نشر موقع وزارة التربية نتائج امتحانات الدور الثاني للسادس الإعدادي للفروع كافة العلمي ( إحيائي ، تطبيقي ) والأدبي للعام الدراسي 2018 / 2019 ، ( وباليتنا كنا لم نطلع عليها ) لأنها نتائج مخيبة للآمال فعلا من حيث ارتفاع نسبة الرسوب وانخفاض معدلات الطلبة الناجحين ، وقد تضمنت هذه النتائج جوانب مخيفة بالفعل ومنها وجود مدارس عديدة نسب النجاح فيها ( صفر ) أي لا يوجد ناجح واحد على الأقل في تلك المدارس ، مما يدعوا للسؤال ماذا كانت تعمل تلك المدارس ولبتها وملاكاتها واداراتها على مدار العام الدراسي الذي يمتد من شهر أيلول إلى نهاية شهر حزيران ، وأين دور مديريات التربية ووزارة التربية في هذه النتائج التي تعبر عن الأخطاء التي باتت تتكرر كل عام ، ومن المعلوم إن نتائج الدور الأول لنفس الدراسة كانت متدنية للدراستين المتوسطة ( الثالث ) والإعدادية ( السادس ) وقد قال متحدث من الوزارة إن نتائج الدور الأول لا يمكن التعويل عليها لان النسب النهائية تحتسب من مجموع الدورين الأول والثاني ، وحسب ما ظهر في نتائج الدور الثاني فان المؤشرات ربما أكثر سوءا من الدور الأول مما يعني إن النسب سوف لا تزيد بما بشرت به التربية ، سيما بالنسبة لنتائج الفرع العلمي / الفرع الإحيائي حيث إن الرسوب بالجملة ويليه الرسوب في الفرع التطبيقي والأمر أحسن حالا في الفرع الأدبي ولكن النتائج لا تسر الجميع .
لقد كان من أمنياتنا التي هي أمنيات أغلبية العراقيين أن تظهر مع نتائج القبول نسب ومؤشرات ، منها العدد الكلي للمشاركين في الدورين وعدد الناجحين وعدد الراسبين ونسبهم حسب الفروع ولكل مديرية من مديريات التربية ثم المجموع على مستوى البلد وكذلك العدد الكلي للمشاركين حسب المحافظات وعدد الناجحين والراسبين ونسبهم لكل درس من الدروس الامتحانية مع إظهار عدد العيابات أي عدد الراسبين في كل درس ومديرية تربية والعراق بسبب عدم الحصول على درجة النجاح (50% فأكثر ) وبسبب عدم حضورهم الامتحانات ، لان معظم الطلبة الذين يغيبون يعبرون عن هروبهم من الامتحان بسبب عدم قدرتهم على النجاح او التخوف من الحصول على الدرجة التي تؤهلهم للقبول في الكليات او المعاهد التي يتمنونها او ممن يعولون على الدور الثالث للحصول على فرصة أفضل فيه ( الدور الثالث ) الذي تحول الى سياق يعتمد عليه الطلبة وعوائلهم كما حصل في السنوات الدراسية السابقة ، ومن المفترض إن الجداول التي اشرنا إليها بخصوص نسب النجاح والرسوب حسب المدارس ومديريات التربية والعراق تستثمر في تحديد مواطن الضعف حول مدى أهلية وكفاءات الإدارات وجدوى استمرار منح الإجازات للمدارس الأهلية التي لم تحقق نسب النجاح والمعدلات بحدودها المعقولة ، والخلل في الأسئلة او المناهج او كفاءة الملاك التدريسي او طرائق التدريس او طرق تصحيح الإجابات لبعض الدروس التي فيها نسب خارج المعايير المعتمدة محليا او عالميا ، وغيرها من الأمور التي يمكن استخراجها والوصول من خلالها إلى نتائج واستنتاجات لوضع الحلول والمقترحات لا بهدف رفع نسب النجاح من خلال ( المكرمات) فحسب وإنما لفحص وتقويم منظومة التعليم في السادس الإعدادي ومدى علاقتها بالمراحل السابقة .
