23 ديسمبر، 2024 10:07 م

الاذن تعشق قبل العين احيانا

الاذن تعشق قبل العين احيانا

الفنون كلمات والكلمات تصرف منطوق فالنجوم في السماء كلمات مرسومه تنتظر من يسميها ويقولها فالكلمة كما يصفها الدوس هكلسي اشبه با لأشعه السينيه تخترق كل الاشياء اذا استعملناها استعمالا صحيحا . فالكلمة هي احدى علامات الرقي الانساني  وحكم دلاله على قائلها فالكلمة قد تفتح افاقا من السعادة لشخص اعياه البؤس والشقاء وقد تكون نفق مظلم لشخص كان  مشع بالنور  ونحن من نحدد هذه الكلمه ونصنع مغزاها ونرسم معناها فمن الكلام ما هو اشد قسوة من الحجر وأنفذ من وخز الابر ومنها  ما هو ارق من ورده ربيعيه تملا المكان جمالا وعطرا فمن منا لا يحب ان يكون محاطا بالورود العطره والألوان الزاهية الجذابة ولايمكن ان تكون كلماتنا إلا ولها  الثمن المدفوع لاحقا  فثمن اللؤلؤ ليس كثمن حجارة الطريق وثمن الورود ليس كثمن الاشواك  وهنا يمكن ان يتساوى فقير الحال مع متخم الاموال  فكم من فقير اسعدته الكلمه وكم من غني اذله لسانه  وشاعر العرب المتنبي يصف هذا الحال  ببيت من الشعر يكاد ان يكون درس كامل في اساليب الكلام ( لاخيل عندك تهديها ولا مال ………………………فليسعد النطق ان لم تسعد الحال ) فالإذن تعشق قبل العين احيانا  وربما تكون القناة الواصله الى اعماق القلب  وما القلب الا ارض خصبه تزرع فيها ما تشاء  فلنزرع الورود والفاكهة في قلوب الاخرين بدلا من الاشواك والصبير ,الانسان بطبيعته ميال الى سماع الكلمه الطيبه الكلمه الراقيه المفعمة بالروح والحس المرهف وقد قيل من لانت كلمته وجبت محبته . ان الحياة تواصل والحياة الخاصة لا تختلف عن الحياة العامه فكلها افعال واستجابة  وكل فعل يحدد المنطق الذي  يتوقع منه الاستجابة والاستجابة عكس ردت الفعل فردت الفعل قد لاتميز احدا لانها مساوية للفعل ومعاكسته الاتجاه اما الاستجابة فهي قوة التحكم والسيطرة في اختيار الإجابة التي يختارها  الشخص المستهدف من الفعل . ان الناس متساوون في الاعتبارات الانسانية ويستحق كل منهم الحب والاحترام لإنسانيته ولفرديته الا انهم ليس متساوين في صفاتهم ومزاياهم ولا في طباعهم  وأمزجتهم وكل منا باستطاعته كسب  ود الاخرين دون مال او جاه فبالكلمة الطيبه والإصغاء وحسن الاستماع . مطلوب منا التكيف مع الاخرين بما يحترم ذاتنا وذواتهم  فعسر التكيف وضعف التواصل مع الاخر يربك الشخص ويعكر الشخصيه فلا نبالغ في تصرفنا ونجعل من انفسنا كتاب مفتوح ولا نغلق  صفحات حياتنا بل ليكن شعارنا لكل  مقام مقال  مع التركيز على نوعية الجلسة فاذا كانت جديه علينا ان نكون جديين دون انغلاق واذا كانت جلسات مزاح وسمر علينا ان نكون منفتحين دون اسفاف وفي كلتا الحالتين علينا ان نجعل لنفسنا مكانتها الراقيه فالتواضع لا يعني تقليل شان الذات والاعتداد بالنفس ليس كالغرور ان النفس البشرية بستان جميل  يحتاج الى الرعاية والتهذيب فالعناية بالمظهر صور من صور الرسائل المرسله الى الاخرين فالإنسان مظهر ومخبر كما ان توجيه الرساله الشفويه الى الاشخاص هي فن بذاته وعلينا ان نعرف الاشخاص المستهدفين من رسالتنا ومعرفة الغور في اعماقهم لتكون رسالتنا تلامس انفسهم من الداخل وليس اطراف اذانهم  ومن هنا ياتي اهمية الانطباع الاول الذي يتركه الشخص عن لقاءه باشخاص للمرة الاولى فالانطباع الاول هو الذي يدوم مهما حاولت ان تغيره فيما بعد وسيطل براسه مهما حاولت اخفاءه لان الصوره الاولى لازالت في ذاكرة المتلقي . ان من الرسائل السلبيه التي يستقبلها الاخرون دون قصد منا هو التحدث بصوت  عالي منفعل  فيتوجب ضبط الصوت عند التحدث حتى لوكان صوتنا احتجاجا لان رفع الصوت وشدة النبره ليس فيها من قوة الحسم  من شيء فالحزم صفه شخصيه لانبره صوتيه والصراخ علامة الانفعال غير المنضبط وعلينا ان نتحاور بعقولنا  قبل عواطفنا لان قوة الراي في العقل وليس في العاطفة .وعلينا ان نمسك زمام المبادرة في كل الاحوال وان تكون كلماتنا تدل على الثقة بالنفس وان نكون مستعدين لاي مفاجئه دون ارتباك وان تكون كلماتنا يدة الموقف وابتسامتنا  نرسمها حين نحتاجها نحن او الاخرين  وعلينا ان نتذكر دائما ان الاختلاف بين بني البشر هو الشيء الطبيعي لان كل منا  خلق بمفرده وتميزه عن الاخرين واستحالة التطابق في السلوك البشري هذا لايعني استحالة التوافق او الانسجام فاختلاف العناصر في الطبيعه يعطيها سحرا وجمالا واختلاف الكلمات في الجمل يعطيها بلاغة وبيانا  اذا علينا ان نجعل من اختلاف الطبائع علاقة تكامل وتبادل وعلينا ان نعترف داخل النفس ان اراء الاخرين ومصالحهم مشروعه ولهم الحق فيها مثل حقنا ولا يمكننا ان نجعل من الاخرين صور مثل ماتحب ان يكلمك  وافعل للأخر مثل ماتحب ان يفعله لك
• لمن اراد الاستفادة والزيادة في موضوعات مماثله  فليقرا للأستاذ سامر العطري في علم تهذيب السلوك .

[email protected]