23 نوفمبر، 2024 2:30 ص
Search
Close this search box.

ماهي الاشارات والدلالات لامريكا بامكانية تحجيم وضرب المليشيات الموالية لايران في العراق

ماهي الاشارات والدلالات لامريكا بامكانية تحجيم وضرب المليشيات الموالية لايران في العراق

يان وزارة الخارجية الأميركية برفع حالة التأهب القصوى في العراق للدرجة الرابعة وسحب الموظفين الأميركيين غير الأساسيين الذين يعملون في السفارة في بغداد والقنصلية، جاء على خلفية معلومات استخباراتية تشير إلى احتمال تعرض القواعد الأميركية هناك لاستهداف من قبل المليشيات الموالية والمدربة والممولة من طهران.

مصادر أمنية عراقية سربت محادثات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع القادة العسكريين العراقيين، حيث حذر بومبيو بشكل واضح العراقيين من مخاطر إدماج هذه الفصائل تحت إمرة القوات العراقية الرسمية، مؤكداً أن أي استهداف للوجود الأميركي هناك سيُرد عليه بقوة وبسرعة ودون العودة إلى بغداد أو أخذ الإذن منها.وتأتي هذه التحذيرات المتسارعة لتضع الولايات المتحدة ووكلاء إيران في المنطقة في مواجهة، حيث ترصد الاستخبارات الأميركية تحركات لتلك الفصائل بنقل منصات صواريخ لمكان قريب من القواعد الأميركية. ومن المعروف أن هناك ستة قواعد أميركية منتشرة في العراق، وما يقدر بـ5200 جندي أميركي.وفي هذا السياق، قال مايكل بيرجنت، وهو باحث في “معهد هدسون”، “إن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي، متوقعاً أن تضرب إدارة الرئيس دونالد ترمب واحدة من تلك الفصائل التابعة لإيران مثل عصائب أهل الحق أو غيرها من فصائل الحشد الشعبي.واعتبر بيرجنت أن “الطريق إلى عدم التصعيد يجب أن يمر عبر التصعيد وذلك بضرب أذرع إيران”، مضيفاً أنه لا يعتقد أن الإدارة قد تقدم على ضرب حزب الله مثلاً في لبنان أو الحوثيين في اليمن لذا فالخيار الأكثر واقعية هو ضرب المليشيات التابعة للحرس الثوري في العراق.وتشير المعلومات الاستخباراتية إلى أن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى حلفائها من المليشيات العراقية خلال الأشهر الماضية، والهدف هو أن تكون لديها خطة وجهوزية حال تم ضرب أهداف إيرانية من قبل الولايات المتحدة.أما باتريك كلاوسون من “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” فقال إن العراق لا يرغب بأن يكون ميداناً للصراع وإن إيران تدرك أن تحويل العراق إلى ميدان سيجعلها الخاسر الأكبر لأن هذا سيؤجج الصراع مع إدارة الرئيس ترمب.وكانت الخارجة الأميركية قد أصدرت بيانا في التاسع من ابريل/نيسان الماضي تحذر فيه رعاياها من السفر إلى العراق.

في يونيو 2014، دعا آية الله السيّد علي السيستاني، أحد أبرز المراجع الدينية للشيعة في العالم، جميع الجهات العراقية القادرة إلى الدفاع عن بلادها ضد تنظيم الدولة الإسلامية. فقد انهارت القوات المسلحة العراقية المدربَّة من قبل الولايات المتحدة في وجه تقدم داعش، الذي استولى على الموصل وجزء كبير من شمال العراق. وقد حشدت الفتوى التي أطلقها السيستاني قوة قتالية قوامها 100 ألف شخص عُرِفت باسم الحشد الشعبي، أو قوات الحشد الشعبي، التي كان مقاتلوها، وأغلبهم من الشيعة، أساسيين جدّاً في القتال ضد داعش. تتألف قوات الحشد الشعبي من ميليشيات شيعية متعددة تأسَّست بعد العام 2014 كمجموعات متطوِّعة حملت السلاح تجاوباً مع فتوى السيستاني، وملأت الفراغ الذي خلَّفه انهيار الجيش العراقي. تصطَّف غالبية هذه الجماعات مع الدولة العراقية وتأخذ أوامرها من الحكومة العراقية.

