خاص : ترجمة – آية حسين علي :
انتشرت الطائرات المُسيرة، أو الـ (درون)، أو الطائرات بدون طيار؛ على نحو واسع في الشرق الأوسط، وأدى ظهورها إلى بروز نوع جديد من الصراع يُمحي الخط الفاصل بين الحرب والسلام، إذ سمحت باستهداف مواقع بعيدة بدقة كبيرة، ويبدو أنها باتت دليلًا على المواجهات غير متوازنة القوى، فمن يمتلكها يصبح أقوى ومن لا يمتلكها عليه دفع المال من أجل الحصول على القوة، بحسب النسخة الإسبانية من صحيفة (بي. بي. سي).
وقعت خلال شهري آب/أغسطس الماضي وأيلول/سبتمبر الجاري؛ سلسلة من الإعتداءات نُفذت بواسطة طائرات (درون)، كان آخرها الهجمات التي نفذتها “إسرائيل” ضد عدة بلدان عربية؛ وهجمات “أرامكو” السعودية، التي لا يُعرف على وجه الدقة من المتورط فيها حتى الآن.
وعُرفت الطائرات الُمُسيرة أو الـ (درون) منذ الليلة الأولى لحرب “أفغانستان”، إذ اُستخدمت لاستهداف مواقع تابعة لحركة “طالبان”، في تشرين أول/أكتوبر 2001، بينما كانت الحرب في “سوريا” مسرحًا لأول هجوم مشترك كبير يهدف إلى دفاعات جوية ساحقة.
تحول الـ”درون” إلى أداة للحرب..
ذكرت الصحيفة أنه حتى وقت ليس ببعيد كانت تعتبر الـ (درون) معدات احتياطية للحرب أمتلكتها عدد ضئيل من الدول المتقدمة تكنولوجيا، وفي مقدمتها “الولايات المتحدة” و”إسرائيل”، ثم التحقت “الصين” بقاطرة الدول المصنعة للطائرات المُسيرة، فساهمت بشكل كبير في انتشارها وأبرمت صفقات لبيعها مع 6 دول في العالم على الأقل؛ أبرزها: “مصر والمملكة العربية السعودية والعراق والجزائر والأردن”، بقدرات مناسبة وبأسعار منخفضة.
وأضافت أنه؛ بمرور الوقت والتقدم التكنولوجي الهائل أصبحت الطائرات المُسيرة أكثر تطورًا، لكنها تحولت إلى طائرات للهجوم حتى وإن لم تعلن الحروب بشكل رسمي، ويمكن لأي دولة بها قاعدة صناعية قوية تصنيعها بقدرات عالية، وتعتبر “إيران” مثالًا على ذلك؛ إذ لعبت دورًا محوريًا في نقل تكنولوجيا الـ (درون) المتطورة إلى جهات فاعلة غير حكومية، مثل “الحوثيون” في “اليمن”.
ويُعد الشرق الأوسط واحدًا من بؤر مكافحة الإرهاب، لذا فقد جذب أطرافًا متطورة تكنولوجيا مثل؛ “بريطانيا” و”الولايات المتحدة” و”روسيا”، متشوقة لجني الأرباح، وبات في الوقت الحالي الكثير من الأطراف المتنافسة إقليميًا، أبرزها “إسرائيل” ودول الخليج من جانب؛ و”إيران” وحلفاءها والجماعات التابعة لها مثل “حزب الله” اللبناني وجماعة “الحوثي” اليمنية من جانب آخر.
سوف نتعرف في السطور التالية على أبرز الدول والجهات التي تمتلك طائرات بدون طيار..
الولايات المتحدة تُنتج “درون” متطورة للغاية..
استخدمت “الولايات المتحدة”، طائرات الـ (درون)، بشكل موسع في الشرق الأوسط خلال مواجهتها لعناصر تنظيم (القاعدة) و(داعش) الإرهابيين، واستخدمت “واشنطن” الطائرات المُسيرة من طرازات متطورة للغاية مثل؛ (بريداتور) و(ريبر)، التي تُعد أكثر تطورًا وأكبر حجمًا من الأولى؛ لذا فهي قادرة على نقل كميات أكبر من الأسلحة على مدى أوسع، واستهدفت بهما مواقع في “سوريا” و”العراق” و”ليبيا” و”اليمن”.
كما قامت “بريطانيا”، أحد الحلفاء العسكريين لـ”الولايات المتحدة”، بشراء مجموعة من (درون)، (ريبر)، الأميركية، واستخدمتها على شكل موسع ضد أهداف في “العراق” و”سوريا”.
إسرائيل تمتلك 60% من سوق الـ”درون”..
تُعد “إسرائيل” أحد أبرز الرواد في تكنولوجيا الـ (درون)، كما أنها واحدة من أكبر مصدري الطائرات المُسيرة المدنية، إذ تحتل 60% من السوق العالمي، بحسب دراسة أجريت عام 2018.
تمتلك “إسرائيل” مجموعة متنوعة من الـ (درون) بعضها مصمم لأغراض الاستخبارات وأخرى للحماية وثالثة لتنفيذ إعتداءات، وأبرز طرازاتها؛ (حيرون. تي. بي)، و(حيرمس 450) و(حيرمس 900)، لكنها كانت مترددة بشأن تصدير هذا النوع من الطائرات المسلحة، ومع ذلك، قامت ببيع طائرات (درون) مخصصة للمراقبة لـ”روسيا” إلى جانب الكثير من العملاء.
إيران تنقل تكنولوجيا الـ”درون” لحلفاءها..
تمكنت “إيران” أيضًا، رغم الحظر والعقوبات، من تطوير قدراتها العسكرية لدرجة سمحت لها بتصنيع طائرات مُسيرة متطورة إلى حد معقول، وكشفت في عام 2012 النقاب عن طائرة (الشاهد-129)، التي استخدمتها في مهاجمة تنظيم (داعش) وعدد من الأهداف في “سوريا” و”العراق”، كما أنتجت في عام 2018 طائرة (المهاجر-6).
ويتسم البرنامج الإيراني لتطوير الـ (درون) بالانفتاح وإتاحة بيع تقنياته إلى الدول الحليفة أو الجماعات التابعة لـ”طهران” في المنطقة.
دول وجماعات تمتلك الـ”درون”..
استخدمت دولة “الإمارات” أيضًا طائرات الـ (درون) الصينية، (وينق لونق 1) لاستهداف مواقع في “اليمن”، وفي الحرب الأهلية الليبية، إذ تدعم قوات “خليفة حفتر”.
كما اُستخدمت طائرات مُسيرة تركية في “ليبيا” أيضًا؛ إذ تمكنت “تركيا” من تصنيعها داخل البلاد بعدما فشلت في توقيع صفقة لشرائها من “الولايات المتحدة”، واستهدفت بها مواقع كُردية على أراضيها وفي “سوريا”.
وتمكنت بعض الجماعات المسلحة من تصنيع الـ (درون) أيضًا، أبرزها جماعة “الحوثي”، التي تمتلك مجموعة من النُظم تعود بشكل كبير إلى التكنولوجيا الإيرانية، بحسب “الأمم المتحدة” وبعض المحللين، كما تستخدم جماعة “حزب الله” أيضًا، (درون)، فيما يبدو أنها تُصنع في “إيران”، وفي “سوريا” أطلقت الجماعات المتمردة مجموعة من الـ (درون) ضد قواعد عسكرية روسية.