منذ قديم الزمان,وعلى مر العصور ,وستبقى الأفكار التحريرية محاربة,وتعادى الأديان السماوية الجديدة , بحجج لا أول لها ولا أخر, فقد حورب موسى ع,وحورب عيسى ع من بعد,وحورب نبينا محمد ص ,والتاريخ مليء بالقصص عن ذلك.
ولكن من يحارب الأنبياء لم يكن فقط شخصا ,أو مجموعة,أو جهة ,وإنما كان منهجا وطريقة وجهات عدة,التقت مصالحها على محاربة كل ماهو حق وتزييف كل الحقائق حوله ما أمكنها,لحفظ مصالحها ومكانتها.
والحق يقال أن تلك الأديان وأتباعها,كلما حوربوا ازدادوا صلابة,وازداد الدين انتشارا بين الناس,وكلما ازداد القسوة والبطش,زاد الإيمان وتعمق.
حورب الإسلام بكل قسوة وقوة وبالحديد والنار ابتداء,ثم لاحقا انتبه المعادون لفكرة خطيرة , ربما تتيح لهم كما يظنون كسر شوكته,وبدلا من محاربته بشكل مباشر ,كان الحل لمشكلتهم يتمثل إما بحرف هذا الدين عن أساساته,أو خلق دين جديد يحقق لهم الانحراف المطلوب,وهدفه الأبعد هو تنفير الناس من هذا الدين, فبدل السماحة زرعوا التشدد,وبدل العدل بين الرعية,زرعوا الظلم بيد من يدعي الإسلام حاكما,وبدل الجدال بالتي هي أحسن,زرعوا التكفير للأخر,وبدل الرحمة ومعاملة المخالف باللين والرأفة,زرعوا قطع الرقاب والتمثيل بالجثث.
هناك رأي يقول أن هذه الأمور كلها موروثة من الثقافة العربية القديمة وهي في أصل أفعال وأخلاق العرب,ربما,ولكن المعلوم والثابت أن الإسلام جاء وقضى عليها كلها تقريبا!!فهل نجحوا في استنهاض كل ماهو رديء في العرب كأمة!!
فما بال باقي الشعوب التي تفعل مثل هذا!!فالموضوع ليس متعلقا بالعرب كأمة.
هل نجح الجهد العالمي في حرف الإسلام عن أهدافه!!!
باعتقادي لم ينجح إلا بشكل محدود.
ولكن هل نجح في خلق إسلام جديد أخر يختلف عن الإسلام المحمدي الأصيل!!
بظني يصعب الإجابة عن هكذا سؤال, بمجرد نعم أو لا,فالموضوع أكثر تعقيدا وتشابكا من ذلك,فقد نجحوا في خلق فرق ,تدعي الإسلام, ولكنها ابعد ما تكون عن الإسلام كمضامين, ونجحت هذه بدورها في تسلم مقاليد الحكم في بلدان مؤثرة ,واستطاعت أن تشكل لوبيا ضاغطا على الأقل إقليميا,ويكون لها صوت مسموع, ومؤثر في بعض الدول,وبدأت تنشر صورة جديدة للإسلام ,إسلام القتل, والتمثيل ,والسحل ,وحرق جثث الأعداء,واغتصاب النساء,وقتلهن بعدها,وقتل الأطفال,والتمثيل بجثثهم,ووصل الأمر لأكل لحوم البشر!!
حتى نجحوا في تركيز فكرة في أذهان شعوبهم ,التي أصلا هي غير مطلعة أو واعية لمجمل ما يدور في العالم,أن الإسلام هو دين الإرهاب,هو دين القسوة,هو دين السيف,لا دين الدعوة,دين فرض ,لا دين اقتناع وإيمان
وصار نماذجه,مفتي الناتو بموافقة المضحكة من كثرة تقلبها.
وأسير لبنان الشاذ بكل ما فيه من فكر,وصاحبه المغني الذي استفاق فجأة من فجوره ليصبح ذباحا.
وعروعورها المخجل بتاريخه.
وعريفيها الذي ذهب يجاهد بلندن….
هل نحن بحاجة إلى حملة لتوضيح ماهو الدين الإسلامي الحق؟
أم نحن بحاجة لمجابهة هؤلاء بالقوة من باب الرد بالمثل!!
أم أن الموضوع هو اكبر من هذا كله!!
أفلا يحتاج إلى رد جماعي ممنهج من كل من يعنيه ….الإسلام!!