23 ديسمبر، 2024 6:19 م

الاتفاق النووي الإيراني .. هل تغير موقف بريطانيا ؟

الاتفاق النووي الإيراني .. هل تغير موقف بريطانيا ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الحرب على “إيران” منذ قدوم الرئيس الجديد إلى “البيت الأبيض”، وحتى قبل فوزه في الانتخابات كانت من أبرز بنود برنامجه؛ الانسحاب من “الاتفاق النووي” الإيراني، الذي وقعه سابقه، “باراك أوباما”، وبالفعل نفذ “ترامب” وعده، رغم أنه تراجع عن وعود انتخابية أخرى، وانسحبت “واشنطن” من الاتفاق؛ الذي يُعرف بـ (5+1).

لكن الدول الخمسة الباقية، (ألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا)، لم تتراجع عن الاتفاق وأكدوا على احترامهم لما جاء في بنوده، ومن جانب آخر أعلنوا إلتزامهم بالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها “الولايات المتحدة” على “إيران”، رغم أنه كان يتحتم أن تقرر تلك الدول فرض عقوبات على النظام الترامبي لتراجعه في الاتفاق؛ الذي وصفته إدارة “أوباما” بأنه “تاريخي”.

ضغوط أميركية على بريطانيا !

توقفت “الولايات المتحدة” عن التفاوض مع “إيران”، مقابل بذل المزيد من الجهود لإخضاع الدول المشاركة في الاتفاق من خلال مباحثات ثنائية، وأشارت صحيفة (تليغراف) إلى أنه منذ قدوم “بوريس غونسون”، رئيسًا للوزراء، تجددت الضغوط الأميركية على “بريطانيا” بهدف أن تتبنى الموقف الأميركي، وربما الانسحاب من الاتفاق أيضًا.

ويتوقع كثيرون أن تشهد العلاقات بين “الولايات المتحدة” و”بريطانيا” تحسنًا كبيرًا، خاصة في ظل حكومة “غونسون”؛ وأن يحدث تقاربًا في وجهات النظر بشأن ملف “الاتفاق النووي”، لذا ليس غريبًا أن تتناقش “بريطانيا” مع “إسرائيل” بشأن التعامل مع “إيران”، وصرح متحدثة باسم رئيس الحكومة بأن “غونسون” اتفق مع نظيره الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، على ضرورة منع “إيران” من امتلاك سلاح نووي ووقف سلوكها المزعزع للاستقرار.

في ظل حالة عدم الاستقرار التي تعيشها “بريطانيا” مع “الاتحاد الأوروبي”، بسبب معضلة الانسحاب، (بريكسيت)، يبدو أن “لندن” لم تُعد مهتمة بالقيام بدور منقذ الاتفاق أو ربما إقتنعت بوجهة النظر الأميركية وتفكر في الانسحاب، يتجلى ذلك من خلال تصريحات مسؤولون إنكليزيون حول سلامة الاتفاق ومدى إمكانية الاستمرار في الإلتزام به.

وعقب وقوع الهجمات، التي طالت مواقع تابعة لشركة “أرامكو” النفطية السعودية، دعا رئيس الوزراء البريطاني، والمستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، المجتمع الدولي، إلى “رد جماعي”، وصرح متحدث رسمي باسم رئاسة الوزراء بأن الزعيمين أكدا على الإلتزام بنهج مشترك في التعامل مع “إيران”.

الاتفاق “فقد الحياة” !

ذكرت (تليغراف) أن الوزير البريطاني للتجارة الدولية السابق، “ليام فوكس”، صرح بأن على “لندن” إدراك أن “الاتفاق النووي” الإيراني، “فقد الحياة”، وأن تدعم “واشنطن” من أجل إخضاع “طهران” إلى الجلوس على طاولة المفاوضات من جديد.

ويرى “فوكس” أن الاتفاق كان معيبًا منذ البداية، لذا فإن جهود إبقاءه على قيد الحياة ليست مجدية، وطالب بريطانيا “بإتباع القيادة الأميركية وبذل الجهود بهدف خفض صادرات إيران من النفط إلى الصفر في محاولة لتغيير سلوك نظام خامنئي”، وأضاف الوزير السابق أن الاتفاق أدى إلى تخفيض ضئيل وقصير المدى في قدرة “إيران” على تطوير الأسلحة النووية، وأن تأثيره لا يتعدى كونه يؤخر وقوع المشكلة.

بريطانيا تشعر بخيبة أمل..

عبرت “الخارجية البريطانية” عن الشعور بالقلق وخيبة الأمل إزاء تخفيض “إيران” إلتزامها ببنود الاتفاق؛ إذ كشف التقرير الأخير لـ”الوكالة الدولية للطاقة الذرية” أن “إيران” قامت بتركيب – أو على وشك تركيب – 22 جهازًا للطرد المركزي لزيادة مخزونها من (اليورانيوم) المخصب.

كانت “إيران”، بعد مرور عام على الانسحاب الأميركي، قد قررت تخفيض الإلتزام بالاتفاق طالما أن الدول الأخرى ضربت به عرض الحائط، وهددت بالبدء في تطوير برنامجها النووي وخفض إلتزاماتها ببنود الاتفاق، ووصلت إلى المرحلة الثالثة.

وأرجعت “واشنطن”، قدرة “طهران” على المضي قدمًا، إلى اتفاق معيب وصرح وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، بأن قدرة “إيران” على تخصيب (اليورانيوم)، في الوقت الحالي، يشير إلى نقطة ضعف أساسية في الاتفاق، فيما علقت “طهران” إمكانية التراجع بقدرة الشركاء الأوروبيون على إنقاذ الاتفاق في ظل جهود “إيران” من أجل تطوير برنامجها النووي

هجمات “أرامكو” فاقمت الأزمة..

أشارت (تليغراف) إلى أن هجمات “أرامكو” فاقمت التوترات بين “الرياض” و”طهران”، كما أنها خفضت فرصة أن يركز “ترامب” على التوصل إلى اتفاق جديد مع النظام الإيراني، بعد سنوات من حملة “الضغط الأقصى” على “إيران”.

وبعد وقوع الهجمات صرح القائد الأعلى للثورة الإسلامية، “علي خامنئي”، بأنه لا يوجد تفاوض مع الأميركان على أي مستوى، لكن إذا غيرت “واشنطن” سلوكها وقبلت العودة إلى “الاتفاق النووي”؛ يمكن أن تشارك في لقاءات متعددة الأطراف.

معركة على “تويتر”..

شهد موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، حربًا كلامية بين مسؤولون أميركان وإيرانيون، عقب هجمات “أرامكو”، إذ هدد “ترامب” بالحرب مشيرًا إلى أن الجيش الأميركي مسلح جاهز، فرد قائد “الحرس الثوري”؛ بـ”جاهزون للحرب” !.

كما كتب وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، أن حملة “الضغط الأقصى” فشلت وتحولت ممارسات “الولايات المتحدة” إلى “أقصى الخداع”، فرد “بومبيو” بأن الحملة لم تفشل وأنها مستمرة، لكن إذا كانت “إيران” قد نفذت إعتداءات “أرامكو” من أجل إجبار الرئيس الأميركي على التراجع؛ فسوف تُمنى بالفشل.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة