مؤسس فكرة حزب الدعوة حتى قبل تسميته هو السيد مهدى الحكيم ابن المرجع السيد محسن الحكيم، والذى استشهد فى السودان بعد إقامته فى لندن حيث كان قيادة الدعوة يتهمونه ويحاربونه ويسقطونه حتى شهادته. السيد مهدى الحكيم فاتح السيد طالب الرفاعى بتأسيس حزب لكون الرفاعى سياسيا خصوصا علاقته بالإخوان وحزب التحرير. ثم فوتح ثلاثة أشخاص. وبعدها أريد غطاء شرعى لأن الحوزة العلمية عادة ما تعارض فكرة الأحزاب فتم الحديث مع الشهيد محمد باقر الصدر. الصدر رأى ضرورة مرحلية فقط على أساس آية الشورى فى القرآن وبدونها لايجوز شرعا تأسيس الحزب. فدخل أشخاص وخرج آخرون مما جعل بعض الإجتماعات ثنائية أو ثلاثية فقط. كذلك تحرك الصدر مع مرجعيتى الحكيم والخوئى فضلا عن جماعة العلماء التى كتب أربع افتتاحيات فى مجلتها الأضواء ثم حورب وتركها.إجتماع تأسيسى للحزب ضم الشهيد الصدر والسيد باقر الحكيم والسيد مهدي الحكيم ومحمد صادق القاموسى ونفر قليل آخر فى تشرين الأول 1957 فى النجف. نعم ضم لاحقا السيد مرتضى العسكرى حيث فاتحه السيد مهدى الحكيم فى الكاظمية وتم الإنضمام للحزب. ثم حصل اجتماع موسع فى كربلاء أواخر 1958. كانت هنالك حركة إصلاحية للشيخ محمد رضا المظفر ومنتدى النشر وتلاميذه كالسيد مهدى الحكيم ومحمد صادق القاموسى عضو الهيئة الإدارية للمنتدى والحاج عبد الصاحب دخيل حيث لها دورها وتأثيرها آنذاك.كان هدف الشهيد محمد باقرالصدر إقامة حكومة إسلامية لكن بعض الجدد من الدعاة لهم هدف آخر وكان يحسد الصدر ويحاربه فى وقت نشط فيه كثيرا الحزب الشيوعى العراقى وحركة القوميين العرب خصوصا فى الجامعات. لكن المراجع كالسيد الحكيم والسيد الخوئى والشيخ حسين الحلى رفضوا ضرورة المرحلية الحزبية من خلال آية الشورى مما جعل الصدر يقتنع ويخرج من الحزب عام 1960. طلب الصدر من تلاميذه ومريديه مثل مهدى الحكيم وباقر الحكيم الخروج فضلا عن طلب المرجع محسن الحكيم والخوئى ذلك. وقد خرج قبل الصدر جملة شخصيات منهم الحاج محمد صادق القاموسى وآخرون.ثم تحولت القيادة الى السيد مرتضى العسكرى كعالم، والمهندس محمد هادى عبد الله السبيتى (أبى حسن) كسياسى ومشرف ومنظر، وقد كتب أكثر مواضيع نشرتهم (صوت الدعوة)، إضافة للحاج عبد الصاحب دخيل كمسؤول عن اللجان التنظيمية. ثم اعترض الشيخ عبد الهادى الفضلى وآخرون على ضرورة وجود المجتهد والجانب الشرعى فى التنظيم مما أدى الى طرد الشيخ الفضلى والسيد عدنان البكاء والسيد طالب الرفاعى من حزب الدعوة )))
***كان أحد الإشكالات على الدعاة هو ضعف الجانب العقائدى والدينى والمهم عندهم الجانب السياسى وبمختلف الأساليب. لاإشكال فى أن الدعاة تربوا على فكر الإخوان والتحرير خصوصا كتب حسن البنا وعبد القادر عودة فضلا عن مجلة (المسلمون) و(التنظيم الدولى—أواخر الستينات اعترض خط الكرادة الشرقية النشط على قيادة الدعوة فكرا وسلوكا، عقائديا ودكتاتوريا لذلك تم طرد وفصل البدرى وآخرين من الدعوة عام 1967. لكنهم استمروا فى المحاضرات فى حسينية آل مباركة ثم التحموا لاحقا مع المنشقين من تنظيم العقائديين لتأسيس (حركة جند الإمام) أى المهدى لاعتقادهم بضعف ايمان حزب الدعوة بالإمام المهدى والعقائد الشيعية. وقد قد صدرت فتوى تحريم الشهيد محمد باقر الصدر الدخول الى الدعوة وأوجب على رجال الدين والعلماء الحزبيين الخروج من حزب الدعوة فقد خرج الكثير وبقى البعض.
