيارة وارث ..وزيارة عاشوراء، والأربعينحين نقرأ النصوص .. نجد فقرات تستحق التأمل والتدبر في مضامينها. واهم فقرة : التركيز على الإرث:

”السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوحٍ نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله“ ما هو المقصود بالإرث هنا؟ بعض العلماء قالوا: ”إن المراد بالإرث إرث العلم حيث أن العلم تناقل بين هؤلاء الطاهرين إلى أن وصل للإمام الحسين “، وبعضهم قال: ”إن المراد بالإرث إرث الحجية“.كما الأنبياء حجة على الناس فان ميراث الأنبياء جمع في شخص الحسين(ع) .. ولو أخذنا كلمة ارث منفصلة .. هي عبارة عن انتقال شيء من شخص إلى آخر.. قال تعالى:”ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا” .

فانتقل الكتاب وعلومه وكرامته .. فأصبح الميراث للكتاب الإلهي وشريحة الأنبياء اكبر حجة على الناس بحكم القران .. والدليل المادي في هذه المعادلة إنهم اعلم الموجودين في زمانهم .. انتقل العلم من الأنبياء إلى موسى .. ثم عيسى ثم محمد(ص) .. وانتقل إلى أمير المؤمنين (ع) الذي يقول سلوني عن طرق السماء .. وكان الحسن والحسين(ع)وأبناءه .. الوريثون الشرعيون للكتاب والحكمة والشرف والإباء . )ويبدو لكل عاقل ان من تعلم واشتهر بالعلم لا بد ان يكون متلقيا) .

يجلس بين يدي أستاذ .. إلا هؤلاء كان علمهم إلهاما.. يوم طلب احد الشاميين من يزيد ان يسمح للإمام زين العابدين (ع) بصعود المنبر .. قال له يزيد : انه ان صعد المنبر لا ينزل إلا بفضيحتي وفضيحة ال أبي سفيان .. فقال له وما قدر ما يحسن .. قال : انه من ال بيت زقوا العلم زقا .. والزق هو إطعام فراخ الطيور حين يكون فرخ الطير غير قادر على الأكل فان أبواه يزقانه .. والزق لو أطلق على إنسان عن العلم يعني انه متعلم من دون أستاذ كونه زق العلم .. قال الامام زين العابدين لعمته زينب (ع) « أنت بحمد الله عالمة غير معلمة » . . وهذا يحتمل أحد معنيين :

الأول : أنها عالمة بالله تعالى وبآياته الظاهرة ، من خلال فطرتها الصافية ، وعقلها وتدبرها في آيات الله تعالى ، فلا تحتاج إلى من يعرفها بما يتوجب عليها في مثل هذه الحالة الحساسة ما يجب عليها من التحلي بالصبر..

الثاني : أن يكون مراده(ع):أنها بلغت مراتب عالية جعلتها أهلاً لتلقي الإلهامات الإلهية ,ونور العلم يقذفه الله في قلب من يشاء يقول تعالى عن المهتدين ،﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى). يقول العلماء من الفريقين : ان الالهام الالهي هو نور يقذفه الله في نفس الانسان المؤمن والكافر .. فيعرف من خلال صورة الالهام التي في نفسه ( هل هو على الحق او على الباطل ) ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها).

كلما صفت النفس معناها تقربت من الإلهام الإلهي .. لذلك الزهراء (ع) احتجت على القوم بظاهر لفظ الميراث ولفظ الإرث في القرآن الكريم (يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ..وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ).

الفقرة الثانية: النسل والبنوة :: كل الزيارات تشترك في فقرة: ”السلام عليك يا ابن رسول الله .. السلام عليك يا ابن امير المؤمنين .. السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، يا ابن خديجة الكبرى“، ربما يسأل إنسان ما هو الداعي لتعريف الإمام الحسين بنسله؟ ولماذا نكرر له بالقول انت ابن فلان وفلان وامك فلانه وجدتك فلانه .