لكن ضمن قوات الحشد الشعبي هناك مقاتلون ينتمون إلى مجموعات متحالفة مع إيران، والتي أصبحت أقوى الميليشيات التي تتألف منها هذه القوّات. ورغم أنّ هذه الميليشيات تخضع من الناحية الفنية لقيادة بغداد منذ العام 2016، إلا أنها في الواقع تتبع أهواء رعاتها في طهران. وقد استغلت هذه المجموعات منذ فترة طويلة الصراع والفوضى اللذين انطلقا في العراق منذ سقوط نظام البعث، وأديّا إلى توسُّع نفوذ إيران في البلاد. لقد اتُهمت هذه المجموعات بارتكاب فظائع طائفية ساعدت على تكريس وجود مجموعات مثل داعش، وأدّت دوراً حاسماً في الحرب الدموية التي اندلعت في العام 2006 بين العرب السنَّة والشيعة. وقد قاومت بعنف محاولات الدولة العراقية والولايات المتحدة لنزع سلاحها. منذ ظهور داعش وفتوى السيستاني، استغلت هذه المجموعات الفراغ الأمني وضعف القوات النظامية العراقية لتوطيد نفوذها. واليوم، يبدو أنها باتت مستعدة لترجمة الشعبية التي حصدتها خلال زمن الحرب، إلى مكاسب سياسية في الانتخابات المقبلة في مايو، حيث ستخوض الانتخابات ككتلة تحمل اسم “الفتح المبين…ومع هزيمة داعش وإعادة تشكيل قوات الأمن العراقية وتنظيمها (بفضل التدريب والدعم الأمريكيين)، توقَّع البعض أن يلغي السيستاني فتواه، ويحلَّ قوات الحشد الشعبي في ديسمبر الماضي. لكن السيستاني لا يستطيع فعل ذلك ببساطة، فقوات الحشد مؤسسة حكومية توفِّر سبل العيش والمهابة لمقاتليها، وتصرُّف من هذا النوع كفيل بإثارة رد فعل شعبي عنيف، قد ينجم عنه تقويض المؤسسة الدينية الشيعية في العراق. كما أنه لا يستطيع مواجهة وكلاء إيران وحده، فقد أثبتوا، هم والميليشيات الشيعية بشكلٍ عام، أنهم جهات فاعلة هائلة. (حاولت الولايات المتحدة مقاتلتها بأكثر من 100,000 جندي خلال فترة الاحتلال وفشلت.إلا إنّ وكلاء إيران إذا تُركوا لعبثِهم، سيستمرون في مفاقمة التوترات الطائفية، التي يمكن أن تؤدي إلى عودة ظهور داعش. وسوف يضطر السيستاني إلى مواجهتهم في نهاية المطاف، ولكن ليس بنفسه، وليس بالطريقة التي قد يتوقَّعها البعض.أحد الأمور المهمة التي ساهمت في بقاء الميليشيات الشيعية واستمرارها على مرِّ السنين، هو قدرتها على التكيُّف مع القيود السياسية والقانونية المفروضة عليها. فهي كانت تلجأ إما إلى إنشاء تحالفات مع أحزاب طويلة الأمد، أو تعيد تقديم نفسها كحركات اجتماعية – ثقافية توفِّر الخدمات الاجتماعية للمجتمعات المحلية، التي غالباً ما كانت مجتمعاتٍ معدمة. لقد شكّلت إيران جماعات مثل جماعة عصائب أهل الحق، التي كانت متواطئة في هجمات على عناصر ومدنيين أمريكيين وعراقيين بعد العام 2003، والتي تحوَّلت منذ ذلك الحين إلى جماعات مسلحة قوية قادرة على الوصول إلى مؤسَّسات الدولة ومواردها، مع المحافظة على استقلالها في الوقت نفسه. لقد قدّمت الميليشيات الشيعية الموالية لإيران نفسها في الجوهر، كنسخة عراقية من حزب الله اللبناني: حركتان اجتماعيتان- ثقافيتان مع جناح عسكري- يُعنى بالرعاية الاجتماعية، تعملان بشكلٍ مستقلٍ عن الدولة.وليست عصائب أهل الحق الميليشيا الشيعية الوحيدة في العراق التي استفادت من موارد بغداد، دون أن تخضع مطلقاً لسيطرتها أو لرقابتها المدنية، فهناك مثال بارز آخر هو فيلق بدر، وهو منظمة أنشأتها إيران خلال الحرب الإيرانية- العراقية في الثمانينيات. ورغم أنها انطلقت كميليشيا، إلا أنها باتت تسيطر على وزارة الداخلية العراقية منذ العام 2003 وتتولى اليوم قيادة قوات الشرطة الاتحادية وقوامها 37 ألف شرطي. أما وزارة الداخلية العراقية، فلا تخضع لسلطة رئيس الوزراء، بل للتسلسل الهرمي لفيلق بدر الذي يقوده زعيم الفيلق هادي العامري، الذي قاتل إلى جانب القوات الإيرانية خلال الحرب الإيرانية العراقية. وهو يقود الآن قوات الحشد الشعبي. ورغم أنّ لواء بدر هو الوكيل الإيراني الوحيد الذي يسيطر على إحدى الوزارات العراقية، إلا أنّ الأمر لن يبقى على هذه الحال لفترةٍ طويلة,إنّ الجيش العراقي ليس قوياً بما فيه الكفاية لمواجهة هذه المجموعات. ولكن السيستاني يمتلك المصداقية الكافية لقيادة هذه العملية. فقد مارس لفترة طويلة مهمة التدقيق ومراقبة سلطات النخبة الحاكمة الفاسدة في العراق. وبعد الاطاحة بنظام صدَّام، أصرَّ على أن تقود جمعية منتخبة عملية كتابة الدستور الجديد بدلاً من النخب العراقية المفضَّلة لدى واشنطن. وعلى الرغم من فشله في منع اندلاع الحرب الطائفية، إلا أن دعوته إلى التهدئة وضبط النفس وتوحيد الكلمة ساعدت على ضمان عدم تحويل الصراع إلى إبادة جماعية ضد السنَّة. وفي أغسطس 2014، وبعد شهرين فقط من دعوته إلى مقاتلة داعش، أجبَرَ رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي، الذي أدّى حكمه الاستبدادي الفاسد إلى انهيار الجيش العراقي، على التنحّي.لقد قاوم آية الله تاريخياً جهود إيران لتصدير ثيوقراطيتها إلى العراق. وقد انتقد وكلاء إيران من خلال خطبه وسوف يواصل الضغط عليها. وعلى الرغم من أنّ سجل السيستاني يشير إلى استعداده لمحاربة وكلاء إيران، إلا أنّه سيحتاج إلى مساعدة. وقد تأتي هذه المساعدة من الأصوات القومية المعادية لإيران مثل مقتدى الصدر وأتباعه. فقد دعم كل من الصدر والسيستاني احتجاجات العراق في مجال مكافحة الفساد، التي قادها أفراد من المجتمع المدني، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية أخرى. فعلى سبيل المثال، احتشدت مئات الآلاف من أنصار الصدر في العام 2016 للدعوة إلى الإصلاح وإنهاء الحكم الطائفي. وردَّد الكثيرون شعارات مناهضة لإيران. كما أنّ زيارات الصدر إلى الخليج عزَّزت أيضاً علاقات العراق بالعالم السنّي العربي. ويمكن لهذه العلاقات أن تؤدي إلى تحالفات طائفية لاحتواء الفصائل الموالية لإيران***وتؤدّي الولايات المتحدة الأمريكية دوراً هاماً في خضمِّ كل هذه الأحداث. فالمحافظة على وجودها العسكري في العراق سيساعد على احتواء وكلاء إيران، شريطة ألّا تُضعِف منافسي طهران مثل الأكراد والسنَّة. وهذا هو بالضبط ما حدث في أكتوبر الماضي، عندما استعادت قوات العبادي ووكلاء إيران كركوك الغنية بالنفط والمناطق المحيطة بها من الأكراد. وفي الواقع، فإن العبادي، المحسوب على أمريكا في بغداد، اعتمد على الميليشيات المدعومة من إيران للحفاظ على سيطرة بغداد على الأراضي المتنازع عليها مع الأكراد,ونتيجة لهذا الهجوم، بات وكلاء إيران الآن يتحكَّمون بكركوك وغيرها من المدن والبلدات الحيوية الاستراتيجية. ومع كل شبر يكسبه وكلاء إيران من الأرض يصبح نفوذهم أقوى فأقوى في باقي أنحاء العراق. بل أنّ العبادي فكّر حتى في إقامة تحالف مع وكلاء إيران، وهي خطوة انتقدها كلٌ من السيستاني والمؤسسة الدينية في النجف والصدر والفصائل السنّية العربية والكردية. وسيكون من الجيّد بالنسبة لواشنطن أن تستفيد من دروس الماضي، وتتجنب زرعَ رجلٍ قوي في بغداد قد يدير ظهره في يومٍ من الأيام لأمريكا.لاحتواء طهران، يمكن للولايات المتحدة أن تساعد أيضاً على منع هذه الجماعات من الاستئثار بالمليار دولار المخصّصة لقوات الحشد الشعبي من الميزانية الوطنية العراقية، ولَجْم وصولها إلى مليارات الدولارات التي يعتزم المجتمع الدولي المساهمة بها لإعادة إعمار العراق. تعزّز هذه الموارد تفوّق وكلاء إيران في ساحة المعركة، كما تسمح لهم بتشكيل النظام السياسي في العراق وفقاً لإيديولوجياتهم الخاصة، وقولبة نسيجه الاجتماعي من خلال الحرب الدعائية المتطورة,ويمكن للسيستاني، الذي يناصر قيام دولة عراقية تعددية تمثيلية، أن يؤدّي دوراً مهماً في احتواء وكلاء إيران. بيد أنه لا يستطيع أن يفعل الكثير لوحده.