إضطر السيد كاظم الحائرى بعد أن كان فقيه الدعوة، الى الخروج منها بعد اصدار الدعوة (قرار الحذف) وهو عدم حاجة حزب الدعوة الى الفقهاء. ثم تكلم الحائرى عن انحرافها واستحكام الإنحراف الذى لايمكن تصحيحه مما اضطره لتأسيس حزب جديد للدعوة. كما اضطر من كان يدافع عن الدعوة ومسؤولها الأول الشيخ محمد مهدى الآصفى الى إعلان خروجه من الدعوة ليتحول الى ممثل لولى الفقيه فى النجف.إستطاع حزب الدعوة أن يحارب خصومة ومن يخرج منهم كالشهيد عز الدين سليم (عبد الزهرة عثمان وقد حدثنى بذلك شخصيا) بشتى الإتهامات الباطلة ومحاولات التسقيط والإغتيال لمن يكون أفضل منهم أو ينتقدهم وهاهم يكتبون بأسماء مستعارة ليسقطوا كل شريف يعريهم أو ينتقدهم أو يطالب بحقوق الشعب المحروم. لماذا لايمتلكون الشجاعة والصدق ليكتبوا بأسمائهم الحقيقية وصورهم أم يعلمون بعدم صدق ما يكتبونه ولايمتلكون جزءا من شجاعة الكلمة وشرف الموقف الصادق وأمانة المواجهة. وللدعوة تاريخ طويل وواسع فى هذا المجال يحتاج الى كتابة المجلدات. كما لهم القدرة فى تجيير أعمال الآخرين لهم حتى شهداء غيرهم باعتبارهم شهداء الدعوة كالنظام السابق الذى اتهم كل مؤمن وحركى بالأنتساب الى حزب الدعوة. وتجد اليوم كثيرا من صور شهداء الدعوة لاعلاقة لهم بها.واستطاع بعض المتسلقين والإنتهازيين والعملاء أن يصلوا الى سلم القيادة فى الحزب كما تحول عداء أمريكا الى العمالة، والإسلام والمذهب الى العلمانية والديمقراطية والمصلحية حسب المصلحة وهكذا. وما نراه فى عراق اليوم من امبراطوريات دعوتية لايهمها إلا مصالحها الشخصية لتستحوذ على المليارات فى الداخل والخارج وتحول العراق الى فرهود رغم المسيرة الشهدائية الطويلة لقوافل الشهداء والمضحين والمعاناة الكبيرة.. نعم الإستحواذ على أموال الشعب والدولة وإذا أريد الملاحقة القانونية لفاسد كبير فيمكن تهريبه الى الخارج من قبل رئيس الوزراء لأنه من حزب الدعوة ولاقيمة للشعب وأمواله وفقره واحتياجاته ولا للأسلام ولا مبادئه التى كان يتاجر بها رموزهم وقت المعارضة. فهل يعقل انتخاب حزب الدعوة مرة ثانية وهل العراق ملك الى حزب الدعوة؟. كلا وألف كلا، فالعراقى يرى امبراطوريتهم على الأرض وقد سرقوا البلاد والعباد فضلا عن الخارج. يكفى أن يكون الداعية مستشارا أو وزيرا مالكيا حتى يستحوذ على المليارات والأمتيازات فى فترة قصيرة جدا لامثيل لها فى العالم وإن كان جاهلا بشهادة مزورة والمالكى يحميه…كمثال بسيط هو أحد قياداتهم ومستشار المالكى الثقافى واستحواذه على الملايين حتى وصل الى الأستحواذ على جامعة عريقة لتتحول الى ملك فردى له بمبلغ بسيط وبخس برعاية المالكى كما استحوذ على دار الإسلام بعد أن كانت حسينية المصطفى فى لندن ووصل الصراع على المال بين قيادات الدعوة الى مرجعهم محمد حسين فضل الله فى لبنان ليوزع الغنيمة.