الجواب : ليس المقصود بهذه الفقرة بيان النسل , لان نسل الانسان معروف .. شخص لا تعرفه تساله عن نسله ( انت ابن من ) يجيب انا ابن فلانم ..! وهذا أمر معروف عند الناس .. ولكن النسل ليس ذو قيمه , فانا وانت اصبحنا ابن فلان وفلانه ليس بامرنا واختيارنا .. بل هكذا وجدنا انفصنا موجودين في الدنيا بين ابوين ..

*** إذن ليس قيمة الإنسان بنسله ,, ربما فلان ابوه معروف وهو يكون منحرف وغيره ابن منحرف ولكن يكون وليا من اولياء الله .. إنما الإشارة إلى موضوع كبير جدا هو الاصطفاء .. الله اصطفى شجرة او نسميها عائلة وفضلها على جميع البشر شرفا ومنزلة وكرامة ..( فالحسين من شجرة الاصطفاء, يقول تعالى : إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” .. …… ما المقصود بشجرة الاصطفاء؟

ــــــــــ**الله تبارك وتعالى اختار من بين الأنساب والأشجار والعوائل والقبائل، اختار هذه الشجرة التي بدأت من إبراهيم الخليل(ع)وانتهت إلى الني محمد(ص) هذه الشجرة تميزت على سائر الأشجار والقبائل، فجعل من هذه العائلة الانبياء والاولياء وجعل منهم سادة الجنة .. اما امهاته فهم طينة نظيفة طاهرة لا ترتقي له أي عائلة في الكون شرفا وعزة وايمانا .. يقول الامام زين العابدين (ع) ” انا ابن عديمات العيوب , انا ابن نقيات الجيوب ( نقي الجيب هو العفيف الطاهر..

في زيارة الحسين أراد الإمام الصادق التي وردت عنه الزيارة أن يشير إلى شجرة الاصطفاء، أن الحسين قد ولد وانحدر من هذه الشجرة المباركة وهي شجرة إبراهيم وآل إبراهيم فهو ابن محمد وعلي وفاطمة وعبد المطلب إلى أن يصل إلى إبراهيم الخليل ، ولذلك الحسين يوم عاشوراء طبق هذه الآية على ولده علي الأكبر، فهو يريد أن يقول أن علي الأكبر يتميز على سائر الأنصار والأصحاب لأنه من المصطفين الأخيار، عندما ودّعه الحسين، ذكرالآية المباركة:﴾إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ على الْعَالَمِينَ﴿، فلم يكن الهدف بيان النسل وإنما كان بيان مكرمة وفضيلة وميزة وهي انحدار الحسين من شجرة الاصطفاء.

الفقرة الثالثة: اللعن…. فلعن الله أمة قتلتك، ولعن الله أمة ظلمتك، ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به“ اللعن موجود في أغلب زيارات الحسين ربما يتساءل إنسان لماذا الإصرار والتركيز على اللعن في زيارات الحسين ؟ الإنسان الموضوعي الحضاري يترفع عن اللعن والسباب والشتيمة ونيل الآخرين، فقد ورد عن الإمام أمير المؤمنين(ع)أنه قال: ”إني أكره لكم أن تكونوا سبابين“. أولًا: اللعن مبدأ استقي من القرآن الكريم في قوله تعالى:﴾إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴿من آذى النبي فهو ملعون في كتاب الله بلعن من الله تبارك وتعالى في الدنيا والآخرة.ثانيًا: هناك فرق كما يقول علماؤنا بين اللعن والسُباب، السباب هو نوع من الاعتداء لذلك لا يجوز خطاب المسلم به لأنه اعتداء عليه أما اللعن فهو دعاء للطرد من رحمة الله. ثالثًا: اللعن له دوافع فإذا كان الدافع للعن الظالم وإظهار البراءة للظلمة ورفضه لظلمه وطغيانه وتجاوزه فهذا أسلوب حضاري مثلًا عندي صديق يقترف الرذائل والقبائح أخاطبه بأنني بريء من ذنوبه ومعاصيه ورذائله، أما إذا كان للتشفي فهذا أسلوب غير حضاري. إذن اللعن في النصوص مظهر للبراءة والرفض ونبذ الظلم والطغيان، فاللعن مبدأ وثقافة قرآنية أُسست من أجل تربية الإنسان المسلم.ليقف مع الحق ضد الباطل ..

