تشهد الساحة السياسية العراقية هذه الأيام حرب شرسة من اجل الوجود ،والبقاء ولكن كل هذه المعارك هي من اجل المكاسب الشخصية ،وليس من اجل حياة أفضل للمواطن العراقي البسيط ،وتوفير العيش الكريم له ولعائلته .
البعض يريد التمسك بالكرسي ،والبقاء فيه أطول فترة ممكنة ،وهذا الكلام لا يرضي بعض الإطراف لان مجرد التفكير بهذا الموضوع هو عودة لعصر الدكتاتورية ،والتفرد ،وعودة الحزب الواحد للحكم .
لكن هل فعلا العراق يدار من قبل شخص ،واحد ،وحزب واحد ؟
مجرد التفكير بهذا الموضوع هو ضرب من الجنون لان العراق يدار من قبل الجميع ،والجميع مشترك في العملية السياسية ،وفي عملية اتخاذ القرار ،ولكن البعض لا يحلو له استقرار العراق ،وعودة الأمن والأمان إليه ففكر في خلق مشكلة ممكن ان تعود بالعراق ،والعراقيون إلى أيام النكبة السوداء أيام القتال الطائفي المقيت فكانت هذه الفكرة هي احد أسباب خلق المشاكل من جديد.
إنا أصبحت على يقين ان جميع السياسيون العراقيون خاضعون لقرار خارجي هو المسيطر على العملية السياسية ،وبذلك يكون بعض السياسيون خاضعون لأجندة خارجية لا تريد استقرار العراق ،وان يعود العراق إلى عهده قائد للأمة العربية ،وبدون منازع طبعا هذا الكلام ليس من مصلحة بعض الدول العربية التي لا تريد هذا الاستقرار بل تريد عراق مقسم محطم تزداد فيه المشاكل ،وتكثر كل يوم حتى تتأخر بذلك عملية التقدم ،والبناء .
ولكن المشكلة الحقيقة في العراق الجميع يتكلم بلغة الوطن ،والمواطن ،وكيفية ان الطرف الثاني لا يعطيه الفرصة في خدمة الوطن والمواطن ألستم انتم نفسكم موجودين منذ عشرة سنوات أم هناك غيركم يدير العملية السياسية سؤال الى كل الساسة العراقيون ؟
ما الذي أعطيتموه للوطن والمواطن ؟
سؤال بسيط يمكن لأي مواطن عراقي عاش في العراق ان يجيب عن هذا السؤال بإجابة واحدة ،لم يعطي أي سياسي للوطن أي شي يذكر بل الجميع أخذا من هذا الوطن الكثير ،ولم يعطه آلة القليل.
ولان جميع الموجودين في الساحة العراقية قد أخذا فرصته أما من خلال وزارة أو رئاسة الوزراء أو رئاسة الجمهورية أو حتى من خلال موظف بسيط يعمل في دوائر الدولة .
ولكن الجميع فشل في تقديم الخدمات الضرورية للمواطن العراقي أي انه فشل جماعي ،وليس محسوب على طائفة أو حزب الجميع فشل في تقديم ،ولو جزاء بسيط إلى الوطن ،والمواطن بل ذهبوا ابعد من ذلك من خلال العودة بالعراق إلى الهاوية من خلال المشاكل اليومية ما بين القادة المتخاصمون ،والتي يذهب ضحيتها المواطن العراقي البسيط لأنه بذلك أصبح جزاء لا يتجزءا من المشكلة ،ولكن من منهم نزل إلى الشارع ،وستفسر عن حال المواطن البسيط ؟
لا احد منهم يهمه المواطن العراقي بل مصلحة الحزب أو الكتلة التي ينتمي لها هي أساس الوطن لديه ،وليس العراق.
المشاكل السياسية كل يوم في تزايد والعراق يعود إلى الهاوية من جديد لان الجميع متمسك برئيه ،ولا يهمه الوضع الحالي للمواطن العراقي .
الحل موجود هو في تمسك أبناء العراق بالوطن الواحد بدون هؤلاء الساسة العراقيون الذين يستخدمون الورقة الطائفية ،ولكن الطائفية ألان سياسية لان جميع أبناء العراق تفهموا الوضع ،وهم غير مستعدون للعودة بالعراق إلى الماضي المقيت بل يريدون عراق موحد لا دخل للدول المجاورة فيه لأنه عراق العراقيون فقط ،وليذهب التجار السياسيون إلى حيث يريدون ،وليتركوا هذا البلد مادام هناك مجال لإصلاح الوضع المتردي فيه.