يقول بعض الدعاة أنها فرصتهم الوحيدة من الدنيا للإستحواذ على أكبر عدد من المال فى وقت قصير كانوا يحلمون بها ويتمنونها ليقينهم بأن الشعب لن ينتخبهم مرة ثانية. وفى تاريخهم سرقات كثيرة لكنها لم تصل الى ما وصلته كنوز العراق اليوم. يقول أحدهم لاوقت للداعى هذه الأيام للمواطن واحتياجاته لأنه مشغول بالعقارات والصفقات فى الخارج والداخل والسفرات وصراعاته السياسية فضلا عن انشغاله بالبنات الصغيرات والليالى الحمراء.ترى هل يمكن للمالكى أن يستغل الدولة ومؤسساتها ويدفع الأموال الضخمة وتسقيط الآخرين والمتاجرة بالأمن والدماء خصوصا باسم دولة القانون والتعاقد مع شركات إعلامية بملايين دولارات الدولة، والعمالة والتحالفات المشبوهة والرشوات واستغلال الصحوات والعشائر والتزوير والتخويف والإغراء ووسائل كثيرة غير مهذبة…كما فعل فى انتخابات المحافظات؟ لماذا لم يكن صادقا ليسمى قائمته باسم حزب الدعوة وهو الواقع، وياترى كم شخصا سينتخبه آنذاك؟! إنه يعلم يقينا أن الشعب لن ينتخب حزب الدعوة وأمامه تجربة كربلاء***
لماذا لا يعترف حزب الدعوة الاسلامية بمؤسسه عبدالصاحب دخيل؟-يعد عبدالصاحب دخيل الملقب بـ(ابو عصام) أحد ابرز مؤسسي حزب الدعوة الاسلامية في العراق في مطلع السبعينات من القرن الماضي ويعتبره الدعاة الاول اول (شهيد) للحزب رغم ان قادة الحزب عقب اعدامه في قصر النهاية ببغداد سعوا دائما الى التقليل من مكانته وعدم الاعتراف بدوره الريادي في تأسيس الحزب وقيادته له في الفترة الاولى من تشكيله.ويجمع الباحثون في القضايا السياسية والاحزاب العراقية ان حزب الدعوة لا يريد الاعتراف بان عبدالصاحب دخيل مؤسسه واول رئيس له مع ان هذه المسألة هي حقيقة واقعة وملموسة لان قادة الحزب الذين جاءوا من بعده يخشون من توثيق ولادة الحزب باسمه وهو الذي عرف في الاوساط الشيعية بنشاطه السياسي المناهض للحكم البعثي الذي بدأ في 17 تموز 1968 ، فقادة الحزب يتخبطون في سنوات تأسيس حزبهم ويغالون في تحديد ولادته وبعضهم يبالغ بان حزب الدعوة تأسس في عام 1959 لمواجهة المد الشيوعي الاحمر وآخر يدعي بانه شكل في عام 1967 عقب نكسة حزيران من ذلك العام وجميع هذه المزاعم تفتقر الى التوثيق فليس هناك أي وثيقة حزبية او سياسية سواء كانت بيانا او بلاغا او محضر اجتماع او مؤتمرا يوحي بان حزب الدعوة قد تأسس في تلك السنوات خصوصا وان الساحة السياسية العراقية ومنذ ثورة 14 تموز 1958 كان يتقاذفها معسكران سياسيان هما المعسكر اليساري بقيادة الحزب الشيوعي العراقي والمعسكر القومي وابرز فصائله حزب البعث العربي الاشتراكي مع وجود شخصيات واطراف حزبية ظلت بعيدا عن المعسكرين كزعيم الحزب الوطني الديمقراطي المرحوم كامل الجادرجي حتى ان الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي اعلن عن تأسيسه في 16 آب 1946 لم ينتعش ويعرف على نطاق واسع الا بعد عودة زعيمه الملا مصطفى البارزاني من منفاه في الاتحاد السوفييتي السابق في السادس من تشرين الاول 1958.