18 نوفمبر، 2024 1:41 ص
Search
Close this search box.

بعدَ قصف ارامكو .. خارطة احداث قيد الرسم !

بعدَ قصف ارامكو .. خارطة احداث قيد الرسم !

معظم الرأي العام المتابع في حالةِ ترقّبٍ لما ستسفر وتفرز عنه ردود الفعل الأمريكية والأوربية بعد قصف المنشآت النفطية لشركة ارامكو في المملكة العربية السعودية , وما أدى الى انخفاض نسبة انتاجها للبترول , وما اضطرها لطلب استيراد كمياتٍ كبيرة من النفط من العراق تحديداً .! , ولم تنشر الأنباء بعد عن موافقة العراق لهذا الطلب على الرغم من الأرباح المالية لذلك , فالمسالةُ دونما ريب فيها إعتباراتٌ سياسية او ايرانية مما يمكن ” افتراضياً التضحية بتلك الأرباح ” .

الخطوط او الخطوات الأولى لرسم الخارطة الجديدة اخذت بنظر الأعتبار التغيّر النسبي لموقف فرنسا تجاه الأزمة في الخليج او ايران , حيث اعلن وزير الخارجية الفرنسي ” إيف لو دريان ” أنّ بلاده تطالب الجانب الأيراني بأثبات موقفها في ضمان امن وحرية الملاحة في الخليج , وذلك لتمكين او مساعدة باريس في التوسط مع الأمريكان لحلحلة الأزمة مع طهران , بجانب ذلك او بموازاته فقد بدا وزير الخارجية البريطاني ” دومينيك راب ” اكثر تشدداً من السابق عبر مطالبته المجتمع الدولي بأتخاذ موقف عملي مضاد من طهران , ولعلّ موقفه هذا قد ساعد على الأفراج عن ناقلة النفط البريطانية المحتجزة من الجانب الأيراني ” ودونما استخدامنا لأدوات النفي والجزم ! ”

منَ الخطوط المتعرجة الأخرى في رسم خارطة الحوادث والأحداث هذه , هي انتظار نتائج التحقيقات التي سيجروها مراقبو الأمم المتحدة حول مصدر واتجاه الصواريخ والطائرات المسيرة التي دكّت منشآت ارامكو السعودية , والجهة الفعلية التي تقف وراءها والتي من المفترض أن تتحمل مسؤوليتها .

لعلّه من المفارقات أنْ في بداية الشروع لرسم معالم خارطة الطريق ” المغلق ! ” , أن ينبغي التريث وأخذ Break حالما تتضح تفاصيل خطّة ايرانية جديدة لتأمين منطقة الخليج , والتي اعلن الرئيس ترامب عن استعداده للإطلاع عليها .! , كما يتوجّب عدم تجاهل العقوبات الأمريكية الأخيرة على البنك المركزي الأيراني ” بانك ملّي ايران – المصرف الوطني الأيراني ” وما قد تفرزه من تأثيرات , رغم النفي الأيراني لذلك .!

يواجه الرئيس ترامب إحراجاً كبيراً جرّاء مطالبة عدد من نواب الحزب الجمهوري الأمريكي لإتخاذ موقف عسكري او حربي تجاه الأيرانيين بعد قصف ارامكو , ومشكلة او معضلة ترامب ترتبط جوهرياً بمحاولة الفوز في الأنتخابات المقبلة مما يكبّل يديه ” الى حدٍّ كبير وليس مطلق ” في اتخاذ قراراتٍ ستراتيجية بشأن مجريات الأحداث في منطقة الخليج ..

في إستقراءٍ غيرَ شفّاف لمعالم وعناصر الخارطة المفترضة وبجديّةٍ عالية , فأنّ المجاميع والفصائل المسلحة التي تسمى بالمليشيات ذات الولاء للجانب الأيراني , سواءً في الأراضي السورية او ضمن الحدود العراقية , فأنها غير مستثناة كأهداف ضمن هذه الخارطة , ونلاحظ تكرار وتعدد الضربات الجوية لمعسكرات الحشد الشعبي في العراق الى غاية يوم امس , والتي لعلّها لا تبدو بأنها الضرية الأخيرة .

الدور الأسرائيلي الذي يلعب دوره التنفيذي الفعّال في هذه الخريطة ومن دون اضواء وسائل الإعلام , لمْ تتكشّف آليّته الدينامية بعد ولغاية الآن , بالرغم من ادراكها المسبق في الأوساط العراقية الحزبية او السياسية , ودونما دلائلٍ ملموسةٍ لمس اليد حسب تصريح عادل عبد المهدي .

الخارطة التي وفق ” العنوان اعلاه ” لا بدّ لها من ترك وهجر ادوات رسمها آنيّاً حتى يحين موعد الإنتهاء من الدورة السنوية للأمم المتحدة في نيويورك والتي سيلقي فيها الرئيس روحاني خطابه في يوم 25 من الشهر الجاري .. ويمكننا هنا القول أنه من الآن والى غاية نحوِ شهرٍ فليس من المتوقّع حدوث حوادثٍ نفطية او لناقلات نفطٍ او سفنٍ تجارية في مياه الخليج , ودونما ضمانٍ مطلق لقصفٍ آخرٍ في الأراضي السعودية قبل مهلة انتهاء مدة الشهر المذكور المحددة سلفاً .!

الأخطر والأشدّ خطورةً للأطراف الدولية التي تقوم وتهيّئ لردّ فعلٍ مرتقب لما جرى في ارامكو – السعودية , هو أخذها بنظرِ اعتبارٍ استباقيٍّ لما قد يتكررّ ضرب وقصف مصافٍ ومنشآتٍ بتروليةٍ اخرى ولمرةٍ اخرى , سواءً في السعودية او في دولةٍ عربيةٍ خليجيةٍ اخرى , او حتى لكلتيهما معاً .!

أحدث المقالات