عندما تمر ايام محرم الحرام في العشرة الاولى يختزلها الإمام ابي عبد الله باسمه وقضيته وملحمته، وبالتاكيد مع تلك العناوين العظيمة التي رافقته في هذه المسيرة التاريخية والانسانية بكل تفاصيلها،
وعندما اردت ان اشارك بقلمي في هذه الليلة العظيمة، هاجمتني عناوين كثيرة تعبرعن زوايا من تلك الملحمة ولكني توقفت مع عنوان عظيم وانساني وعلمي، وهو ان الحسين عليه السلام.هو “جامعة إنسانية” جمعت عناوين النبوة، والامامة، والحكمة، والرشد، وتفرعت منها انواع واشكال الرجولة والاخلاق الراقية النبيلة،
على مر أعوام عمري وحسب قرائتي المتواضعة، لكل من كتب بحب الحسين (عليه السلام) او باعجابهم لموقف معين في حياة ذلك الرجل الفريد او في ملحمة كربلاء، وجدتهم جميعا متواضعين بوصفهم امام هذا الجبل الانساني العظيم،
كما ان روعة الامام الحسين انه بجامعته العظيمة،يفتتح سنويا كليات جديدة وتلك الكليات تفتتح اقسام جديده وتلك الكليات والأقسام تنتج لنا سنويا عشرات الاطاريح والرسائل في الدراسات العليا، بعلوم الحسين وتضحيته المتميزه في سفر التاريخ الانساني ونبقى نتعلم منها لنعيش حياة كريمة بمبادئ وثوابت انسانيه رائعة،
هنالك موجة ثقافية تقوم بتحليل ثورة الحسين عليه السلام سنويا كما انها تنتقد بشكل مباشر وغير مباشر جميع من يمارس تلك الطقوس والشعائر،فمنها من يريد ان يتقيد بالموروث ومنهم من يرغب بالتسقيط ومنهم من يخشى من انحراف الثورة الحسينية نحو المادية بكل اشكالها، والابتعاد عن روح التاثير المعنوي وديمومته، وبين قادح ومادح تتوهج شعلة تلك الثورة كتفاعل الهواء مع مصادر الطاقة لاستمرار نار الحسين الازليه عليه السلام
وقبل مغادرة هذه الساعات الاليمه لنا فاننا في العراق نملك قضية عظيمة نستطيع من خلالها ان نكون انموذجا انسانيا وحضاريا، فالحسين قدم للبشرية واعدائه السلام، قبل الحرب وفتح باب الرحمة بالدعاء للصلاح والإصلاح، قبل الانتقام وجمع بين جيشه الكثير من النماذج الإنسانية بمختلف عقائدهم وثقافتهم ،وفتح باب المشاركة للرجال والنساء ولجميع الاعمار حتى يكونون للبشرية عناوين وأئمة في الحب والتضحية
(السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اصحاب الحسين) عليهم السلام
وحفظ الله العراق وشعبه ووحدته