لم يكن طيلة فترة الخمسينات والستينات حزب اسلامي في العراق باستثناء جماعة الاخوان المسلمين السنية التي ترفض تصنيفها بانها حزب كما تشير أدبياتها وتصريحات مؤسسها الشيخ محمد محمود الصواف وعندما اراد عدد من قادتها الاشتغال بالسياسة والمشاركة في الحياة السياسية شكلوا الحزب الاسلامي في عام 1960 وحصلوا على ترخيص رسمي له بمساعدة خفية من وزير الداخلية في حكومة الزعيم عبدالكريم قاسم العميد احمد محمد يحيي.وينقل عن محمد باقر الحكيم ان والده المرجع الشيعي الاعلى محسن الحكيم كان يرفض مجرد فكرة انشاء حزب اسلامي شيعي في العراق لانه كان يعتقد بان الجمهور الشيعي سينقسم لا محالة بين مؤيد للمرجعية وآخر يدعم الحزب وهذا في رأي المرجع الحكيم (فتنة) يراد منها تقسيم الشيعة في العراق واضعافهم.
ومعروف عن المرجع الحكيم انه منع ولديه مهدي ومحمد باقر وتلميذه محمد باقر الصدر ووكيله في منطقة الكرادة الشرقية ببغداد مرتضى العسكري من الاتخراط في أي تشكيل حزبي شيعي لغاية وفاته في آب 1970 وهذه حقيقة اعترف بها الاربعة في تصريحات ومنشورات وذكريات.وفي ضوء هذه المعلومات والاحداث الموثقة تاريخيا وسياسيا فان حزب الدعوة لم يظهر على الساحة السياسية الا عقب وفاة المرجع الشيعي الاعلى محسن الحكيم واول رئيس له هو عبدالصاحب دخيل الذي عرف باسمه الحركي (الحاج ابو عصام) وقد سجلت اعترافاته عن ظروف تأسيس الحزب والعقبات التي واجهت مرحلة التأسيس عند اعتقاله في 28 ايلول 1971 وخضوعه للتحقيق في قصر النهاية الذي اختفت آثاره فيه.وينقل عن المحامي حسن شبر الذي اعتقل في قصر النهاية عقب 28 يوما من اعتقال ابو عصام وتحديدا في 26 تشرين الاول 1971 ان المحققين سألوه عن علاقته مع عبدالصاحب دخيل فاجابهم انه جارنا في النجف وصديق طفولتي وبعد ثلاثة اشهر من الاعتقال اطلق سراح شبر وعاد الى ممارسة مهنته ويضيف: في يوم الافراج عني بتاريخ 30 كانون الثاني 1972 تم نقلي من قصر النهاية الى مديرية الامن العامة لاستكمال اجراءات الكفالة لاطلاق سراحي في ذلك اليوم شاهدت امام المحقق الذي نظم الكفالة سجلا مكتوبا عليه (حزب الدعوة الاسلامية) وعرفت انه يضم محضر التحقيق مع عبدالصاحب دخيل.قادة حزب الدعوة حاليا يتهربون من الاعتراف بان مؤسس حزبهم هو عبدالصاحب دخيل وانه أول شخص (دعوي) يقتل او يعدم لان ذلك يفضح اكاذيبهم بان حزبهم قد تأسس في الخمسينات او الستينات لان تاريخ اعتقال مؤسسه هو في نهاية عام 1971 وتحديدا في 28 ايلول من العام نفسه. .
لا يشك احد في العراق – من المنصفين – ان الحقبة السابقة لتاريخ الدعاة هي تاريخ حافل بالقيم؟؟؟والتضحيات ابتداء من زمن الصدر الأول والى حين دخول أول عنصر لكم من ارض المهجر بعد سقوط الصنم.تاريخ طويل من الشهداء الكبار الذين احتوشتهم أزلام السلطة وطغاتها فلا ينسى احد الشهيد عبد الصاحب دخيل والشهيد الشيخ عارف البصري وغيرهم من ابطال العراق .يستند الدعاة الى أفكار كبيرة واجهت – سباقا – كافة التحديات التي عاشتها الأمة واستطاعت ان تخرج بجيل إسلامي – سابقا – كله مؤمنين و واعين. المسيرة الآن متخشبة وملتوية بل متناقضة مع ثوابتها الأساسية فقد تحول هذا الحزب الإسلامي من حزب ثورة الى حزب سلطة.ان هذه السطور ليست هجوما على احد بل هي استفسارات اود ان يناقشني شخص حولها.أين وصلت المسيرة الآن؟؟ هل حركة وأفكار حزب الدعوة الآن هي نفس حركة وأفكار السيد محمد باقر الصدر ذات البعد الوطني والعقائدي هل الدعاة الآن من أمثال الدعاة في ستينيات أو سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.في العمل السابق كنتم من وراء الحدود العراقية منتشرون في ارض المهجر بعيداً عن القتل والإعدامات من نظام قمعي شهده التاريخ المعاصر ولكن ما حجم التلوث الذي حصل للدعاة بعد الهجرة وبعد سقوط اللانظام الصدامي خاصة تلك المغريات الكبيرة في العراق وثرواته الواسعة والمواقع المغرية التي جعلت زعيمه يقتل ويسجن المئات من أبناء الخط الصدري. هل حزب الدعوة الآن هو نفسه ذلك الحزب الذي أرعب صدام فقرر إصدار قرار بالسجن والإعدام لكل من ينتمي ويروج لحزب الدعوة.فبعد أن هجر الدعاة (العمل الجهادي) كما كانوا يسموه أيام الصراع مع النظام الصدامي.وانشغلوا بالأداء المترهل والمستأثر للسلطة وهم الذين جعلوا الأمة تنفر من المشروع الإسلامي الذي أراده السيد الشهيد محمد باقر الصدر ان يكون أمل الأمة ورأينا الدعاة قد مالوا الآن لاهثين وراء المناصب والكراسي والإثراء على حساب الصالح العام.اليوم الدعاة متنكرون الى مشروعهم والى شهدائهم الذين ذهبت دماءهم هدرا – حسب منطقهم – وبقيت أيتامهم وثكلاهم يتكففون الناس وعويلهم وأنينهم الى الان لم ينقطع وشهداءهم تركت منسية في مقابر قم وجنة الزهراء دون ان يذكرها ذاكر ويزورها زائر!!
هل مارس الدعاة الدعوة الى الله كما مارسها السيد الصدر الأول والدعاة الأوائل أ ليست دعوتهم في تراجع مستمر ومنذ ان سقط الصنم وان كانت موجودة فهي دعوة إسلامية تحت خيمة الاحتلال الامريكي .هل توجد الآن حلقات حزبية او لقاءات خاصة كما كانت في غرف بيت المجاهد عبد الصاحب دخيل التي اخترقت الجامعات العراقية آنذاك ام ان ماتبقى هي أوراق مخطوطة من مخلفات حزب كان اسمه يوماً حزب الدعوة الإسلامية ؟؟هل ترون معي يامن تدعون انفسكم الدعاة ان حركتكم تحولت وباختصار الى علاقات خاصة وامتيازات مجموعة من أصدقاء وأقرباء المسؤل الفلاني وهي في دائرة محصورة أبرزها الصفقات التجارية والمناصب والمواقع وأين منكم شهداء القوافل الأولى والكوكبة الخمسة؟فالصراعات من اجل المكاسب والمناصب أصبح هو الدافع الأول لدى أفراد الحزب سواء كان القادة منهم وكوادر الخط الثاني.يتربع بعض الدعاة اليوم قائمة الفساد المالي والإداري من حيث كونه فساد يستشري عند كبار مسؤلي ووزراء الدعوة والغريب ان حزب الدعوة وضف طاقاته للدفاع عن الوزراء المرتشين والمتورطين بالفساد المالي والإداري.ويسلطون سيف القانون على رقاب الصدريين ويزجون بهم في سجون مظلمة ويعانون منهم ألوان التعذيب!!بالأمس كان المعذب في السجون هو عارف البصري وعبد الصاحب دخيل واليوم أصبح أبنائهم من أبناء الخط الصدري ولكن من هو الجلاد؟؟بالأمس كان البعثيين واليوم الدعاة في السلطة!! لو كان محمد باقر الصدر حيا وقام لقتال احتلال الأمريكان للعراق فهل سيكون مصيره انه خارج عل قانون حكومة المالكي ؟ان كان الجواب بنعم فهذه هي الطامة الكبرى!وان قالوا أنهم سيتركونه فنقول لماذا اذن تجندون القوى الأمنية ألان لاعتقال أبناء الخط الصدري في كل حدب وصوب!!