ولعدم عرض الجداول والمؤشرات أعلاه او عدم نشرها في حينها اضطررنا للاطلاع على بعض نتائج الامتحانات بصورة عشوائية لكون لا مصلحة لنا في التركيز بمدرسة محددة او مديرية معينة او في دروس بعينها لأن الغرض ليس البحث عن نتائج أبناء او أقارب في نتائجهم ومقارنتها بالآخرين او لتصيد الأخطاء ( لاسمح الله ) ، وسنعرض بعض النتائج العشوائية لغرض الاطلاع على حجم المشكلة التي نعيشها في التعليم الثانوي خارج الاعتبارات الذاتية والانحياز ، ونحن نذكرها هنا لاطلاع القراء على نماذج من نتائج امتحانات الدور الثاني للعام الدراسي موضوع البحث ، ونذكر هنا بان الدور الثاني ليس بالضرورة مخصص للطلبة ( الضعفاء ) لان هناك الكثير من الطلبة يتعمدون في تسليم دفاترهم فارغة في الدور الأول على آمل الحصول على معدلات أفضل في امتحانات الدور الثاني ، كما إن هناك طلبة يركزون جهودهم على دروس محددة في الدور الأول ويتركون درسا او درسين لامتحانات الدور الثاني للحصول على أعلى المعدلات او تسهيل عبورهم مرحلة الدراسة الإعدادية والانتقال إلى الدراسة الجامعية ، باعتبار إن النجاح من السادس الإعدادي تحول إلى صعوبة للكثير من الطلبة الذين باتوا يكررون المحاولات لبلوغ النجاح او النجاح والمعدل معا :
ملاحظة : تم استخدام المختصرات للدلالة على المؤشرات من باب الاختصار وعدم التكرار م = عدد المشاركين ، ن = عدد الناجحين ، ر= عدد الراسبين ، س = نسبة الناجحين إلى عدد المشاركين .
الكرخ / ا ثانوية الكرخ للبنين ( تطبيقي ) م : 24 ن : 6 ر : 18: س 24 %
الكرخ /3 إعدادية الأمراء للبنين (إحيائي ) م : 27 ن : 5 ر:22 س 19%
الكرخ /1 ثانوية الرائد (أدبي )م: 27 ن: 11 ر : 16 س : 41%
الكرخ /1 إعدادية الغزالية للبنين (إحيائي) م: 69 ن 19 ر: 50 س: 28%
الرصافة /1 إعدادية الأنصار( تطبيقي ) م 30 ن :11 ر :19 س 37%
الرصافة /2 إعدادية الشهيد باقر الحكيم (إحيائي ) م : 25 ن : 9 ر:16 س :36%
الرصافة /2 إعدادية عقبة بن نافع (أدبي ) م :67 ن : 23 ر:44 س: 34%
الرصافة 3 إعدادية الرافدين (إحيائي) م:75 ن :24 ر:51 س :32%
السليمانية ثانوية المراد (إحيائي ) م :8 ن:1 ر:7 س :12%
البصرة الإعدادية المركزية (إحيائي ) م : 90 ن: 26 ر: 64 س: 29%
البصرة إعدادية الكفاح (تطبيقي ) م:160 ن 48 ر: 112 س : 30%
نينوى إعدادية خالد بن الوليد ( إحيائي ) م:65 ن : 16 ر:49 س:25%
نينوى الإعدادية المركزية (تطبيقي) م: 58 ن: 19 ر: 39 س:33%
نينوى إعدادية خالد بن الوليد ( أدبي ) م: 56ن:28 ر:28 س:50%
كركوك إعدادية كركوك المركزية (إحيائي) م:221ن:101ر:120 س:46%
كركوك ثانوية رايات ( تطبيقي ) م: 2 ن:0 ر: 2 س: 0%
كركوك إعدادية كرميان (أدبي ) م: 58 ن :28 ر:30 س: 48%
كربلاء إعدادية كربلاء ( إحيائي) م:227 ن : 91 ر:136 س: 40%
كربلاء إعدادية المكاسب (تطبيقي ) م: 48 ن: 14 ر: 34 س: 29%
كربلاء ثانوية المجد (أدبي) م:13 ن:1 ر:12 س: 8%
ديالى إعدادية الخالص (تطبيقي ) م: 49 ن: 16 ر: 33 س: 32%
المثنى إعدادية السماوة (تطبيقي )م: 119 ن : 42 ر: 77 س:35%
المثنى إعدادية الرميثة ( تطبيقي ) م: 96 ن: 36 ر:60 س: 38%
ويتوقع البعض بان نسب النجاح الحالية تعني عدم إشغال كامل المقاعد الدراسية المتاحة في البلد ( الحكومية والأهلية ) ، وان (تساهل ) وزارة التربية مع الدرجات الحرجة وموافقة مجلس الوزراء على تأدية الدور الثالث سيزيد من نسب وعدد الناجحين ، إذ قالت الوزارة في بيـان مقتضب نشرته وكالة ( المعلومة ) يوم الثلاثاء 16 أيلول الحالي إن الأول من تشرين الأول المقبل سيكون موعدا لبدء امتحانات الدور الثالث للمرحلتين المتوسط والإعدادية ، بعد أن وافق مجلس الوزراء على أداء امتحانات الدور الثالث للمراحل المنتهية ، فيما أوضحت وزارة التربية أن القرار يشمل الراسبين بثلاث مواد فقط ، ونتمنى ان يحقق الدور الثالث الأمنيات التي يسعى لبلوغها الطلبة وعوائلهم خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها محدودي الدخل بحيث أصبحت دراسة الأبناء عبئا ماديا ومعنويا ، فالبعض يضطرون للاستعانة بالتدريس الخصوصي او نقل الأبناء إلى المدارس الأهلية نظرا لما تعانيه بعض المدارس الحكومية من نقص في الأبنية والمختبرات والملاكات التعليمية والاعتماد على المحاضرين المجانيين ، وتلك المشكلات غير خافية على احد لأنه يتم التداول بها رسميا وشعبيا كل يوم ، إذ لا يخفى على احد إن وزارة التربية بدون وزير رغم انتهاء السنة التشريعية الأولى من عمر البرلمان الحالي وهي تدار بالوكالة من قبل وزير التعليم العالي الذي لم يؤيد فكرة دمج الوزارتين معا نظرا لجسامة المهام والحاجة إلى بذل جهود مضنية ، فحين سأل مرة ( صحفيا ) عن هذا الموضوع أجاب بان ذلك قد يكون ممكنا إذا كان عدد السكان قليلا ولا يتعدى تعداده الثلاثة ملايين ، علما إن استعصاء تكليف أحدا لإشغال هذا المنصب لا يعود إلى خلو البلد من الكفاءات وإنما بسبب الخلافات السياسية والصراعات التي انعكس جزءا منها على الواقع التربوي الذي ورث تركة ثقيلة بالأساس ، وان ما ذكرناه في أعلاه لا يعفي الطلبة وعوائلهم من المسؤولية فبعضهم يتحمل تبعات التقصير والقصور ، إذ يتعكزون على الظروف في تبريرهم لعدم بذل الجهود اللازمة لاجتياز المرحلة الإعدادية وهي مرحلة دراسية مهمة في عمر الشباب ، ولنا في لك مثالا اطلع عليه الكثير فالطالب الأول على العراق كان يمر بظروف أصعب من تلك التي مر بها عشرات الآلاف ورغم ذلك فقد نال ما سعى إليه بجهده الخاص بعد التوكل على الله وما قدمه من تضحيات ، والمغزى إن النجاح ليس هدية مجانية يقدمها المجتمع لكل تلميذ بل هي دالة الجهد المبذول ومن واجب الأجهزة الحكومية المعنية توفير متطلبات الحد المطلوب لسير وانتظام التدريس والامتحان وقد تتحمل جزءا من أسباب الإخفاق ولكن لا يقع عليها اللوم بالكامل لكل الحالات .