19 ديسمبر، 2024 12:47 ص

وبالوالدين احسانا !

وبالوالدين احسانا !

في دراسة اجرتها جامعة هومبولت الالمانية؛ ان الانسان كلما تحدث مع والدته تحسنت حالته المزاجية، وساهم هذا بدوره في تخفيف الضغوط النفسية عليه ..
وطالما قرأنا او اسمعنا قصائد واشعار عن الام او الاب، وحتى مثل هذه القصائد بدأت تقل، والموجود منها لم نعد نسمعه، واذا سمعناه لم يعد يثير فينا المشاعر التي كانت تثار سابقا بالحميمية والحنين لوالدينا.

لا أدري ما سبب هذا الفتور في احاسيسنا! ربما بسبب الضغوط الحياتية التي راحت تأخذنا من جذورنا وعاداتنا وتقاليدنا، فبتنا مثل الآلات التي تعمل من اجل الانتاج، إذ اصبحنا مشغولين بهمومنا الحياتية ووضعنا السياسي غير المستقر، مثل هذا الشعور ليس في العراق فحسب، فالكثير من البلاد العربية تشاركنا عدم الاستقرار هذا !
حقيقة اتفاجأ كثيرا من سلوك شبابنا واولادنا، فلم نعد نسمع “الحمد لله” أو كلمة شكر للاهل مهما يقدمون من عطاء، تجد الشباب يطلبون المزيد ولسان حالهم يقول ” ماذا قدمتم لنا! “انظروا الى زميلي فلان، اهله قدموا له كذا وكذا” .

سابقا كنا نفرح بأية مبادرة من الاهل، ونشكر ونحمد؛ ولا اقصد ان الاجيال الحالية ناكرة للجميل او جاحدة معاذ الله؛ لكن الثورة التكنلوجية، والانفتاح على العالم، اخذت الشباب من جذورهم؛ حتى اصبحوا مثل الطيور التي تقف في اعشاشها على رجل واحدة، وتنتظر ان تطير مع اية فرصة قادمة لتبتعد وتجتث جذورها من الأعماق لترحل الى غياهب مجاهيل العالم .

والاهل الذين تعبوا وربوا، اين جزاءهم؟ واين الاحسان لهم ورد الجميل؟ وهناك بعض الأسر ليس لديهم مورد، او تقاعد يعيشون منه، والاولاد تناسوا ما كان يعمل الأهل لأجلهم، وكيف تعبوا وعانوا حتى كبروهم وعلموهم، وأوصلوهم الى ما هم عليه.
أما الدولة والمؤسسات الحكومية القائمة على ادارة امور البلاد، فان هؤلاء الاهالي يقعون في اخر اهتماماتها، فدور المسنين قليلة، وعندما يتقدم المسن بطلب الى اي دار، يقف عاجزا امام الروتين والاجراءات الحكومية المقيتة، التي تجعله يتحمل الذل عند اولاده، ولا يتحمل هذه الاجراءات التي تساهم بذله ربما اكثر منهم.
ألا يدري هؤلاء الأولاد انهم سيكونون في الغد آباءً، يستجدون العطف والرحمة، ويذكّرون أبناءهم بأن الله سبحانه وتعالى اوصانا “وبالوالدين احسانا” !