كتب أحدهم موضوعاً عن أحدى السور القرآنية بطريقة سوقية وبللغة فجة ووسمجة تنم عن عدم الادراك وسذاجة فكرية تصل الى السخف كما هو حال من يتشاجر بالطرقات والمقاهي فيكيل السب والشتم والاستهزاء لخصمة بمفردات دونية هابطة .
كاتبنا الهمام تفتقت ذهنيته الفذه وقريحته العالية فأجاد علينا بموضوع بدل فيه اللغة القرآنية التي تعد واحدة من المعاجز التي أذهلت العرب وفحولهم من الشعراء وكل الناطقين بها في عصر البلاغة والادب وفنون الكلام المختلفة وهذا ما لا يختلف عليه أحد وبشهادة القاصي والداني من االمسلمين وغير المسلمين الى لهجة شعبية حوارية تدور بين جبرائيل (ع) والنبي محمد (ص) الغاية منها الاستهزاء والانتقاص والذي اعرفه أن المبدأ الاساسي في الصحافة والأعلام والكتابة عبر أي وسيلة متاحة هو الألتزام بالمبادئ المهنية الصحيحة والأهداف العالية والغايات السامية من حلال كشف الحقائق وأظهارها للناس وتسليط الضوء عليها لا أن يقوم البعض من الذين يظنون أنهم كُتاب ومثقفون الكتابة بهذه الطريقة الفارغة من كل محتوى فمن الصعب جداً التعرض لمعتقدات راسخة ومقدسة لدى مليارات من البشر على أمتداد المعمورة بدون معرفة فكرية عميقة ورصينة وأطلاع واسع للأبعاد الفلسفية ومدلولاتها التي جاءت بها هذه الاديان .
أنا هنا لا أدعو أو أروج لفكر أو عقيدة معينة بذاتها وبشكل متزمت فالأمر يعتمد على حدود الوعي والفهم والأدراك لكل شخص وهو متباين حتماً ولكن من باب أحترام وجهات النظر والمعتقد والأنتماء وحرية الفكر الذي تفاعل عبر العصور السابقة ولايزال ما دامت الحياة مستمرة من خلال مفكرين وفلاسفة قارعوا النظريات الميتافيزيقية والأفكار الماورائية بحجج وبراهين وطروحات علمية ناهظة لمعرفة الطبيعة الاساسية الأولية للواقع المادي والمبادئ التي تتحكم بالكون وبمنهج أستقصائي يفتح نوافذ ذهنية كبيرة حول الظواهر والموجودات واسباب وجودها وهي حتماً مختلفة بدرجة الفهم والاعتقاد من شخص لآخر ..