إذا كانت إيران ترى في ملفها النووي ركيزة من ركائز أمنها الوطني، فهي ترى في استمرار سيطرتها على مراكز نفوذها في المنطقة والحفاظ على اذرعها المسلحة فيها ركيزة أساسية لهذا الأمن لا يمكن الإفراط بها بأي حال من الاحوال، خاصة استحواذها الكامل على العراق وتبنيها لمليشيات الحشد الشعبي التي تعتبرها الدرع الذي يمكن له ان يتلقف الضربات نيابة عنها ويتصدى لتهديدات مستقبلية قد تطالها من دول المنطقة او من المجتمع الدولي. من جهة أخرى.. يبدو أن إدارة ترامب الأمريكية عازمة وبقوة على الوقوف بوجه الطموح الإيراني في المنطقة وإضعاف سيطرتها خاصة على العراق.فقد حاولت أمريكا منذ الأيام الأولى لإدارة ترامب التنسيق مع حلفائها في المنطقة لتحقيق هذا التوجه فحرصت (كخطوة أولى) على ان تفتح الدول العربية قنوات اتصال جديدة مع العراق في محاولة جذبها للمحيط العربي بعد أن بقيت سنوات بعيدة عن هذا المحيط، كللت في الآونة الأخيرة بزيارات قام بها بعض المسئولين العرب (والخليجين منهم خاصة) إلى بغداد تباحثوا مع مسؤوليها كيفية تطبيع العلاقات معها. والخطوة الأمريكية الثانية في هذا الصدد هو محاولة استقطاب حيدر العبادي وإظهاره بمظهر السياسي القوي الذي يمكن لأمريكا الاعتماد عليه في رسالة واضحة إلى الطرف الإيراني وحلفاءها داخل العراق , تمثل ذلك في حفاوة الاستقبال الذي حظي به العبادي في واشنطن او في التصريحات التي أدلى بها هناك خاصة حول موقفه من مليشيات الحشد الشعبي.