الفقرة الرابعة: النورفي الأصلاب الشامخة. وهي ما ورد في زيارة الإمام الحسين (ع)أشهد أنك كنت نورًا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة، ﴿ما معنى أنه كان نورًا في الأصلاب الشامخة؟ هل هو كان نور في ظهر أبيه أم في رحم أمه؟ هل هو تعبير مجازي؟ من باب التقريب (البذرة التي تشكل شجرة نضعها في التراب نسقها نسمدها تتحول إلى شجرة مثمرة فهذه البذرة تمر بثلاث مراحل:

** أن هذه البذرة فيها طاقة للحياة مخزونة في البذرة . وحين تتفرع يصبح عندها ساق وأوراق .. فعندما تحلل الجذر كيميائيًا نجد فيه نفس العناصر لتلك البذرة .. ثم تعطي نفس الثمرة. (فالمنزلة الأولى لنور محمد (ص) الذي مر بها وجودهم النوراني أنهم كانوا أنوارًا محيطة بساق العرش كما في الزيارة الجامعة: ”خلقكم الله أنوارًا فجعلكم بعرشه محدقين فمن الله عليكم“

ثم تحولت الأنوار إلى جسم آدم وإبراهيم من آبائهم الطيبين الطاهرين مثلًا: إبراهيم شخص نوراني في قلبه وجسده وسلوكه فهو مثل الشجرة المثمرة فلو تم تحليله لوجدنا أنه يحمل الشمائل والخصائص التي اجتمعت في شخصيتي الحسن والحسين ، فوجود إبراهيم وجود أولي للحسين ، ”أشهد أنك كنت نورًا“ هنا إشارة إلى الوجود ألشأني إلى آمنة بنت خويلد ثم إلى الزهراء والى الحسين ..

“لم تنجسك الجاهلية“ يعني أن آبائك موحدون وهذا ما تميز به النبي محمد (ص) وأبناؤه الطاهرون وهذا ما دلت عليه الآية المباركة:﴾الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ* وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴿إشارة إلى هذا الذي دلت عليه الزيارة حيث كان نورًا في أصلاب الساجدين وأرحام الساجدات وإشارة أيضًا إلى وجوده النوراني ضمن الأنوار الساجدة من إبراهيم أو ما قبله إلى النبي محمد .( هذا النور الطاهر تجسد في الحسين يسري إلى تربته وروضته ومقامه، تربة الحسين هذه التربة العظيمة المشرفة تحمل ذرات من ذلك النور الحسيني الطاهر فقد ورد في الرواية الشريفة: ”السجود على التربة يخرق الحجب السمع“.

مولاَ بتربته الشفاء … وتحت قبته الدعاء من كل داع يسمع ..//// أصبحت هذه التربة الطاهرة وكربلاء قبلة للأحرار ومقصدًا لزوار الوافدين من كل جهة ومكان، كربلاء هذه البقعة الطاهرة التي حظيت بالإهتمام من الشعراء والأدباء، هذه التربة التي ضمت دماء الشهداء الزاكيات وتلك الدماء تشربتها تلك التربة العظيمة الطاهرة.

( أصبحت مستشفى الاسلام يوادي كربلاء ) المتعارف عند الرواة ان السيدة الحوراء زينب (ع) لما رجعت مع بقية السبايا واخبرها الأمام (ع) انها على مشارف مفترق طرق، طريق يؤدي الى المدينة وطريق الى كربلاء قالت قل للدليل يمر بنا على كربلاء (فعرف منها الرغبة لتجدد العهد بالحسين)أشارت الى أهمية زيارة الإمام الحسين وما اعد الله لزائر الحسين ..

