في سنة 2010م ، عندما صعد المرشد العام للاخوان المسلمين من خلال الانتخابات، او من خلال اجتماع (اهل الشورى) داخل الجماعة (( محمد بديع )) الى ارشادية الاخوان بدلا من المرشد السابق للاخوان (( محمد مهدي عاكف )) كتبت مقالا يتناول ظاهرة تحول قيادة الاخوان المسلمين من جناحها المعتدل الذي اسميته ب(( البنائين )) نسبة للشيخ حسن البنا ورؤيته المرنة والواسعة والقابلة للتنوع الاسلامي الى جناحها (( القطبي )) نسبة الى افكار وتصورات سيد قطب السلفية الاقصائية التكفيرية !!.
وذكرت انذاك : ان هذا التحول (داخل قيادة الاخوان) ياتي في زمن حرج ومصر مقبلة على تغييرات جذرية !!.
والحق كان في بالي انذاك ان اي تغييرفي مصر في فترة المرشد(( محمد بديع ))وجناحه القطبي سيمثل كارثة مابعدها كارثة اذا تعامل هذا الجناح مع المتغير المصري بروح الانغلاق وعدم الانفتاح والمرونة والوعي !!.
وبالفعل قامت ثورة الشعب المصري في 25/ يناير/ 2011م على حكومة الرئيس (حسني مبارك)واسقطته الى غير عودة ورحب الشعب المصري بكل الفعاليات السياسية المصرية بمافي ذالك الاخوان المسلمين وانحازت كثير من القوى العلمانية ، والليبرالية واليسارية لانتخاب (محمد مرسي) كمرشح اخواني في سبيل اسقاط مرشح الفلول ، كما عرف انذاك الفريق (احمد شفيق)ونجح (محمد مرسي) بالانتخابات بفارق ضئيل واستلم قيادة مصر ، ليستبشر المصريون والعرب والمسلمون خيرا بالعهد الجديد !!.
لكن ماهي الا اشهرقليلة وبدأ مسلسل الاخطاء الكارثية للرئيس المصري الجديد محمد مرسي تترى وقائعها حلقة بعد حلقة وفقرة بعد فقرة وعلى جميع المستويات الداخلية المصرية والخارجية الاقليمية والدولية !!.
والحقيقة بدأ مسلسل الاخطاء الكارثية للرئيس مرسي مبكرا جدا فما ان دخل الى القصرالجمهوري حتى راينا نزعةالتفرد بالسلطة تطغى على كل كيانه وبشكل ملفت للنظر من تهميش القوى الثورية الحقيقية من شباب واحزاب سياسية مصرية ساهمت في اسقاط النظام المبادالى تحالفه الغير مقدس مع مجموعات التكفيرالسلفي المنغلقة التي ارعبت جميع المكونات المصرية بخطابها الاجرامي التكفيري الاقصائي الظلامي المستفز الخارج عن المألوف والزمان والعصر ، والمدعوم من قبل دول البترول الخليجي التي تضمر السوء للاخوان المسلمين بالذات…. حتى الاعلان الدستوري والتصويت على دستور لم يرتضه كل الشعب المصري …. وهكذا الى ما لانهاية !!.
كنت اتسائل وغيري ربما الكثير ايضا كان لهم نفس الاسألة والهواجس حول السياسة اللامتزنة مطلقا لهذا (( الرئيس الاخواني)) المسلم وكيفية ادارته لبلدكبيرومتنوع وصاحب حضارة كمصربهذه العقلية التي لاتعرفها حتى ادبيات الاخوان السياسية نفسها من زمن عاكف وحتى البنا !؟؟
ثم استمرت هذه الاسألة بالالحاح اكثر ، فاكثر كلما فاجئنا الرئيس محمد مصري بخطاباته ، وسلوكه السياسي الذي لاينم عن اي عقلانية سياسية او رؤية سياسية تفهم معنى ان تقود بلد كمصر بحاجة الى روح سياسية جديدة مختلفة ومبتكرة وواعدة وبناءة !!.
ولا ادري حقيقة هل يعي الرئيس محمد مرسي ما ارتكبه وما زال يرتكبه من اخطاء حتى هذه اللحظة ؟ ام انه لم يدرك بعد لماذا هو اليوم في هذه الكارثة المصرية ، التي حلت على راسه وعلى راس الجماعة الاخوانية معه لتتركه معزولا في الداخل المصري ومعزولا تماماعن الخارج العربي والاسلامي كذالك ؟.
كما انني بالفعل لا اعلم هل يدرك مرشد الاخوان المسلمين (محمد بديع ) وجميع اعضاء مكتب ارشاده المحترمين ، وبما في ذالك خط (( البنائيين المعتدل))داخل الجماعةواللذين همش دورهم مع الاسف في حقبة المرشد محمدبديع هل يعلم كل هؤلاءماذا يعني فشلهم الذريع في قيادة اول تجربة سياسية لهم في مصر الحديثة ؟.
وهل يدرك هؤلاء ((الاخوانيون))ما الذي فعلته بهم وبتاريخهم وبادبياتهم وبجماعتهم وبتضحياتهم …. سياسات الرئيس محمد مرسي الهستيرية واللاعقلانيةوالتي بدأها بالتفردلتنتهي بهم كفصيل تكفيري يساهم بتقسيم هذه الامة المسلمة ( الى شيعي وسني) والتي استشهد في سبيل وحدتها الشيخ حسن البنا رحمة الله عليه !؟.
ماذايعني ان يقصي الرئيس محمدمرسي كل الفعاليات السياسية المصرية التي اوصلته لحكم مصر لينفرد هو وبعض المقربين من جماعته بادارة بلد لا يتحمل الا الاعتراف بالتعددية والراي والراي الاخر ؟.
وماذا يعني ان يتحالف الرئيس ((محمد مرسي)) مع شرذمة منافقة من التكفيريين الوهابيين السلفيين…اللذين لايملكون اي مشروع بناء وسلام وعمران ، وديمقراطية ، وحرية وكرامة وعيش …. للانسان وللاوطان بل لا يملكون سوى ((مشروع الفوضى)) ، وصناعة الفتن والدم والفرقة وتمزيق …. الخ المجتمعات داخل هذه الاوطان ليتخذهم بطانته وحاشيته والمستشارين لسياسته الداخلية ، والخارجية بينما هم في الواقع الاقلية التافهة المسلط عليها اضواء الاعلام البترولي الخليجي لتضخيم حجومهم الوهمية ويكون الاقصاء بالمقابل حليف الاكاديميين واصحاب الاختصاص والمخلصين لمصر واهلها من امثال ((محمد البرادعي)) صانع الثورة في مصر ، والمؤسس لعصرها الجديد ، مع باقي الشباب المناضل ، والطيب والشريف الذي ساهم بالثورة بدمائه ؟؟.
ماذا يعني ان ينقلب الرئيس(محمد مرسي) على مبادئ الاسلامية العربية الواضحة التي من اجلها قام الشيخ حسن البنا بانشاء الجماعة واخوتها ليصبح ((حليفا لاسرائيل)) ومعترفا بشرعيتها المغتصبة للارض العربية والاسلامية المقدسةولا نرى هذه الشدة مع اعداء البشرية والاسلام بينما نرى الغلظة وتحريك الكراهية بين العرب ، والمسلمين والتحريض على قتلهم ، والافتاء بجهادهم في سوريا لاسقاط نظامها الذي حمى المقاومة وناضل اسرائيل ودفع الاثمان الباهضة في هذا السبيل ؟.
ماذا يعني كل هذا ؟.
ماذا يعني ان يناهض الرئيس محمد مرسي الجمهوريةالاسلامية الايرانية التي ترجم مرشدها الاكبر الامام (الخامنئي) كتب وفكر الشهيد سيد قطب ليطلع الشعب الايراني الكريم على تراث الاخوان وفكرهم وحث فيلسوف الجمهورية الاسلامية ومؤسس دستورها الاسلامي الفيلسوف محمد باقر الصدر اتباعه ومقليده على قراءة كتب الاخوان والايمان بها ثم بعد ذالك يناهضها العداء والغمز واللمز الرئيس (محمد مرسي) في سبيل ارضاء حفنة من ((المرضى والمستعمرين)) من دول الخليج البترولي التي يعلم مرسي انها اول من سوف تطعنه بالظهر ان سنحت الفرصة لذالك ؟!.
ماذا يعني ان ينتهج الرئيس المصري (مرسي) خطاب الكراهية والطائفية والحقد بين المسلمين والعرب ، وهو يعلم ما يعني ذالك من خطورة على وحدة مصر قبل وحدة باقي الوطن العربي والاسلامي وهويعلم ان الشيخ حسن البنا كان هو مستظيف الشيخ محمد تقي القمي في القاهرة للتقريب بين السنة والشيعة ، وهو يعلم ان من المحرمات في الفكر الاخواني ان تقسم الامة الى مذاهب وطوائف فضلا عن خطاب الكراهية والاحقاد وهو يعلم ان مصر بحاجة لجميع العرب والمسلمين بغض النظر عن مذاهبهم واديانهم لمساعدة مصر ، وهو يعلم ….. ومع ذالك يقف كتفا الى كتف في مؤتمر هزلي حقير في ملعب مغلق ليصف الشيعة بالانجاس ويصف المتظاهرين من شعبه بالمنافقين والكفار ، لتاتي القشة التي قصمت ظهر البعير بقتل اربعةمن مواطنيه المصريين الشيعةوالتمثيل بجثثهم وسحلهم في الشوارع من قبل انصاره من التكفيريين الوهابيين وليجعل العالم كله ضد حكومةمرسي وما انتهجته من سياسةوخطاب محرض على الكراهية ؟!!.
هل وعى الان الرئيس محمد مرسي وقادة الاخوان المسلمين: ان من قتل الشيعة المصريين هم من قصد اسقاط مرسي وجماعته بالفعل ، وهم من ساهم فعليا بقيام الشعب المصري ، من جديد بثورة لاسقاط محمد مرسي والنظر اليه كفرعون من هذا الزمان ؟.
وهل وعى المرشد العام للاخوان المسلمين السيد ((محمد بديع)) ان اكبر خطيئة وقعت بها الجماعة ((منذ تاسيسها الى اليوم)) هي انسياقها خلف التيارات السلفية التكفيريةالتي خدعتهم باظهار الولاء لهم مع ان الاخوان انفسهم يدركون ان ولاء هذه التيارات الارهابية هو تابعا لاموال البترول الخليجية ، التي لم تزل تحيك المؤامرات ، لاسقاط الاخوان واسقاط هذه الامة بمجملها وتركيعها للمستعمر الصهيوني كيفما كان ؟.
نعم اليوم مشروع الاخوان المسلمين في مصروالعالم في خطرحقيقي واذا تم اسقاط (محمد مرسي) من رئاسة مصر على يد الثوار المصريين فهذا يعني حتما اجتثاث الاخوان المسلمين من مصروالى الابد والذي يعني من جانب اخر : ان البناء الذي بناه الشيخ حسن البنا رحمه الله ، واستشهد في سبيله في مصر ليصارع الاهوال السياسية العاتية لاكثر من مئة سنة كل هذا العواصف والاقصاءات لم تستطع النيل من بناءالاخوان المسلمين وفكرهم ، ولكن استطاع الرئيس الاخواني محمد مرسي ان يسقط المعبد كله على رؤوس ساكنيه بسياسة سنة واحدة لاغير !!.
[email protected]
http://7araa.blogspot.com