لا شك أن إيران تمكنت من السيطرة على العراق بشكل كامل بعد الانسحاب الأمريكي منه في الـ2011، من خلال التنسيق العالي بينها وبين الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي وبمباركة من التحالف الوطني الشيعي. وتم بعد ذلك تحييد القوة السياسية للمكونين السني والكوردي في الحكومة ليصبحا بدون تاثير في العملية السياسية , وكذلك انهاء تمثيلهما في مؤسستي الجيش والداخلية العراقيتين، وعززت إيران هذه السيطرة بتشكيل مليشيات الحشد الشعبي وفرضها على المؤسسة العسكرية والامنية العراقية. لذلك فان عراق اليوم يختلف عن عراق الأمس ابان الانسحاب الأمريكي منه، فهو اليوم مقاطعة ايرانية بكل ما في الكلمة من معنى، وليس من السهل إرخاء القبضة الإيرانية عليه من خلال الرهان على العبادي او على محاولات كسب العراق للمحيط العربي.

فرغم حاجة الدولة الى الدعم الامريكي للوقوف بوجه منافسيه المقربين لإيران، فهذا لا يعني وصول هذه التفاهمات لدرجة التنسيق حول الحد من التدخلات الإيرانية في العراق، ولا يمكن للحكومة العراقية ذات الأغلبية الشيعية أن تختار التقارب مع المحيط العربي على حساب علاقاتها الإستراتيجية مع إيران وذلك لأسباب كثيرة منها:-

– التركيبة الفكرية السياسية لحزب الدعوة مبنية على خلفية إسلامية شيعية تؤمن بوحدة المصير الشيعي وتعطي للمذهب اولوية على حساب المفاهيم السياسية الأخرى سواء كان الوطن او القومية. ولذلك فاختلافه مع ايران في بعض التوجهات السياسية لها لا يعني استعداده (للتأمر) عليها بالتناغم مع أمريكا وتوجهاتها،

وإذا أرادت إدارة ترامب التأثير بشكل جاد على الوضع الإيراني في العراق وخلخلته فعليها التحرك وفق النقاط التالية:-

– إضعاف دور التحالف الوطني الشيعي كتركيبة سياسية ضامنة للتوجهات الإيرانية في العراق، لان وجود هذا التركيب السياسي بهذه الصيغة يسهل على إيران تمرير مشاريعها السياسية والعسكرية من خلال الاغلبية التي تشكلها احزاب هذا التحالف في البرلمان والحكومة العراقية والتي يمكن لها تمرير اي قانون او قرار تفرضها عليها ايران.

– تفعيل بنود الدستور التي تحضر تشكيل احزاب تتبنى افكارا دينية متطرفة، واسقاط هذه البنود على اكثرية الاحزاب الشيعية والسنية التي تتبنى التوجهات الدينية المتطرفة في طرحها السياسي، فاغلب الاحزاب الشيعية المشاركة اليوم في العملية السياسية هي احزاب تتبنى توجهات دينية مذهبية متطرفة وهي وان لم تصرح بتطرفها فان مجرد وجودها في العملية السياسية يدفع الطرف الاخر الى التطرف، ويقوض محاولات القضاء على الارهاب.

– العمل على انهاء وجود مليشيات الحشد الشعبي خاصة تلك التابعة لايران، بفضح الممارسات التي ارتكبتها ولازالت ترتكبها ضد المدنيين بحجة الحرب على داعش، والتي تساعد على وضعها ضمن قوائم التنظيمات والمجاميع الارهابية، مما يحبط محاولات ضم هذه المليشيات الى المؤسسة العسكرية وفق قانون الحشد الذي مرر في البرلمان قبل فترة.

لم يعد سرًا أن هناك تحركات عسكرية أمريكية ضخمة في العراق فالأرتال الأمريكية يراها العراقيون صباح مساء، التسريبات على الأرض تؤكد أن هذه التحركات ستستهدف تحجيم المليشيات الشيعية الموالية لإيران أو القضاء عليها تماما وتفكيكها.و بوجود تسريبات تشير إلى تحركات لقوات أمريكية قرب مطار بغداد، في الوقت الذي ذكرت فيه أنباء أن وزير الخارجية الأمريكي بومبيو أثناء زيارته الأخيرة للعراق سلم رئيس الوزراء العراقي عبد المهدي قائمة بأسماء قادة مليشيات شيعية مسلحة، وطلب إنذارهم بمغادرة العراق خلال خلال 30 يوما وإلا فستكون فصائلهم هدفا للقوات الأمريكية.العراق ولاشك سيكون ساحة لصدام دامي بين واشنطن وأذرع إيران في العراق، وهذه الانتشار الأمريكي الواسع يجري وسط إقامة مؤتمرات سياسية لقوى عراقية تارة في ولاية ميتشيجان الأمريكية وتارة في العاصمة الألمانية برلين، وهي مؤتمرات عقدت برعاية أمريكية لافتة وكان اسم مؤتمر ميتشجان ” مؤتمر انقاذ العراق”.

الكاتب البحريني موفق الخطاب المختص في الشأن العراقي قال: إن حجم الأرتال والتحركات العسكرية على الأرض وحركة الطيران الأمريكي المكثف في أرض وسماء العراق ينذر بأمر جلل مرتقب، من يدري لعلنا نسمع قريبا البيان رقم واحد!.شهود عيان وسياسيون عراقيون أكدوا رصدهم لأرتال أمريكية تمركزت في بعض المدن العراقية، وهنا الحديث ليس فقط عن القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا التي ستتمركز في العراق، اليوم القوات الأمريكية باتت تتنقل من العاصمة بغداد إلى صلاح الدين ومن أربيل إلى كركوك وفي مناطق سيطرة المليشيات الشيعية التي أكتفت بـ”العويل” و”التهديدات الجوفاء”.

ولكن بحسب “مجموعة الأزمات الدولية” فإذا قررت إيران الانتقام من الولايات المتحدة، فإن طهران قد تجد أن خيارها الأمثل هو توظيف وكلائها في الشرق الأوسط، وهو مسار قد يكون غامضاً بدرجة كافية لتجنب رد فعل أوروبي قوي.ونقل التقرير عن مسؤول كبير في الأمن القومي الإيراني قوله إن المسرح المحتمل لذلك هو العراق، حيث ترتبط الميليشيات المنتمية إلى الأغلبية الشيعية بعلاقات وثيقة مع طهران.ونقل عن المسؤول قوله إن “العراق هو المكان الذي نمتلك فيه الخبرة، وإمكانية الإنكار والقدرة اللازمة لضرب الولايات المتحدة دون الوصول إلى العتبة التي يمكن أن تؤدي إلى رد مباشر”.وقال المسؤول إن إيران منخرطة أيضا بشكل كبير في سوريا ولبنان لكن الوضع فيهما هش وقد تفقد طهران مكاسبها.وأضاف المسؤول أن لدى إيران قدرة تحرك محدودة في أفغانستان، في حين أن تصعيد الدعم للمتمردين الحوثيين في اليمن سيضر بالسعودية، خصمها الإقليمي، أكثر من الولايات المتحدة.وقد أعلن “الحشد الشعبي”، “منع” القوات الأميركية من إجراء استطلاع وصفه بـ “المريب”، على نقطة أمنية عراقية مرابطة غربي محافظة الأنبار على الحدود مع سوريا.

وقال قائد عمليات الأنبار، قاسم مصلح، إن “الاستفزازات الأميركية وصلت إلى حد كشف معلومات سرية لقواتنا المرابطة على الحدود”.وأضاف أن “القوات الأميركية تعمل على أخذ معلومات دقيقة وحساسة من القوات الأمنية المرابطة على الحدود العراقية السورية”.وأضاف مصلح، أن “قيادة عمليات الأنبار للحشد منعت القوات الأميركية من إكمال الاستطلاع، مما اضطر الأخيرة إلى الرجوع لقاعدة بئر المراسمة، وعدم اقترابها من قاطع الحشد الشعبي”.وتابع أن “القوات الأميركية استطلعت مسافة من الحدود العراقية السورية ووجهت أسئلة لشرطة الحدود والجيش العراقيين، تلخصت بعدد النقاط القتالية الموجودة عند الحدود وكمية الذخيرة ونوع السلاح وعدد الأفراد المتواجدين في كل نقطة”.ولفت مصلح، إلى أن “تلك المعلومات تكشف سرية القوات المرابطة مما يجعل استهدافها سهلًا، إذ أن كشف تلك المعلومات غاية في الخطورة”.

الهيمنة الإيرانية الكاملة على العراق معلومة للعالم أجمع، وقد ضغط النظام الإيراني على حكومة بغداد حتى تم دمج مليشيات الحشد الشعبي الشيعية (الباسيج العراقي الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني) في الجيش العراقي، وهو ما يعني أن التغول الإيراني في العراق تم شرعنته، أو هكذا ظنت إيران!.والأمر وصل إلى أن يقول علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن “إيران أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليًا، وجغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معًا أو نتحد”، في إشارة إلى التواجد العسكري الإيراني المكثف في العراق خلال الآونة الأخيرة.

وقد أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف جولة في عدد من محافظات العراق حيث أكد أن (كبار) المسؤولين في حكومة بغداد عازمون على التعاون مع طهران لتجاوز (العقوبات) المفروضة عليها.ظريف كان على رأس وفد كبير ضم رؤساء أكثر من 50 شركة إيرانية، وهذا يؤكد أنها محاولة من بلاده للالتفاف على العقوبات الأمريكية عبر بوابة العراق.

أن إيران بدأت بتشكيل فصائل سنيّة مسلحة بدعم منها عبر شخصيات سنيّة تتبع لها، وسبق لبعضهم أن زاروا إيران والتقَوا بمرشدها “علي خامنئي”، حيث بدأ هؤلاء بالتطويع فعلياً بشكل سرّي وبهدف ضرب القوات الأمريكية الموجودة في مناطقهم بعد أن حصلوا على الدعم المادي وأخذوا الضوء الأخضر بذلك من قبل القيادة الإيرانية، وهذا يدل على أن إيران لا تريد تدمير ما بنته في العملية السياسية طيلة السنوات الماضية، كما لا تريد أن تصطدم القوة العسكرية الشيعية التي تدين لها بالولاء في العراق بالقوات الأمريكية، حيث اشتركت معظم تلك القوة بالعملية السياسية وحصلت على عدد كبير من المقاعد في مجلس النواب وجزء كبير من الكابينة الحكومية، إضافة إلى تغولها في جميع مفاصل الدولة وانتشارها العسكري في جميع أنحاء العراق باستثناء إقليم كردستان.وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” ذكرت أن جون بولتون، مستشار ترامب المتشدد للأمن القومي سأل عن الخيارات العسكرية لضرب إيران بعد أن شنت جماعة مرتبطة إيرانية هجوماً بقذائف الهاون لم يصب فيه أحد في 7 سبتمبر الماضي في “المنطقة الخضراء” في بغداد، وهي المنطقة المحصنة التي توجد فيها السفارة الأميركية. وقالت الولايات المتحدة إن سفارتها كانت الهدف.وأنت تسير في بغداد تدرك حجم المأساة التي يعيشها العراق العاصمة كافية لتقدم لك جردة حساب عما أنجزته امريكا و ايران بعد 16 عاما من الاحتلال،والاحتلال كمصطلح، كافٍ ليخبرك عما يفعله المحتلون، في بغداد لا وجود لبغداد، لقد تغيرت المدينة وارتدت ثوباً أخر يمكن أن يشبه كل شيء إلا بغداد”.

أحدث المقالات

أحدث المقالات