وتوافقت زيارتهم مع زيارة جابر بن عبد الله الأنصاري عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ زَائِرَيْنِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ (ع) فَلَمَّا وَرَدْنَا كَرْبَلَاءَ دَنَا جَابِرٌ مِنْ شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَاغْتَسَلَ ثُمَّ ائْتَزَرَ بِإِزَارٍ وَ ارْتَدَى بِآخَرَ ، ثُمَّ فَتَحَ صُرَّةً فِيهَا سُعْدٌ فَنَثَرَهَا عَلَى بَدَنِهِ ، ثُمَّ لَمْ يَخْطُ خُطْوَةً إِلَّا ذَكَرَ اللَّهَ ، حَتَّى دَنَا مِنَ الْقَبْرِ قَالَ أَلْمِسْنِيهِ ، فَأَلْمَسْتُهُ فَخَرَّ عَلَى الْقَبْرِ مَغْشِيّاً عَلَيْهِ ، فَرَشَشْتُ عَلَيْهِ شَيْئاً مِنَ الْمَاءِ فَأَفَاقَ . ثُمَّ قَالَ : يَا حُسَيْنُ ـ ثَلَاثاً ـ ثُمَّ قَالَ : حَبِيبٌ لَا يُجِيبُ حَبِيبَهُ .

وَأَنَّى لَكَ بِالْجَوَابِ وَ قَدْ شُحِطَتْ أَوْدَاجُكَ عَلَى أَثْبَاجِكَ ، وَ فُرِّقَ بَيْنَ بَدَنِكَ وَ رَأْسِكَ ، فَأَشْهَدُ أَنَّكَ ابْنُ النَّبِيِّينَ ، وَ ابْنُ سَيِّدِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ ابْنُ حَلِيفِ التَّقْوَى وَ سَلِيلِ الْهُدَى ، وَ خَامِسُ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ ، وَ ابْنُ سَيِّدِ النُّقَبَاءِ ، وَ ابْنُ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ ، وَ مَا لَكَ لَا تَكُونُ هَكَذَا وَ قَدْ غَذَّتْكَ كَفُّ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، وَ رُبِّيتَ فِي حَجْرِ الْمُتَّقِينَ ، وَ رَضَعْتَ مِنْ ثَدْيِ الْإِيمَانِ ، وَ فُطِمْتَ بِالْإِسْلَامِ ، فَطِبْتَ حَيّاً وَ طِبْتَ مَيِّتاً ، غَيْرَ أَنَّ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ طَيِّبَةٍ لِفِرَاقِكَ ، فَعَلَيْكَ سَلَامُ اللَّهِ وَ رِضْوَانُهُ ، وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ أَخُوكَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا . ثُمَّ جَالَ بِبَصَرِهِ حَوْلَ الْقَبْرِ ، وَ قَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَيُّهَا الْأَرْوَاحُ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَاءِ الْحُسَيْنِ وَ أَنَاخَتْ بِرَحْلِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَ أَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ جَاهَدْتُمُ الْمُلْحِدِينَ ، وَ عَبَدْتُمُ اللَّهَ حَتَّى أَتَاكُمُ الْيَقِينُ ، وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لَقَدْ شَارَكْنَاكُمْ فِيمَا دَخَلْتُمْ فِيهِ .

قَالَ عَطِيَّةُ :وكَيْفَ وَ لَمْ نَهْبِطْ وَادِياً ، وَ لَمْ نَعْلُ جَبَلًا ، وَ لَمْ نَضْرِبْ بِسَيْفٍ ، وَ الْقَوْمُ قَدْ فُرِّقَ بَيْنَ رُءُوسِهِمْ وَ أَبْدَانِهِمْ ، وَ أُوتِمَتْ أَوْلَادُهُمْ ، وَ أَرْمَلَتِ الْأَزْوَاجُ ؟! فَقَالَ لِي : يَا عَطِيَّةُ ، سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ ( ص) يَقُولُ : ” مَنْ أَحَبَّ قَوْماً حُشِرَ مَعَهُمْ ، وَ مَنْ أَحَبَّ عَمَلَ قَوْمٍ أُشْرِكَ فِي عَمَلِهِمْ ” والَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ نِيَّتِي وَ نِيَّةَ أَصْحَابِي عَلَى مَا مَضَى عَلَيْهِ الْحُسَيْنُ وَ أَصْحَابُهُ ،

