لعبت العشائر العراقية ومازالت تلعب ادوارا بارزة في تأريخ العراق وساهمت في معظم الاحداث التي شكلت الدولة العراقية الحديثة ، ولعل دورها الريادي الابرز في اشعال ثورة العشرين في الثلاثين من حزيران سنة 1920 وبتوجيه من المرجعيات الدينية خير شاهد ودليل، تلك الثورة التي غيرت مجرى الاحداث ورسمت خارطة العراق الجديد عقب سقوط الاحتلال العثماني .
وبعد فان العشيرة اقدر على لم شمل ابنائها،والسيطرة عليهم ،وتوجيههم لما فيه المصلحة العامة والخاصة،وحل المشاكل بين ابنائها من جهة وبينهم وبين ابناء العشائر الاخرى،وغير ذلك فقد تفردت العشائر العراقية في تمازج فريد اذ تضم العشيرة الواحدة مذاهب الدين على اختلافها الامر الذي يلغي الاقتتال الطائفي ويجعله امرا مستحيلا كون ابناء العشيرة الواحدة ابناء عم او خال قبل ان يكونوا سنة وشيعة.
استثمارا لهذه الروابط وتوظيفا لهذه المعاني بادر السيد عمار الحكيم – وسيرا على نهج جده زعيم الطائفة المغفور له السيد محسن الحكيم وعمه شهيد المحراب ووالده عزيز العراق رضوان الله عنهما واستمرارا لهذه السنة الحسنة – بادر الى جمع زعماء العشائر في مضيف الحكيم ليؤكد وحدة العراق وشعبه وتساويهم في ظل القانون الرسمي بعد ان ساواهم القانون الألهي ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ).
لم ينس الحكيم الاشارة الى دور العشيرة الفاعل اجتماعيا واقتصاديا وعسكريا وقدرتها على الحوار الفاعل ،وتذكير زعماء العشائر بما اقره الدستور في المادة 45 من حرص الدولة على النهوض بالعشائر وحسب مقتضيات الدين والقانون .منبها على عدم استغلال الصلاحيات في الامور السلبية مثل مطالبة الاطباء بالفصل وحوادث المرور على ان يترك امرها للقانون بحيث يلعب زعماء العشائر دور المصلحين وازالة الممارسات والعادات البالية التي تتقاطع مع الشريعة والقانون.
ولأعطاء دور اكبر وفاعل للريف طالب سماحته بضرورة دخول ابناء الريف الى الحياة السياسية جنبا الى جنب ابناء المدينة ليشكلوا قوة ضغط في النقابات والاتحادات والاحزاب والجمعيات من اجل صناعة توازنات سياسية اذ ان المكون الواحد لايستطيع بناء الوطن ومن يظن ان قوته تكمن باضعاف الآخرين فليبشر بالخسران المبين.
رؤى مستقبلية وضعت العشائر والزمتهم بميثاق شرف حدد معالم واطر التعاون والتعاضد والتعاهد على بناء العراق الجديد واحلال السلام والامن فيه .