22 نوفمبر، 2024 2:08 م
Search
Close this search box.

الأردن غاضبة والسعودية تدعو لاجتماع طارئ … ما الذي حصل ؟

الأردن غاضبة والسعودية تدعو لاجتماع طارئ … ما الذي حصل ؟

تصريحات لنتنياهو تشعل غضب الأردن ، وترفع من مناسيب العروبة لدى السعودية, وتستفز الامارات وتحرج قطر.

تصريح واحد لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو موجه الى الناخبين في الداخل يضع دول الخليج على صفيحٍ ساخن . ويستفز العروبة الكامنة في نفوس القادة الذين سلموا فلسطين على طبق من ذهب الى إسرائيل. لم يكن غريباً ولا مفاجئاً ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي , بل الغريب موقف بعض دول الخليج والأردن.

السعودية تبادر الى عقد اجتماع طارئ لمنظمة الدول الإسلامية لبحث ما قالته إسرائيل على لسان نتنياهو. فرغم العلاقات الوطيدة والتحالف القوي بين السعودية وإسرائيل وتوحيد موقفهما اتجاه عدو مشترك هو ايران ورغم المصالح التي ربطت البلدين الا ان الأخيرة لم تضع في حساباتها ان تصريحات نتنياهو ستحرج السعودية وتضعها في موقف لا تحسد عليه, إن تركته اتهمت وان ردت أًحرجت.

رد الفعل السعودي جاء باهتاً اذ دعت لاجتماع وزراء منظمة مشلولة ومتعبة ومتقاطعة وتعاني من موت سريري وهي في غرفة الإنعاش .

فبرغم من ان تصريحات نتنياهو كانت موجه للإسرائيليين في الداخل من اجل الانتخابات القادمة إلا ان الدعوة السعودية جاءت لذر الرماد في العيون ووجهت للداخل العربي لرفع العتب, ولم تكن بمستوى الحدث .

لقد ضمت إسرائيل القدس والجولان بمبادرة أمريكية ولم تعترض السعودية ولا أي دول خليجية مذكورة ولا حتى الأردن على القرار الأمريكي , ثم أعلنت صفقت القرن التي تريد مقايضة الأرض بالدولارات ومن أموالهم كما قال صهر ترامب كوشنر ولم يعترضوا , واسقط حق العودة للاجئين ولا من مجيب , فما الذي جعل هذه الدول تنتفض على تصريحات هي للاستهلاك الداخلي من اجل الانتخابات , ماذا يعني تصريح نتنياهو بضم الضفة الغربية لإسرائيل , وماذا سيغير من المعادلة والضفة الغربية عملياً تخضع للقانون الإسرائيلي وتحت الوصاية لتل ابيب, لماذا يريد نتنياهو ان يعلن فرض السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت ولم يذكر مزارع شبعا او أي من الأراضي اللبنانية المحتلة ؟.

باحتضار اجيب على كل هذه الأسئلة : ان هناك قوة تردع نتنياهو من الاقتراب اليها, بالمقابل هناك محابات عربية في يخص الشأن الاخر.

من جعل نتنياهو يتغطرس غير هذه الدول , من جعل اودي كوهين يقدم الإهانة تلو الإهانة للعرب عبر الشاشات العربية غير هذه الدول .

امر مضحك ان نكتشف الان ان إسرائيل عدوة للعرب , امر مقرف ان نتغاضى عن تصريحات نتنياهو قبل أيام يقول ان العرب يريدون القضاء علينا . أتساءل منهم العرب الذين قصدهم ؟

أليست السعودية وأخواتها قالت ومازالت تردد ان عدوهم الأول ايران , ومن اجل ذلك تحالفوا مع إسرائيل للوقوف بوجه ايران واطماعها التوسعية, ما الذي دعا التحالف العربي الخليجي يغضب لمجرد تصريح للاستهلاك المحلي .

أليست السعودية هي من أعطت السيد ترامب 450 مليار من اجل ضرب ايران وحلفاؤها والتقرب الى إسرائيل ؟

لماذا تتحاور أمريكا مع الحوثيين, أعداء السعوديين, اليست كلها بوادر تدعو لمراجعة المواقف ؟

لماذا يصرح احد القادة الامريكان بان أمريكا لا تدافع عن السعودية والامارات في حال تعرضها لعدوان إيراني ؟

لماذا تنبهت السعودية مؤخراً ان إسرائيل تخترق المواثيق الدولية كما جاء في بينها الأخير من تصريحات نتنياهو اذ قالت : ان اعلان نتنياهو يمثل انتهاكا صارخا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والأعراف الدولة،

اليست المواثيق والقرارات الدولية 424 و 267 تنص على عروبة القدس لماذا لم تعترض هذه الدول على ضمها بشكل عملي واعترضت على تصريح فارغ ؟

اما الأمارات فقالت: ان إسرائيل لم تضع أدنى اعتبار لشرعية القرارات الدولية, وكأن إسرائيل وضعت يوماً اعتبار للشرعية او للعرب في ما تقوم به من تجاوزات.

لماذا غضب الأردن من تصريحات نتنياهو وهو الذي قال وبشكل صريح ان إسرائيل ستفرض السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت, هل ما يدعو للغرابة في تصريحات الرجل التي يرددها كل الإسرائيليين ويسمعها الأردن يومياً .

من العجيب ان الدول العربية التي هللت وطبلت وغردت للضربة الإسرائيلية على العراق ولبنان وسوريا ودعمت إسرائيل واعطتها الحق بفعلها, تعترض اليوم على تصريحات نتنياهو وتعتبرها تنتهك القوانين والمواثيق الدولية وكأن الاعتداء على الدول العربية وضربها وانتهاك سيادتها يتطابق مع المواثيق الدولية!!!!

والاعجب ان هذه الدول تصر على خلق عدو وهمي وانكار عدو حقيقي, إيران تمد يدها إلى السعودية وبعض دول الخليج لمنع أي توترات أو حروب في المنطقة، ولتطمين جيرانها أن ليس لها أطماع في المنطقة، يصر الخليجيون على أن إيران تعمل بالفعل على التمدد وإشعال التوترات في المنطقة, وإسرائيل تستفز العرب بتصريحات فجة لكنها حليفة وصديقة .

انها الشيزوفرينا في ابهى صورها.

أحدث المقالات