بينما هو يكلمه واذا سواد خرج من ناحية .. فقال جابر يا عطية اذهب الى هذا السواد واتنا بخبره , ان كان من اصحاب ابن زياد لجئنا الى ملجأ .. وان كان زين العابدين فانت حر لوجه الله .. فما اسرع ان انطلق العبد ثم رجع , وهو يقول يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله .. هذا زين العابدين جاء بعماته واخواته .. فقام جابر يركض حتى وقف أمام الإمام .. فسأله أنت جابر.؟ قال نعم : قال يا جابر هنا والله قتلت رجالنا .. هنا حرقت خيامنا .. وسبيت نساءنا .. اما العقيلة زينب لما نظرت الى كربلاء ونساء بني اسد .. نادت :…

يــا نـازلـين بـكربلاء هـل عـندكم … خــبــرٌ بـقـتـلانا و مـــا اعـلامـهـا

مــا حـال جـثة مـيتٍ فـي أرضـكم … بـقـيـت ثــلاثـاً لا يُـــزار مـقـامـها

فسالت زينب الامام .. اين قبر ابيك فاشار اليها .. فالقت نفسها على القبر .. ولما نظرن النساء القين بانفسهن على القبر الشريف .. هون للكاع كلهن فرد هويه … بلايا ارواح ما جنهن بدنيه … دون علكبر بالله شلون دوية .. يراعي الكبر جتك خواتك … يخويه حسين شك اللحد عند .. خواتك يبو السجاد اجنك .. من الشام يا خويه لفنك ….. جلسن حول القبر .. وحده تساعد الاخرى بالبكاء .. ولكن صوت زينب علا بالبكاء … عسن عيني العمى يحسين شفت الكبر بعيوني … يهلنا للمدينة امشوا عند ولياي خلوني … شعذري لبني هاشم عنهم من ينشدوني … شلون امشي وخليهم عكبهم من يبارينا …يخويه بيا وجه طبتي المدينة … شكولن لليكول حسين وينه … شكولن لليناشدني من الناس … اخوج حسين وينه ووين عباس , اكول حسين ضل جثه بلا راس .. وعباس البطل كطعوا يمينه … ثم توجهت نحو قبر ابي الفضل :…. يعباس شك اللحد عنك .. زينب والحرم كلهن لفنك … من الشام يا خويه اجنك ..ااخي ما عودتني منك الجفا … فعلام تجفوني وتجفو من معي .. انعم جوابا يا حسين يا حسين ااما ترى … شمر الخنا بالسوط الم اضلعي , فاجابها من فوق شاهقة القنا … حسم القضا بما جرى فاسترجعي … وتكفلي حال اليتامى وانظري … ما كنت اصنع في حماهم فاصنعي ..

بقي ال البيت في كربلاء ثلاثة أيام ثم رجعوا إلى المدينة, لما وصلوا قريبا منها قال الامام زين العابدين لبشر بن حذلم , يا بشر رحم الله اباك كان شاعرا , فهل لك في شيء من الشعر .. قال نعم يا ابن رسول الله , قال اذهب وانعى ابي الحسين … يقول بشر دخلت المدينة حتى توسطت شوارعها . فناديت..يا اهل يثرب لا مقام لكم بها .. قتل الحسين فادمعي مدرار …الجسم منه بكربلا مضرج … والراس منه على القناة يدار …. فلم تبقى مخدرة ولا محجبة الا خرجت من خدرها ولم يرى باكيا اكثر من ذلك اليوم الا اليوم الذي مات فيه رسول الله … اما العقيلة فانها ذهبت الى ابي عبد الله …..تصيح بصوت اه يا فكد الاحباب … والله شموحشة يا دار الاطياب … لن اهناك صيحة من وره الباب … انا ام عباس اجيتج لا تفزعين … بجت زينب ونادت تلكنها … با لله وياي كومن ساعدنها … هاي ام البنين الراح منها .. صناديد أربعة وبالحرب نفلين … بجت زينب ونادت آه يا حزني … ولفتها ام البنين بضلع محني … تنتحب وتصيح اه يحسين يبني ..يا مفكود هم بيك الزمان يعود .. وهم طيب الليالي وترد لينا ردود .. هم ياتي الفرح وانزع الهدوم السود..

أحدث المقالات

أحدث المقالات