ولا تقولوا ان الصدر الأول سيسكت على الاحتلال او ينضم الى ركبه مثلكم فان هذا شتم للشهيد الأول بطبيعة الحال.بالنسبة لفوز قائمة ائتلاف دولة القانون في انتخابات مجالس المحافظات فهذا لا يسجل الى حزب الدعوة فالمحللون الفاهمون اعتبروا الفوز لسلطة المالكي ولشخصه بالذات لان زمام الدولة بيده ولو كان المالكي خارج السلطة لكان الفرق شاسعا جدا جدا هل ترون غير ذلك ؟؟ ما هو برأيكم سيكون موقف – ثوابت وأفكار – السيد محمد باقر الصدر من الاحتلال الأمريكي للعراق؟ (أن الوضع الذي تعيشه الأمة الإسلامية لا يمكن أن يعالج بعمـل إصلاحـي جزئي، بل لابد من عمل تغييري شامل، لتغيير الفرد والمجتـمع بما فيه من أعراف وتقاليد وسلوك وقوانين ونظم ومفاهيم تخـالف الإسلام . وإعادة بناء الحياة على أساس الشريعة الإسلامية، وهكـذا تبلـورت (نظرية التغيير ) كأسـاس للعمـل الاجتمـاعي والفكري والسياسي والسلوكي) أين عملكم ألتغييري الشامل، لتغيير الفرد والمجتـمع بما فيه من أعراف وتقاليد وسلوك وقوانين ونظم ومفاهيم تخـالف الإسلام؟؟هل طبقتم من ذلك شيء وانتم الآن في قمة السلطة، ومن المنصوص عليه عندكم ان الدولة كما عرفها الشهيد الصدر في الأسس التي كتبها للدعوة في بدايات التأسيس…(هي الأداة السياسية لتنفيذ الأهداف الإسلامية)فالسلطة والسياسة أداة وليس هدفا في مشروع الدعوة أكيدا ولكن ماذا أصبحت الآن على يديكم؟؟
وهل طموحكم في إقامة حكم إسلامي في العراق تحقق الآن من خلال فتح ودعم الحكومة لبارات الخمر والملاهي وكثير من أشكال الانحراف والفساد؟؟كيف حققتم (بناء الحياة على أساس الشريعة الإسلامية) هل تم ذلك من خلال زج الآلف في السجون من أبناء الخط الصدري وتعذيبهم بإشكال التعذيب القاسية؟؟ وهل؟ وهل؟ وهل؟ قرأت في أدبياتكم ان التعريف الحقيقي للحزب في إحدى نشراته التي أصدرها تحت عنوان (الاسم والشكل التنظيمي) جاء فيها:(إن اسم الدعوة الإسلامية هو الاسم الطبيعي لعملنا والتعبير الشرعي عن واجبنا في دعوة الناس إلى الإسلام. ولا مانع أن نعبر عن أنفسنا بالحزب والحركة والتنظيم، فنحن حزب الله، و أنصار الله، وأنصار الإسلام، ونحن حركة في المجتمع وتنظيم في العمل. وفي كل الحالات نحن دعاة إلى الإسلام، وعملنا دعوة إلى الإسلام)اقسم عليكم بحق السيد الصدر الأول هل هذا الكلام موجود الآن عندكم؟؟اقسم على القارئ بحق مقدساته هل هذا النص موجود الآن في سلوكيات أفراد حزب الدعوة وخصوصا القيادات ؟؟وهل؟ وهل؟ وهل؟ (والطرح العـلمي المبرمـج والحـوار الفكري الرصين مع الثقافات الوافدة الماركسية والرأسمالـية والاشتراكية والوجودية، والدعوات الإقليمية والعنصرية، والشبهات المثارة ضد الفكر الإسلامي)هل مارستم ذلك مع الغزو الثقافي والغربي الذي حصل على يد الاحتلال الأمريكي؟لقد سحقتم كل ذلك تحت أقدامكم حين وضعتم أيديكم بيد بوش وكوندليزا رايس وكل كبار الشر الذين أتوا لتمزيق ومحاربة الفكر الإسلامي !!
