إن التبسم للموت وإشراقة الوجه على أعتاب الشهادة، وطمأنينة القلوب في أخر لحظات الحياة إنما تتيسر لمن ملأ شوقه لقاء الحبيب، ورأى الدنيا سجنآ وقفصآ يحطم قضبانه الموت في سبيل الله ويعرج به في عنان السماء والقرب الالهي.
فالسجن لاتسعه الارض على أعتاب حريته، فيودع السجن بسكينة مفعمة باللهفة، فيقفز من جوف القفص ليحط على غصون أشجار الجنان، هذا حال أولياء الله وخاصته.
هذا تمثل في مضامين يوم عاشوراء، والشعار الذي إضاء التاريخ البشري برمته؛ وينهي الاستعمار والإستغلال واستعباد الشعوب، فالشعوب عادة ماتذل خشية الذلة وتستسلم للظلم حين تخافه، والظلمة والجبابرة يستغلون نقطة الضعف هذه.
مواجهة الحسين عليه واله افضل الصلاة والسلام لأعوان يزيد بهذا الشعار وستشهد في معركة غير متكافئة، لكن شهادته أضحت منطلقآ للثورات، فقد أراد الله سقي نبتة الإسلام بهذه الدماء الطاهرة وفضح أعداء الاسلام والمنافقين، لتصبح مدرسة يتعلم فيها الاحرار طيلة التاريخ دروس العزة والكرامة ويعلموا أن الموت بعز خير من الحياة بذل.
ظهيرة العاشر من محرم، يوم ذكرى مقتل الإمام الحسين، كان آلاف المعزين يسيرون في هرولة سريعة الجري على شكل موكب، تعرف بـ”ركضة طويريج”، يتقدمها العشرات من أهالي كربلاء، تتدفق نحو مرقد الامام الحسين، في ذروة العزاء.
دون توقف، وصل الموكب السريع إلى باب قاضي الحجات، أحد ابواب الصحن الحسيني، وعلى حين غرة ووسط تلاطم الأجساد، حصل تدافع مفاجئ عند الباب ضيق الأطراف، الأمر الذي أدى لوقوع شهداء وجرحى بين صفوف المشاركين، يوم إحياء مراسم عاشوراء عام 1966، هكذا يتجدد هذا الموقف
في حادثة تشابهت كثيراً مع حادثة التدافع يوم أمس الثلاثاء 2019،في كربلاء، بينها عشرات السنين.. عزاء طويريج يوقع نفس الضحايا، هكذا يتجدد أمتداد الشهادة في باب الرجاء، لترتقي الارواح الى بارئها وهي مبتسمة، كشف لها الغطاء الذي رأت من خلاله ما كانت تطلبه خلال شعاراتها التي اطلقتها حناجرهم، (ابد والله ما ننسه حسينا)، ياترى ماذا كانت تعني أبتسامة جل الشهداء؟ هل رأت عيونهم الباصرة ما تقر به عيونهم؟ أم شوق اللقاء مع المحبوب المرتقب؟ أم واقعة الشهادة التي تزامنت في نفس الوقت من حيث اليوم والساعة واختلفت في السنين، سنة 61 هچري تجدد في عام 1441 ليكون أمتداد لثورة الحسين، لكي يتجدد الاعلام من خلالها بمظلومية الامام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام.
وأن الحسين الثأئر لازال ألى الان يردد هيهات منا الذله.
امنياتي…موتى يوم العاشر
امنياتي…. من اطب للحاير
بركضه طويريج ……. وبنص اليعزون
كون اطيح على الصدر والكل يدوسون
كون ياربي بضريحك .. تغمض العيون
بلكي يحسبني الحسين اويه اليلطمون
عمري ما اطلب يربي اتزيده…
لو رضه حسين العمر ما اريده…