بالمناورات المشتركة .. روسيا وإيران يوحدان جهودهما لصد الهيمنة الأميركية في الخليج !

بالمناورات المشتركة .. روسيا وإيران يوحدان جهودهما لصد الهيمنة الأميركية في الخليج !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في الوقت الذي تبدي فيه “إيران” ترحيبها بالمبادرة الروسية حول الأمن في منطقة الخليج، تم الإعلان عن إعتزام الجانبين إجراء تدريبات بحرية مشتركة في “المحيط الهندي”.

وقال وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، إن بلاده تنوي إجراء مناورات عسكرية (إيرانية-روسية)، مشيرًا إلى أنها لن تكون موجهة ضد أحد.

موضحًا إن هدف المناورات العسكرية مع “روسيا”، هو حفظ أمن الجميع، وهي ليست ضد أحد.

وقال “ظريف”، خلال لقائه عدد من المفكرين الروس وشخصيات أدبية وإعلامية في مبنى “السفارة الإيرانية” في “موسكو”: “سنجري مناورات مشتركة في المحيط الهندي”، مؤكدًا على أن المناورات ليست موجهة ضد أمن الدول الأخرى.

وتابع: “اليوم العلاقات بين إيران وروسيا هي الأفضل خلال الـ 40 عامًا الأخيرة”، مضيفًا: “السبب الرئيس لهذه العلاقة؛ هو إدراكنا نحن وروسيا والصين ما تريده الولايات المتحدة الأميركية”.

مفاوضات “روسية-إيرانية”..

وكانت وسائل إعلام روسية قد كشفت، الشهر الماضي، تفاصيل بشأن مفاوضات جارية مع “طهران”، للحصول على حقوق لاستخدام الأسطول الروسي ميناءين إيرانيين لمدة قد تصل إلى 49 سنة.

كما أفادت شبكات إعلامية حكومية؛ بأن الاتفاق وصل إلى مراحل متقدمة، وينص على استخدام ميناء “بوشهر” وميناء “غابهار”، كـ”قاعدتين عسكريتين روسيتين في المنطقة”.

ووفقًا للمصادر؛ فإنه بعد المناورات المشتركة مع إيران؛ “قد يستمر وجود السفن الحربية الروسية في المنطقة لمدة 50 عامًا”.

واستندت التسريبات إلى مصدر إيراني، وصف بأنه “بارز”، قال لوسائل الإعلام إن الطرفين يتفاوضان حول إمكان استئجار طويل الأجل للميناءين في “بوشهر” و”غابهار”.

ونقلت صحيفة (موسكوفسكي كومسوموليتس)، في وقت سابق، عن أحد الخبراء العسكريين الروس، أنه بين بنود الاتفاق المعلنة إجراء التمرينات البحرية المشتركة في المناطق الشمالية من “المحيط الهندي”، بينما تشير البنود السرية إلى “وجود عسكري دائم أو منتظم للسفن الحربية الروسية في المنطقة”.

وزاد الخبير أن: “الدستور الإيراني يحظر إنشاء قواعد عسكرية أجنبية على أراضي الجمهورية الإسلامية، لكن ماذا يمنع الأسطول الروسي من زيارة الموانيء الإيرانية بانتظام ؟.. ولحسن الحظ، هناك تجربة مماثلة: سفن أسطول بحر قزوين الروسي تقوم باستمرار بزيارات إلى ميناء أنزيلي الإيراني”.

ترحيب إيراني باقتراح روسي يضمن أمن الخليج..

بالتوازي مع ذلك؛ أعلن “ظريف”، بعد محادثات مع نظيره الروسي، “سيرغي لافروف”، إن “طهران” رحبت بإقتراح روسي لضمان الأمن في الخليج، وذلك بحسب ما نقلت وكالة (رويترز) للأنباء.

وشدد على أنه لا يمكن تحقيق الأمن الإقليمي إلا من خلال التعاون بين دول الخليج.