(وقد صدرت مواقف وتصريحات من مسئولين وسياسيين وأحزاب كشفت هذه الحقيقة،نذكر بعضا منها لتحديد معالم الصراع السياسي في العراق بين حزب الدعوة الإسـلامية وبين المخابرات البريطانية والأمريـكية التي أنابت حـزب البعـث الحاكم في بغداد عنها في هذه المهمة، بعد أن تأكد لديها عجز نظـام عبد الرحمـن عـارف عن السيطرة على الوضع السيـاسي فـي العـراق .ظـهر أول تصـريح أيام عبد السـلام عـارف لأحد مد راء الأمن ..تحدث به لأحد معارفه، وهو الداعية والكاتب الإسلامي الشهيد السيد طاهر أبو رغيف الذي اغتاله البعثيون بحادثـة دهس قرب مديرية أمن البصرة… نقل إليه مدير أمن أحد المحافظات وقتها خبراً قال فيه : (أننا نعلم وثابت لدوائر الأمن وجود حزب إسلامي منظم ..وكان يسميه يومها (الحزب الفاطمي) لعدم انكشاف أسم حزب الدعوة الإسلامية .. فسأله الشهيد :وما موقفكم منه ..فأجاب :أننـا حائـرون أمامه وعاجزون عن ضربه ..) (كانت الدوائر الاستعمـارية البريطانيـة والأمريكية ترقب الموقـف بالخـوف والحـذر من حدوث انفجار إسلامي في العراق ..لذا بادرت وبالسرعة الممكنة لجمـع شتاتها وربط خطوطها وتكوين ائتلاف بين الخطين :الأمريكي الذي يمثله الداوود والنايف،والخط البريطانـي الذي يمثله احمـد حسن البكر ..وحـدث الانقلاب الاستعماري في (17-7-1968) الذي لم يكن يجرأ أن يعلن عن هويته وحقيقته لرفض الأمـة والجماهير وكراهيتها لهذه العصابة المنبوذة ..بعد أن جربتها أسوأ تجربة عام( 1963)،وكان ناصـر الحانـي الملحـق الثقافي بالسفارة العراقية في واشنطن سابقا، وسفير العراق في بيـروت بعدها، هو حلقـة الوصـل بين المخـابرات البريطانيـة وحـزب البعث وقد تخلص البعثيون من عضو الارتبـاط هذا الذي عيـن وزيرا للخارجيـة في حكومتـهم فاغتالوه خـوف الفضيـحة والانكشاف ..وقد نشرت بعض وسـائل الإعـلام بعيـد الانقـلاب أن البكر تسلم صكا من المخابرات الأجنبية بربع مليون دولار .
