25 ديسمبر، 2024 8:23 م

استهداف “أرامكو” .. يهدد العلاقات بين بغداد والرياض والحشد الشعبي يجر العراق لأتون الحروب ؟

استهداف “أرامكو” .. يهدد العلاقات بين بغداد والرياض والحشد الشعبي يجر العراق لأتون الحروب ؟

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

أفادت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية، أن مسؤولًا في (البنتاغون) الأميركي أكد، أمس الأحد، أن الطائرات المُسيرة التي استهدفت المنشآت النفطية السعودية، قد إنطلقت من الأراضي العراقية، وأن “إيران” تقف وراء ذلك الهجوم الخطير.

وزعمت مصادر إسرائيلية أخرى أن طائرات مُسيرة إيرانية إنطلقت من “العراق” لمهاجمة مصافي النفط السعودية.

فيما أكد موقع (ديبكا) العبري، غلى أن عشرات الطائرات الإيرانية من دون طيار، هي التي نفذت الهجوم على مصفاة “بقيق” السعودية. وأن تلك الطائرات من طراز (درونز) قد أقلعت من قواعد الميليشيات العراقية الموالية لـ”إيران” في جنوب “العراق”.

وكانت جماعة (أنصار الله)، “الحوثيين”، قد تبنت الهجوم بطائرات مُسيرة الذي استهدف منشأتين نفطيتين تابعتين لعملاق النفط السعودي، “أرامكو”، في محافظتي “بقيق” و”هجرة خريص” في المنطقة الشرقية لـ”السعودية”.

العراق ينفي الاتهامات..

من جانبه؛ نفى “العراق” ما تداولته بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي عن استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطيّة سعوديّة بالطائرات المُسيّرة، داعيًا جميع الأطراف إلى التوقف عن الهجمات المُتبادَلة، والتسبب بوقوع خسائر كبيرة في الأرواح والمنشآت.

وأمر رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، بتشكيل خلية عمل تضم ممثلين عن وزارة الدفاع وقيادة قوات حرس الحدود وجهازي الأمن الوطني والمخابرات؛ إضافة إلى “أمنية الحشد”، وذلك للتحقيق في إدعاءات إنطلاق الهجمات التي استهدفت مصالح نفطية سعودية، من داخل الأراضي العراقية.

وأعلنت الحكومة العراقية أنها ستتعامل بحزم ضد كل من يحاول إنتهاك الدستور، وقد شكلت لجنة من الأطراف العراقية ذات الصلة لمتابعة المعلومات والمستجدات.

هناك تعاون بين “الحوثيين” والميليشيات العراقية !

قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي، الدكتور “فارس الخطاب”، إنه: “لا يمكن تأكيد أو نفي الأخبار المتداولة بشأن إنطلاق الهجمات على معامل (أرامكو) السعودية من العراق، ولكن معروف أن هناك الكثير من مجالات التعاون بين جماعة الحوثي والميليشيات العراقية التابعة لإيران”، منوهًا أن عملية نفي الحكومة العراقية لهذه المعلومات، في ظل المعطيات المتوافرة، ليس لها مصداقية كبيرة.

وحول مستقبل العلاقات (العراقية-السعودية) في ظل الأوضاع الراهنة، ذكر “الخطاب”، أن العلاقات بين البلدين متصاعدة بهدف الحفاظ على المصالح المشتركة بين البلدين، وهذا من الناحية الرسمية، موضحًا أن “الرياض” تحاول، رغم ما حدث، أن تزيد جرعة الثقة والإعتماد على إمكانيات الدولة العراقية؛ لمواجهة تلك الميليشيات.

ردًا على الهجمات الإسرائيلية !

فيما أفاد موقع (ميدل إيست أي) البريطاني، نقلًا عن مسؤول في المخابرات العراقية، لم يفصح عن هويته، أن طائرات إيرانية إنطلقت من “العراق” ونفذت هجومي “أرامكو” الأخيرين.

وقال المسؤول إن الهجمات التي شُنت على المرافق النفطية الهامة في “المملكة العربية السعودية”، جاءت ردًا على هجمات بطائرات مُسيرة إسرائيلية على قواعد وقوافل تابعة لـ”الحشد الشعبي”، في شهر آب/أغسطس الماضي، تم تنسيقها وتمويلها، آنذاك، من السعوديين.

