مقاتل أوروبي واجه “داعش” في العراق وسوريا : “داعش” إيديولوجية لن تنتهي !

مقاتل أوروبي واجه “داعش” في العراق وسوريا : “داعش” إيديولوجية لن تنتهي !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

منذ ظهور تنظيم (داعش) الإرهابي، انقلبت القارة الأوروبية، وباتت بين شقي الرحى، فمن جانب تختلف الفصائل السياسية حول تبني سياسات الباب المفتوح أو أخرى أكثر تشددًا، ومن جانب آخر برزت معضلة إنضمام مئات المقاتلين الأجانب إلى صفوف التنظيم وأزمة سيولة المهاجرين الفارين من المعارك، وفي وسط كل تلك الأمور تسلل كثير من المواطنين الأجانب إلى “العراق” و”سوريا” من أجل دعم القوات المواجهة للعناصر الإرهابية.

“داعش” إيديولوجية لن تنتهي !

كان الشاب الإسباني، “روبين”، (44 عامًا)، أحد المواطنون الأوروبيون الذين شاركوا في محاربة تنظيم (داعش) في “العراق” و”سوريا”، إذ حاول الوصول إلى الأراضي العراقية مرتين، الأولى عبر “تركيا”، لكنه فشل، ثم كرر المحاولة، لكن هذه المرة من خلال “إيران”، إذ كان قد تواصل مع الميليشيات الكُردية عبر الإنترنت، ومقاتلون إسبانيون شاركوا في المواجهة المسلحة.

ورغم أن “روبين” عمل طوال حياته في مجال الإنشاءات، ولم تكن له أية خبرات عسكرية؛ إلا أنه تدرب لأول مرة على القتال في “العراق”؛ إذ إنضم إلى “فصائل حماية الشعب” الكُردية، الذراع المسلح لحزب “الاتحاد الديموقراطي الكُردستاني”، في شباط/فبراير 2018، وشارك على إثر ذلك في معارك دامية في محافظة “دير الزور” السورية.

وأوضح: “إنهم يختبرون كل من يبدي رغبته في الإنضمام لهم، يطلبون منه تنفيذ بعض الأوامر للتأكد من إرادته الحقيقية، لكن أصعب اختبار هو عندما يطلبون منك إرسال صورة لجواز السفر الخاص بك، يتراجع كثيرون عند هذه النقطة، لكنني لم أتراجع أبدًا، أستلمت التوجيهات وعلى الفور بدأت الاستعداد للسفر، وعند وصولي انتظرت لمدة أسبوع كي يأتي مبعوثهم لي، وهكذا جرت الأمور”.

يشعر المقاتل الإسباني، اليوم، بالندم على تركه لمسرح المعارك وعودته إلى الديار، ويرى أن تنظيم (داعش) لم ينته بعد، ويقول إن آخر حيله هي حرق كل البذور من أجل التسبب في أزمة غذائية للشعب، ويقتلون كل من يحاول إخماد الحريق، وأضاف: “(داعش) لا يزال قائمًا؛ لأنه ليس عصابة، وإنما إيديولوجية لن تنتهي أبدًا”، لذا فإنه يرغب في العودة إلى إقليم “كُردستان” من أجل الاستمرار في محاربة عناصر التنظيم الإرهابي.

مصير واحد..

لا يختلف مصير المقاتلين الذين حاربوا (داعش) عن المتشددين الذين إنضموا إلى صفوفه، فعند العودة إلى الديار يتساوون، إذ يتعرضون جميعًا إلى تحقيقات ويوضعون تحت الملاحظة، كما أن بعضهم يُعتقل أو يُحتجز.

عاد “روبين”، في تشرين أول/نوفمبر من العام الماضي؛ إلى مسقط رأسه، “إسبانيا”، لكنه منذ عودته لم تفلح جهوده من أجل الحصول على عمل، ويقول إن المقاتلون الأوروبيون، الذين شاركوا في مواجهة (داعش) في “العراق” و”سوريا”، يواجهون مشكلات كثيرة عند عودتهم إلى بلدانهم، بعضهم يتم اعتقالهم أو التحفظ عليهم، كما يتم التحقيق معهم وتحويلهم إلى المحاكمة، بينما على الجانب الآخر، منعت بعض دول القارة العجوز؛ مثل “الدنمارك”، مواطنيها من السفر إلى المناطق التي تشهد صراعات؛ بغض النظر عن المهمة التي ينتوون القيام بها هنا.

جبناء مدمنون !

أشار “روبين” إلى أن المقاتلون في صفوف (داعش) لا يستحقون لقب، “مقاتل”، بل “إنهم جباء يتعاطون المواد المخدرة، والمنبهات مثل، (أمفيتامين)، ومواد أكثر تأثيرًا، وعندما يشعرون بأنهم محاصرون يفرون”، كما أنهم يتعاملون مع المرأة كسبايا جنسيين، يستخدمون الأطفال في عمليات التفجير عن بُعد.

وأردف: “لا أستطيع إنكار أنني أدمنت على المعارك، رغم أنني يمكنني القول بأنني أدفع ضريبة، لأنه عندما تكون هناك في مسرح المعارك يكون من الصعب عليك التمكن من حماية نفسك وزملاءك عندما تمتليء السماء بقذائف الهاون وطلقات الرصاص”، وحتى عند العودة يستدعي عقلك كل تلك المشاهد من الذاكرة فتتكرر أمام عينك.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة