( أخشى ثلاث جرائد أكثر من خشيتي لمائة ألف حربة), هذه الكلمات الخالدة قالها من قبل نابليون كاشفا دور الصحافة العظيم الذي تلعبه في حياة الشعوب وتوعيتهم, وكما قال الصحفي الجزائري ابو اليقظان فان الصحافة للشعوب حياة والشعب من غير اللسانموات, فهي اللسان المفصح الذرب الذي ببيانه تتدارك الغايات.
ولو كان الشاعر شوقي حيا لهاله مما تتعرض له مهنتنا النبيلة التي صارت بنظر البعض جريمة , وهو الذي أطلق مقولته المشهورة وقتها (لكل زمان مضى آية, وآية هذا الزمانالصحف).
وكلنا نعلم ان للصحافة دورا محوريا في الرقابة على مؤسسات المجتمع من خلال التوجيه وتقديم النصح والنقد في إطار من الدستور والقانون مع احترام حقوق وحريات الآخرين,واليوم صارت الصحافة رأس الحربة في محاربة الفساد, ولذلك صار من المألوف استهداف أهلها من قبل الفاسدين والمجرمين والمتاجرين بحقوق البلد, فدفع الصحفيون والكتابأثمانا غالية من اجل الحقيقة وكشف المستور, غير أن من غير المألوف أن يتم التحريض على قتل الصحفيين والاعلاميين والتنكيل بهم من قبل بعض المحسوبين على مهنة الصحافة ومن بعض الاكاديميين ممن يحملون شهادات عليا, وهي سابقة خطيرة جعلتنا نشعربالمرارة والحزن !!.
وكلنا رأينا قبل ايام التهديدات العلنية بتصفية الدكتور نبيل جاسم لأنه قام بكشف ملف مالي تشوبه شبهات فساد يخص احد المصارف الاهلية, ثم لنتفاجأ بمقال لأستاذنا الدكتور هاشم حسن وهو يكشف بمرارة كيف أن مدرسا في كلية الاعلام استغل نماذج من اسئلة الامتحانات ليسربها لجهات معينة لأغراض وغايات رخيصة للإيقاع ببعض زملاءه من الاكاديميين !!.
ولقد شاهدنا مع الاسف الكثير من مسؤولي الدوائر من الذين لا يطيقون رؤية من يخالفهمالرأي فيعمدون الى استغلال مواقعهم الوظيفية للتنكيل بكتابنا ومبدعينا وتشويه مكانتهم وصورتهم عند جمهورهم تحقيقا لرغبات مريضة وبأسلوب وضيع ورخيص.
لقد ناشد استاذنا هاشم حسن بمرارة السيد وزير التعليم بكلام مؤثر جدا وطالبه أن يتم حماية كتابنا من التهديد والتنكيل خاصة الاكاديميين منهم, وقطع الطريق لكل من يحاولالنيل منهم داخل اروقة جامعاتهم, هذه التدخلات التي تأتي بحجج واهية تحت شعارات خداعة.
وأنا أضم صوتي لصوته بتوفير المساحة الكافية من الحرية لأساتذتنا الافاضل خصوصا وأنهم ثروة الوطن وصفوة المثقفين فيه ومن دونهم لن يتطور البلد ابدا.
ولقد صار لزاما علينا ان نكشف كل تلك الحالات التي تمت فيها مضايقة كتابنا من قبل مسؤولين يعيشون بعقلية رجعية ومتسلطة ومتحجرة ما انزل الله بها من سلطان.