اعجبني تفاعل رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو مع سكان مقاطعة كيبك الفرنسية التابعة لفرنسا، الذين ارادوا الانفصال، وتظاهروا يطالبون به .
فما كان من رئيس الوزراء الكندي إلا ان نظم إعتصام مشابه، وشارك أهالي كيبك اعتصامهم، ورفع مع المعتصمين معه من الشعب الكندي لافتات مكتوب عليها ” يا سكان كيبك: نحن نحبكم، نريدكم ان تبقوا معنا، لأننا نحبكم ” فما كان من سكان هذه المقاطعة إلا ان صوتوا للبقاء مع كندا، والاستمرار في التبعية لها ..
الا نسأل انفسنا: لماذا اعتصم جاستين ترودو مع سكان كيبك؟ وتفاعل معهم، وكان بالإمكان استخدام الاسلحة، او التنازل عن المقاطعة، وجعلهم ينفصلون.
اعتقد ان الحكمة السياسية، والحرص على مصلحة الشعب والبلد، هي التي دفعته الى تصرف كهذا.. لا اطيل عليكم؛ ما ذكّرني بهذا هو انني شاهدت عشرات من الشباب المعتصمين هنا وهناك، ومنهم الشباب الخريجين في كلية الهندسة، واقعا انا من العام الماضي اشاهد اللافتات والشباب يفترشون الرصيف، جالسين او نائمين عليه، صيفا وشتاء، وكنت أتساءل بيني وبين نفسي؛ متى ينتهي هذا الاعتصام وامثاله؟
لم اسمع في يوم ان الحكومة جاءت ولبّت نداء المعتصمين، وتناقشت معهم، ووجدت لهم حلول ناجعة؛ لماذا نتهاون ولا نهتم بقضايا شبابنا الذين اصبح التعيين هدفهم المستحيل؟
كل عام يتخرج جيل، ويليه جيل اخر، ولكن دون جدوى؛ البطالة المقننة تزيد، وتتأصل كالمرض العضال في اجسامنا؛
المشكلة ان هناك عمرا محددا للتعيين هو ٣٠ سنة، والشاب يتخرج بعمر ٢٢ سنة، والمعاناة مستمرة .. فمتى يشعر هؤلاء الشباب بالطمأنينة والاستقرار؟ ولماذا لا نستفيد من طاقات شبابنا المعطلة في بناء الوطن؟ وما احوجنا الى جهودهم وافكارهم لنبني ونعمر ما تهدم طوال السنين السابقة.
لكن؛ ماذا نقول؟ وحكوماتنا جعلت في اذانها وقرا، وأغلفتها عن نداءت أولئك الشباب وغيرهم، إذ لا تسمع منهم إلا صوت المصالح الشخصية الضيقة
وصدق من قال: .. ولكن لا حياة لمن تنادي !