ليس هناك من حديث أو جدل مستمر متواصل کما هو الحال مع قضية ميليشيات الحشد الشعبي والامور السلبية الناجمة عنها، ولأنها صارت واحدة من المشاکل التي صار العراق يعاني من جرائها الامرين فقد صارت هناك آراء ووجهات نظر تطرح من أجل معالجة مشکلة هذه الميليشيات التي صارت أشبه ماتکون بعالة على الشعب العراقي، وإن مقترح زعيم ائتلاف الوطنية، اياد علاوي، بدمج قوات الحشد الشعبي مع الدفاع والداخلية، والذي جوبه بعاصفة من الغضب من جانب الحشدويين هو أمر بهذا السياق.
عندما يعلق المتحدث الرسمي باسم حركة أنصار الله الأوفياء، عادل الكرعاوي، على مقترح أياد علاوي بأنه مقترح غير قانوني يخالف الامر الديواني للقائد العام للقوات المسلحة الخاص بالحشد، فإنه لايتوقف عند هذا الحد بل يذهب أبعد من ذلك حينما يکشف عن الحقيقة العارية المتعلقة بإنتماء وتبعية ميليشيات الحشد ولمن تتبع وتخضع بالقول إن”قوات الحشد الشعبي مشروع مقاومة مرتبط بعلي خامئني” مٶکدا بأن ميليشيات الحشد لن يتم دمجها ضمن قوات الدفاع والداخلية إلا بأمر من الارهابي قاسم سليماني والمرشد الاعلى للنظام الايراني علي خامنئي. والسٶال هو؛ هل إننا أمام قوات وميليشيات إيرانية أم عراقية ومتواجدة على أرض عراقية، ولماذا يجب إعتبارها خارج السلطة التنفيذية في العراق، فهل إن العراق صار يخضع لإنتداب النظام الايراني حتى يتم التصرف معه بهذه الطريقة الصلفة؟
عندما يکرر الکرعاوي ماقد سبق وإن أکده غيره من قادة ميليشيات الحشد بشأن إن “قوات الحشد الشعبي مشروع مقاومة مرتبط بعلي خامئني”، فإنه لايبقى مايمکن أن يقال بشأن ذلك فهم يعلنونها صراحة بأن هذه الميليشيات قوات لاتخضع للعراق ولاتمتثل لقوانينه وإنها تخضع لشخصين فقط وهما غير عراقيين، قاسم سليماني وعلي خامنئي، فهل هناك دولة في العالم تخضع قوات تتشکل من أبنائها وعلى أرضها لدولة أخرى ويتم إستخدامها کقوة ضد بلدان أخرى رغم أنف الدولة الام؟
من الواضح إن هذه الحالة السلبية التي تورط بها العراق بعد إبتلائه بالنفوذ والهيمنة المشبوهة للنظام الايراني والذي يسعى لجعل العراق إحدى الحلقات الاساسية في مشروع خميني الذي معروف عنه بأنه مضاد لکل بلدان وشعوب المنطقة وفي مقدمتها العراق وشعبه، وإن ميليشيات الحشد کما نرى قوة تخدم وبکل صراحة هذا المشروع وتعتبر نفسها أداة طيعة منفذة لها، ولاريب من إن العراق ينتظره الکثير من المصائب والويلات من وراء الدور المشبوه للنظام الايراني خصوصا إذا بقي على موقفه الحالي ولم يتصدى له قبل فوات الاوان!