ولم تمض من الانقلاب غير أيام حتى أرسل عبد الرحمن الداود إلى القطعات العـراقية المرابطة في الأردن لزيارتها وأحيط النايف بخديعة لم يستـطع الإفلات منها .. فطرد من الحكومة .. وسيطر الخط البريطاني على الحكم سيطرة قوية، وقد برر البعثيون ذلك بأنهم فوجئوا في الساعات الأخيرة من الانقلاب بوجود النـايف والـداود معهم، وأنهم تريـثوا وقبلوهم كشـركاء في الانقـلاب العسـكري مضطـرين، ولا يخـفى على أحد مثل هذا التبرير المفضوح ..والمحاولة المكشوفة لتغطية الصراع بين الخطين :البريطاني والأمريكي .. وقد كشفت إذاعـة صوت العرب بأحد تقاريرها ..أنه بعد انسحاب القوات المصرية التي كانت تحمي القصر الجمهوري أيام الحكم العـارفي استطاعـت المخابـرات البريطانية من التسلل إلى السلطة والسيطرة على الحكم عن طريق عملائها البعثيين), وقد أحست دوائر الاستكبار العالمي أن وضعا جديداً قد نشأ في المنطقة وان عميلها العجوز احمد حسن البكر لم يعد قادرا على تنفيذ المـخطط الدمـوي الرهيب الذي اعـد في دوائر الاستخبارات الدولية ..بالإضافة إلى الصـراع بين الخطيـن المتنازعيـن ..خط احمد حسن البكر،وخط صـدام حسـين فوجدت المخـابرات الأجنبيـة ضـالتها في شخصية تافهة، وسلمت السلطة إلى صدام حسين وأحاطته بثلة ممن عرفوا بالأجرام والسقوط الاجتماعي وشكلت وزارة من المجرمين والحاقدين ..وكان من يوم تشكيلها واضحا أن العراق سيدخل مرحلة دموية ومحنـة رهيبـة للإسـلام والحركة الإسلامية وعلماء الإسلام ودعاته .وكان واضحا لـدى المرجعية المتمثلة بالشهيد الصدر يومها ولدى حزب الدعوة الإسـلامية أن مرحلة جديدة من الصراع قد بدأت ..وان المعركة قد اوري زنادها على امتداد ساحة المواجهة–فأعلنـت مرجعيـة الشهيد الصدر موقفها –موقف التحدي والمواجهة والتنسيق مع حزب الدعوة الإسلامية،وتقـرر أن تكـون قيادة التحرك والثورة بيده…..أعلنـوا جميعا الوقـوف إلى جانب الثورة الإسلامية التي كانت حلمـا يـراود الدعاة المجاهدين في كل مكان من عالمنا الإسلامي ..كما وقفت العناصر الخيرة إلى جانب هذا القرار) أين انتم الآن من هذا الكلام ؟؟واليوم حالفتم الخطين (البريطاني والأمريكي) !!وجاءت القيادات على صهوة الدبابة الأمريكية بعد ثلاثين سنة من ( الجهاد).لماذا لحزب الدعوة معارضه قوية ضد هجمات – المقاومة – التي تقع في العراق، واصفا إياها بأنها عمليات تخريب تقوم بها بعض الجهات، او الأفراد، ممن يعتبرون من فلول النظام السابق، او كانوا مستفيدين منه، او أولئك الذين ربما يكونون مدفوعين من جهات خارجية ؟؟يا ترى ما هو الجهاد إذن ان لم يكن ضد الاحتلال الأمريكي؟؟أليس عانى الدعاة الأوائل من التعذيب الصدامي وكنتم في الخارج تعتبروه من أدلة إدانة نظام صدام ولكن الآن ماذا يحصل في سجون الداخلية لأبناء الخط الصدري بل وكافة المعتقلين ؟؟ثقافة التعذيب البشع والتصفية الجسدية فهناك الأماكن السرية في مناطق متفرقة من محافظات جنوب ووسط العراق تمارس بها أبشع عمليات التعذيب الجسدي وليس أخرها ذلك الفلم الموثق بالصوت والصورة الذي تم نشره على نطاق واسع في المواقع الالكترونية لتعذيب أحد المعتقلين من أبناء الخط الصدري بعيدا عن العدالة والتحقيق القانوني الأصولي الذي يضمن حقوق المعتقلين، حيث لم يتحمل ” مواطن معتقل من محافظة الديوانية ” شدة التعذيب الذي رافق استجوابه البشع كما رأى الجميع.هذه نصيحة – لعلها تنفع – عودوا لرشدكم واتقوا الله فان أقدامكم في منزلق خطير.