مضيفًا: “جاء الهجوم الأخير لسببين. أما الأول فهو بمثابة رسالة أخرى من إيران إلى الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها؛ بأنه طالما استمر الحصار المفروض على إيران فإن أحدًا لن ينعم بالاستقرار في المنطقة. أما السبب الثاني، فهو بمثابة انتقام إيراني ردًا على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة باستخدام طائرات مُسيرة إنطلقت من مناطق داخل سوريا تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية ضد قواعد الحشد الموالية لإيران”.

سيناريوهات الرد السعودي..

تعقيبًا على الهجوم الذي استهدف معامل “أرامكو”، قال المحلل السياسي السعودي، الدكتور “عبدالله العساف”: إن التحقيقات السعودية تجري لمعرفة الأطراف المتورطة.

وحول ما نشرته بعض المصادر الأميركية والإسرائيلية بشأن تنفيذ الهجمات من “العراق”، اعتبر “العساف”، أن: “إعلان جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم، لا ينفي وجود أطراف أخرى متورطة في الهجمات، سواء في العراق أو غيره”، مشيرًا إلى استمرار التحقيقات، للوصول إلى كافة المعلومات المتعلقة بالحادث، ومن ثم الرد بالطريقة المناسبة.

وحول سيناريوهات الرد السعودي، أوضح “العساف” أن جميع المناطق والمراكز التي إنطلقت منها الهجمات على “السعودية” ستكون أهدافًا عسكرية مشروعة لـ”السعودية”، أي أن من “صعدة” إلى سرداب “سامراء” ستكون جميعها مجالات عسكرية متاحة لـ”الرياض”، في حالة أثبتت التحقيقات أن الطائرات إنطلقت منها، سواء من أماكن مدنية داخل “العراق” أو “اليمن”، وهذا حق مشروع كفله القانون الدولي.

“الحشد الشعبي” يجر العراق إلى أتون الحروب..

فيما أكد الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، اللواء دكتور “شامي محمد الظاهري”، أن “المملكة العربية السعودية” وأجهزتها المختصة تعمل بكل جد للتوصل إلى مصدر إطلاق الطائرات المُسيرة أو الصواريخ التي استهدفت المنشآت البترولية في محافظات “بقيق” و”هجرة خريص”، وذلك عن طريق دراسة حجم التفجيرات التي أحدثتها عن طريق كمية المواد المتفجرة التي تحملها، وهناك علاقة بين المسافة التي تقطعها ووزن المواد المتفجرة الذي تحمله، وكلما زاد حجم التفجير عن طريق الطائرة المُسيرة أو الصاروخ، دل ذلك على أنه أطلق من مسافة قريبة والعكس.

وبحسب “الظاهري”؛ فهناك ثلاث مصادر لتلك الطائرات، من بينها “العراق”، وهو ما نفته حكومة “عبدالمهدي”، لكن الآراء التي تتجه إلى “العراق” تشير إلى “الحشد الشعبي”، الذي لا يستطيع أي مسؤول عراقي الإقتراب من منشآته ومعسكراته، حيث أصبحت الحكومة العراقية الآن مرتهنة لـ”إيران” و”الحشد الشعبي”.

وفي حين تنادي الحكومة العراقية بالنأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية والدولية وعدم جعل “العراق” ساحة للصراعات، فإن “الحشد الشعبي” والمنظمات الإرهابية الإيرانية تجر “العراق” إلى أتون الحروب.

واشنطن والموقف الباهت !

أعلنت “الولايات المتحدة” استعدادها للتحرك حال “تنفيذ إيران هجمات جديدة” على “السعودية”، حيث قالت مستشارة البيت الأبيض، “كيليان كونوي”، إن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أكد بوضوح أن النظام الإيراني يتحمل المسؤولية عن الهجوم على منشأتين نفطيتين لشركة “أرامكو” السعودية، وتبنته جماعة (أنصار الله) الحوثية اليمنية.

وشددت المسؤولة الأميركية على أن بلادها مصممة على مواصلة “حملة أقصى ضغوط” ضد “إيران” من أجل التصدي لـ”تصرفاتها الخبيثة”.

ورغم ذلك لم تستبعد “كونوي” احتمال عقد لقاء بين الرئيسين الأميركي، “دونالد ترامب”، والإيراني، “حسن روحاني”، على هامش أعمال “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، في “نيويورك”، هذا الشهر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة