منذ 2003، والبلد عند خط الشروع ، لكننا لم نشهد اي شروع يذكر منذ الوزارة العلاوية ، فلم يكن لتغيير فلان او علان تأثير على المشهد ، بل على العكس ان كل حكومة تشكل تحمل ذات المواصفات للحكومة السابقة ، والسبب هو انها حكومات تشكل من ذات البيئة ولذات المواصفات التي تقررها الكتل بالإجماع او بالتفاهم والاتفاق، فلم يكن علاوي ولا المالكي او العبادي ومن بعده عبد المهدي قد حاز منهم على موافقة الشعب ، أنهم حازوا على موافقة الكتل ، وكانوا يمثلونها في كل سيئة أصابت العراق ،
ان النظام البرلماني لم يعد يناسب العراق ، انه نظام تناسل الجرائم بحق الشعب ، ذلك ان اختيار رئيس الوزراء يمثل رأي أقلية من الناس لا عموم الشعب ، رأي قادة الكتل ، أي اختصار العراق بقلة من الأفراد وهم كما يبدو بعيدين عن هموم الناس ، لاهون في تبادل التهم وتبادل الكنايات المعيبة ، بتعبير أدق ، أنهم مترفون شعبوا من المال العام واتكأوا على ريش النعام وركبوا المواكب ونسوا السير على الاقدام .
ان تعطل الدولة اليوم هو تعطل متوقع لدى كل محلل سياسي ، إذ لم يكن عبد المهدي أبدأ رجل الحلول لا من الناحية الفنية ولا من ناحية المؤهل فقط ، وإنما انه رجل غير مستقر مسلوب المبادرة ، وانه تابع للجميع ، ولما كان الجميع موغل في الأخطاء وموغل في الدفاع عن كل هذه الاخطاء ، فان تحصيل الحاصل هو المزيد من الهفوات والاخطاء ، فالمشكلة اكبر من السييد عبد المهدي ، انها مشكلة تراكم السلوكيات العابثة وتزاحم الاهداف المتعارصة ، أنها باتت اليوم مشكلة فصائل تقف وراءها جهات أجنبية ، لا يستطيع عبد المهدي هدايتها للطريق الصحيح ، ولا أي بديل ، ما دام الخطأ قد ركب الكتل منذ السقوط…