رب سائل يسأل ويقول كيف يكون لوبي في زمن ما سابق وقديم ويبقى مستمرا الى غاية حاضرنا كيف يكون للوبي هذا العمر الطويل بحيث يكون حاضرا في كل زمن وأهدافه وغاياته ظلت هي هي في كل الأزمان والأجيال .. !!؟
في الحقيقة ان اللوبي كفكرة موجودة في كل زمان ولكن تختلف عناوينها ومسمياتها بطبيعة الحال فقد تسمى بالحاشية او وعاظ السلاطين او ائمة الضلالة او طبقة المنتفعين او الانتهازيين او الواجهات او الدجال فتتخذ اشكالا وألوانا وعناوين مختلفة كأن تكون على شكل تجار او رجال دين او حركات دينية او مدارس فكرية معينة او مليشيات او جيوش إعلاميين او كتاب واقلام مأجورة وقد تكون افرادا او جماعات او احزاب او غيرها وقد تكون لها تأثيرات قوية جدا في ازمان معينة وقد تضعف في ازمان اخرى حتى كأنها لا وجود لها بحسب الظروف والمناخات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها وفي العالم الاسلامي والعربي ركز هذا اللوبي في كل المراحل تقريبا على الناحية الدينية فيتخذ الدين غطاءا للنفوذ والاختراق وبما ان هدفه الاول هو القضاء على دين محمد صلى الله عليه واله فكان شعاره السري والعلني دوما هو ضرب الدين بواسطة الدين فللقضاء على الدين لابد من استعمال الغطاء الديني واتخاذ الحركات المنحرفة الضالة وفكرها الخرافي الاسطوري وأتباعهم المارقة الخوارج مطية لتحقيق اهدافها البعيدة المدى حتى لو تطلب ذلك عقودا وقرونا من الزمن وهذا ما حصل بالضبط فلقد كان هذا اللوبي يهدم في بناء الامة وصرح الدين شيئا فشيئا ولبنة بعد لبنة وبذلك فان الانحلال الاخلاقي والفساد والجهل والفرقة وعلى كل المستويات الذي نشهده اليوم لم يأت من فراغ او وليد اللحظة بل استغرق فترات طويلة من التعبئة النفسية والمادية والاعلامية والثقافية والعسكرية , فالشيطان هو هو في كل الازمان ولو اختلف اغوائه واساليب شراكه واتباعه من شياطين الجن والانس سيكونون كذلك بطبيعة الحال والافكار الضالة والمنحرفة هي هي ولو اختلفت وتفاوتت اساليبها وآلياتها ودروسها ومناهجها لكنها كلها تصب في اضلال الناس ونشر الظلام والفساد والجهل والتفرقة والطائفية والتكفير والارهاب فتتعملق تلك التحركات حسب الازمان وحسب ما موجود من فن قد غلب عليه او ساد من القوة والضعف وتطور أساليب المكر والخداع واستخدام الادوات التي يتكفلها الزمن وحسب ما وصلت اليه اختراعات الناس وادواتهم وفنونهم فربما تكون افكارهم تبث بصورة بدائية في زمن منصرم وتتطور بتقدم الزمن حتى تصبح ذات امكانيات وأساليب غاية في التطور وعلى كل الاصعدة السياسية والاقتصادية والاعلامية وباتت اليوم في قمة تطورها السياسي والعسكري والاعلامي واستفادت كثيرا من السرعة والعولمة والاتصالات الفائقة السرعة واستخدمت الصوت والصورة وتكنلوجيا المعلومات والتواصل الاجتماعي كطرق وأساليب فعالة .. ونعود لتلك الافكار التي روج لها ذلك اللوبي , فالخوارج هم انفسهم في زمن الامام علي عليه السلام هم انفسهم في زماننا المعاصر ولكن باختلاف الرجال والاسلوب بطبيعة الحال والا فان افكارهم تتشابه وهي ذاتها في اهدافها وغاياتها وكذلك المارقة التيمية منذ ابن تيمية ولغاية اليوم هي نفس الافكار الضالة لا تختلف الا بالتطبيقات والاليات والادوات ومدعي المهدوية واليمانية كذلك واليهود هم انفسهم في زمن موسى عليه السلام وهم انفسهم في زماننا المعاصر والدجال هو نفسه في الازمان الغابرة وهو نفسه في عصرنا الحاضر الا انه اصبح اكثر امكانية وقوة ونفوذ في عصرنا .. ان هذه الافكار موجودة منذ نشأة الانسان فتقوى وتشتعل وتظهر بقوة في زمن معين ولكنها تخبوا وتندثر و تبقى كالنار تحت الرماد في زمن ما حسب الظروف والمناخات وطبيعة الحياة السياسية والاقتصادية والدينية .. ففي كتاب الدجال لسماحة السيد الاستاذ وبالتحديد صفحة 22 يقول سماحته : (ذكرنا أن قضية الدجال تعتبر آية من آيات الله تعالى ، أما بإطالة عمره وبقاءه على قيد الحياة إلى أن يشاء الله تعالى ، أو باعتبار التنبؤ والإخبار عنه وعن علاماته وأفعاله ،..وفي الصفحة (29) ساق سماحته هذا الحديث فقال : (….. صعد رسول الله (صلى الله عليه واله ) المنبر ذات يوم وهو يضحك فقال (صلى الله عليه واله ) : إن تميم الداري حدثني بحديث فرحت به ، فأحببت أن أحدثكموه لتفرحوا بما فرح به نبيكم ، حدث أن أناساً من فلسطين ركبوا السفينة في البحر ….فقالوا : ما أنت ، قالت : أنا الجساسة ، قالوا : فاخبرنا بشيء ، قال : ما أنا مخبركم …… فأتينا القرية ، فإذا رجل موثق بسلسلة ، فقال (أي الرجل) : فاخبروني عن النبي العربي الأمي ،هل خرج فيكم ؟ فقلنا : نعم ، قال : فهل دخل الناس ، فقلنا : هم إليه سراع ، فنزّ نزوة كاد أن تتقطع السلسلة ، فقلنا : من أنت ، قال : أنا الدجال ، فقال (صلى الله عليه واله ) : إنه يدخل الأمصار إلا طيبة).وفي المحاضرة الثالثة والعشرين ضمن محاضرات في التحليل الموضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي وتحت عنوان (شيطان البحر بشار)، ذكر سماحته الرواية في رجال الخوئي، الجزء الرابع: “قال أبو عبد الله (عليه السلام) إن بشار الشعيري شيطان ابن شيطان خرج من البحر ليغوي أصحابي” وعلق سماحته: إن بشار الشعير تمثل بشيطان او أن الشيطان تجسد من أول الأمر بهيئة إنسان وادعى إن اسمه بشار وهو كذاب ومهمته غواية أصحاب الإمام الصادق وشيعته وقد أرعب الإمام وأفزعه وأقلقه وكان يخاف أن لا يستقر في قبره بسبب افك شيطان البحر، وأضاف هناك احتمالات أخرى لتحديد شيطان البحر فهل هو المتكون أو شيطان المذهب او هو الجساس خادم المسيح الدجال او هو شيطان خاص قدم من البحر وتوجيهاته منه؟؟!!.
وقرأ رواية في صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، عن فاطمة بنت قيس والمسمى بحديث الجساسة ونوّه أن المسيح الدجال يخرج من المشرق مع إشارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده من المشرق كما في الرواية مع الأخذ بنظر الاعتبار ان المشرق هو شرق المدينة اي الخليج ودول الخليج والعراق وباقي دول شرق العراق.
وشجب سماحته الذين يدحضون فكرة حياة الإمام المهدي (عليه السلام) بقوله: “أين العقول أين الإفهام أين الإنصاف أين البشر فهل هذه الرواية تقبل ورواية المهدي المسردب لا تقبل أيها الملاعين؟؟!! هذا دجال حفظه الله من ذلك الزمان إلى ظهور الإمام والرواية تتحدث عن دجال عاش قبل الإمام بـ 250 سنة وقبل عصر النبي إلى زمن المعصوم وهو زمن الظهور المقدس فهذا الدجال الإنسان تقبلون به!! وهذه من الروايات الشنيعة عندهم من الروايات التي تتحدث عن الإمام المهدي (عليه السلام) فكيف تقبل رواية الجساسة ولا تقبل روايات الإمام المهدي؟؟!!”
وأكمل سماحته (تنزل على كل أفاك أثيم) بقوله: “ليس فقط الشيطانان المتكون والمذهب يتنزلان على الأفاكين الآثمين وليس الشيطان البحري يتنزل كذلك بل باقي الشياطين تتنزل على الفاسقين الافاكين أئمة الضلالة الضالين” وأورد سماحته العديد من الموارد القرآنية منها:
1- {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}
2- {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} ..