24 ديسمبر، 2024 7:18 م

“جعفر قنادباشي” : “الحوثيون” ضربوا العصب الحساس للسعودية !

“جعفر قنادباشي” : “الحوثيون” ضربوا العصب الحساس للسعودية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

أكد “علي القحوم”، عضو المكتب السياسي بحركة (أنصارالله) اليمنية، على زيادة القدرات العسكرية للقوات اليمنية، وقال: “السعودية مشوشة بسبب عمليات الطائرات المُسيرة على منشآت (أرامكو) النفطية، ولم تبدي أي رد فعل حتى الآن”.

وهدد باستمرار هجمات المقاتلات اليمنية على مواقع العدو، وأضاف: “يجب أن يفهم العدو أن القدرات العسكرية للقوات اليمنية تزداد يومًا بعد آخر”.

وكانت (أنصارالله) قد استهدفت معمل شركة “أرامكو” النفطية السعودية في محافظة “بقيق” بالمنطقة الشرقية.

حيرة وسائل الإعلام الإقليمية والدولية !

سوف تستمر هجمات المقاتلات المُسيرة ضد المواقع السعودية، لكن ما تسبب في حيرة وسائل الإعلام الدولية هو عدم إدراج أخبار دقيقة عن حجم الخسائر وردود الأفعال على هذه العمليات.

ويعلم نشطاء الإعلام جيدًا إستحالة إدراج أخبار صحيحة من داخل الأراضي السعودية، وذلك بسبب قوة سيطرة الإدارة السعودية على الإعلام !.. وفي هذا الصدد أجرى، “رضا بردستاني”، مراسل صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإصلاحية، الحوار التالي مع، الدكتور “جعفر قنادباشي”، خبير شؤون الشرق الأوسط..

أسباب ضعف رد الفعل السعودي..

“آفتاب يزد” : بموجب التحليلات.. كيف ستكون تأثيرات هجمات اليمنيين على المنشآت النفطية السعودية ؟

“جعفر قنادباشي” : يجب تقسيم ردود الفعل والتأثيرات إلى أقسام: الأول: رد فعل “شيعة السعودية”؛ وكذلك تأثير هذه العملية على الكتلة الشيعية في “المملكة العربية السعودية”.

ولا شك أن هذه الكتلة سعيدة بتلكم الهجمات بسبب الضغوط اللامتناهية وإيذاء الحكومة السعودية، لأن هذه الهجمات سوف تلفت إنتباه العالم تجاه “المملكة العربية السعودية”، وربما تتمكن حينها الكتلة الشيعية من إيصال صوتها للمجتمع الدولي.

الثاني: هو المواطن السعودي نفسه، لكي يؤمن بورع اليمنيين العسكري ويثق أن “القوات الحوثية” لن تستهدف المناطق السكنية مطلقًا. ورغم استياء المواطن السعودي من الخسائر الاستثمارية، لكنه يعيش مطمئن البال لأنه يعلم، كما أسلفنا أن “جماعة الحوثي” لن تستهدف الأبرياء، وهو ما يتناقض والسلوكيات السعودية في “اليمن”. إذ استهدف القوات السعودية، في حملات واسعة على الأراضي اليمنية، الكثير من الأهداف غير العسكرية واليمنيون العزل.

والواقع يرتبط، (من المنظور المالي)، جزء من المواطنين السعوديين بالحكومة، ومن ثم لا يتوقع منهم رد فعل بالأساس؛ لأنه قد يزعج المسؤولين في “السعودية”، ومن ثم إلغاء جزء من الخدمات المقدمة للمواطن.

الثالث: مجتمع المثقفين السعودي؛ الذين يقعون تحت تأثير رقابة الإعلام السعودي الشديدة، وهم يستطيعون بصعوبة تهريب المعلومات !.. ولذلك يجمع الكثير من المحللين المعنيين بالدول العربية، لا سيما “السعودية”، على إمكانية أن تؤدي كثافة الضغوط على المواطن السعودي للانتفاضة في القريب العاجل !.

الرابع: مجتمع رجال الدين؛ والحقيقة يستاء بشدة الكثير من رجال الدين السعوديين جراء تطبيق إصلاحات ولي العهد، “محمد بن سلمان”، بشكل مشوش، ويرحبون أساسًا بكل ما من شأنه إضعاف قوة، “محمد بن سلمان”.

حساسية قطاع النفط السعودي..

“آفتاب يزد” : كيف تقيم سلطة السعوديين الإعلامية على الصعيد الدولي ؟

“جعفر قنادباشي” : لا تقتصر سلطة “السعودية” على وسائل الإعلام الداخلية فقط !.. فقبل سنوات، ليست بالبعيدة، كان أصغر تجريح للصناعات النفطية في دول مثل “فنزويلا”؛ أثرًا سريعًا على أسعار “النفط”، لكن لطالما ووجهت التحديات الشديدة في “قطاع النفط السعودي” بالرقابة الدولية.

فـ”السعودية” لا تركز بشكل أساس على وسائل الإعلام المحلية للسيطرة على الأوضاع، وإنما وضعوا في اجتماع دولي كل وسائل الإعلام في خدمة أهدافهم !.. و”السعودية” لا تقوم وحدها بكل هذه الجهود للرقابة على مثل هذه النوعية من الأخبار، وإنما يحذر حلفاءها الغربيون والمستفيدون من دولارات “النفط” السعودية، غير المعدودة، دون تجريح الهدوء النفسي لـ”الملكة العربية السعودية”..

والواقع أن الجزء الأهم من هذا الموضوع؛ إنما يرتبط بالاستثمارات في صناعة “النفط” و”الغاز” السعودية. وشركة “أرامكو” لا تتبع “السعودية” فقط، وإنما لها شركاء ومساهمين في الدول الأخرى، بحيث يمكنها التأثير على البورصة في دول مثل “بريطانيا” و”أميركا”.

وعليه فالجزء الوحيد من “السعودية” الذي قد يتعرض للضرر جراء هجمات “الحوثيين” هو “قطاع النفط” و”الغاز” والاستثمارات في هذا البلد، لأنه كلما ارتفعت خطورة الاستثمار في “السعودية”، سوف يقابله بالطبع إنحسار في رغبة المستثمرين للبقاء في “السعودية”.. من هذا المنطلق لو ننظر إلى هجمات “الحوثيين”، فالهدف الرئيس من الهجوم على منشآت “أرامكو” النفطية هو التأثير على حلفاء “السعودية” من الدول الغربية وإضعاف القدرة المالية للمملكة وإثارة الشكوك حول الاستثمار في هذا البلد. بالتالي ومن هذا المنطلق فقد نجح “الحوثيون” بالتأكيد في ذلك.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة