22 نوفمبر، 2024 2:35 م
Search
Close this search box.

سيدة الصبر والاباء

سيدة الصبر والاباء

كثيرة هي صعوبات الحياة ومنغصاتها؛ ولطالما زارتنا المآسي والأتراح، لتجثم على صدورنا، تحرضنا على الاستسلام لسطوتها، فكنت كلما مر منها شيء وحاول ان يتسلل الى روحي الضعف والاحباط اتذكر سيدة الصبر والاباء، التي وقفت وتحدت وصمدت رغم، هول ما مر بها من فقدان الاخوة والابناء والسند والذخر، فلم تضعف عزيمتها، لا بل تربعت على عرش القيادة، لتحول مجرى الأحداث، وتقلب الطاولة على بني امية عندما حولت المحنة الى فرصة لتدك العرش الأموي، لينتصر الدم على السيف الهمجي، وبقيت صامدة وتحدت يزيد الملعون بخطبتها العصماء التي زلزلت اركان مملكته الهشة، وخيبت اماله في كسرها وهزيمتها، وليس سواها من يستحق الوصف بما قاله ابو الطيب المتنبي:
وتعظم في عين الصغير صغارها *** وتصغر في عين العظيم العظائمُ
لقد حولت العقيلة زينب الهزيمة في المعركة الى انتصار حقيقي وتخليد للقضية الحسينية الى امد الدهر، هكذا هي سيدة الصبر والاباء التي طالما اتخذناها قدوة لنا في صبرها وقوتها ورباطة جأشها، فهي تدعونا ان نسير على نهجها، وهي صاحبة الرفعة والعزة والكرامة، وان نسعى الى رفع الظلم والسعي للاصلاح اينما كنا، تدعونا ان نكون زينبيات ليس بالاسم فقط والملبس انما بالسلوك والمنهج، تدعو المرأة ان تصنع لنفسها دورا حقيقيا يليق بمكانتها كأم واخت وزوجة، وتنتزع حقها الحقيقي وان يكون لها دورا ليس اجتماعيا واقتصاديا فحسب، وانما ليتسع دورها سياسيا ايضا بشكل حقيقي في ادارة دفة البلاد وتوجيهها نحو مسيرة الاصلاح..
وكلما تمر بنا مصاعب وضغوطات نتذكر قدوتنا كيف وقفت وتحدت فنتأسى بها، ونحذو حذوها، نتحدى بسلاح الارادة، فالارادة لا تصادر، والرؤية لا تحاصر، واذا امتلكنا الارادة والقوة استطعنا ان نأخذ دورنا الحقيقي في المجتمع وفي الحياة ولنتذكر اننا نقتدي بسيدة الصبر والاباء ..

أحدث المقالات