وأكد “ظريف” على استعداد “طهران” لتوقيع معاهدة عدم الهجوم مع جيرانها في منطقة الخليج.

تقارب “روسي-إيراني”..

وقال “ظريف”؛ بهذا الصدد: “بالنسبة للأمن في الخليج، فإن وجهات نظرنا مع روسيا متقاربة جدًا. وأعتقد أنه يمكن ضمان الأمن من خلال التعاون وليس من خلال المواجهة، لقد سمعنا بمبادرة روسيا للأمن في المنطقة”.

وأضاف قائلًا: “نرحب بهذه المبادرة، لكننا مستعدون أيضًا للتوقيع على اتفاقية، وهي معاهدة عدم الإعتداء مع الدول المجاورة في الخليج. لذلك فإن مفهوم روسيا وهو قريب جدًا من رأينا، ونرحب بأصدقائنا الروس ونشجعهم على المضي قدمًا في هذه القضية”.

وأجرى “ظريف” مناقشات في “موسكو” مع وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، في محاولة لإنقاذ “الاتفاق النووي” الإيراني، الذي يسعى للحيلولة دون صنع “طهران” أسلحة نووية، ولكن يسمح للإيرانيين بتخصيب (اليورانيوم) لأغراض الطاقة.

وكانت “الولايات المتحدة” قد انسحبت، في آيار/مايو من العام الماضي، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية واسعة النطاق على “إيران”. ولكن “ظريف” قال إن الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق يجب أن تفي بإلتزاماتها.

وقال: “إذا لم يحدث هذا فسوف نبدأ المرحلة الثالثة من انسحابنا الجزئي”.

وأضاف “ظريف” أن نائبه، “عباس عراقجي”، كان في “باريس” مع مسؤولين إيرانيين من “البنك المركزي” و”وزارة النفط”، أمس الأول، من أجل مجموعة من المحادثات.

وقالت مصادر برلمانية إيرانية، يوم الأحد الماضي، إن اجتماع “باريس” سوف يناقش خط ائتمان أوروبي محتمل قد تبلغ قيمته 15 مليار دولار.

وأكدت مصادر دبلوماسية فرنسية، أن الخبراء الفرنسيين والإيرانيين سوف يجتمعون في “باريس”، ولكن لم تذكر مزيدًا من التفاصيل.

تخضع للإملاءات الأميركية..

حول عدم استجابة دول الخليج للمبادرة؛ رغم موافقة “طهران”، يقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون الإقليمية، “غسان محمد”: “إن هذه الأنظمة لا تملك القرار، وتخضع لإملاءات الولايات المتحدة الأميركية، ولا تستطيع أن تتخذ أي قرار حتى فيما يتعلق بشؤونها الداخلية، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بموضوع إيران، ومن الواضح أن السعودية على رأس هذه الدول تتعاون مع الكيان الإسرائيلي، وتنسّق مع الولايات المتحدة الأميركية، وتستخدم نفوذها لدى الولايات المتحدة الأميركية، وأحيانًا تشتري المواقف الأميركية بالمال من أجل دفعها لممارسة الضغوط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

لصد محاولات الهيمنة الأميركية في الخليج..

وحول الهدف من المناورات الروسية الإيرانية، قال المحلل السياسي، “سليم علي”، إن: “الهدف من المناورات (الروسية-الإيرانية) المقررة حول مضيق هرمز، هو إثبات أن إيران ليست وحدها، كما أنها تبحث عن حلفاء من أجل الوقوف بوجه الإجراءات الأميركية ضدها”، مضيفًا أنه لا يمكن ترك منطقة مهمة جدًا لسوق الطاقة العالمية بيد “الولايات المتحدة الأميركية” وحلفائها.

وأوضح أن “الولايات المتحدة” تحاول إيجاد الحجج والذرائع من أجل السيطرة على طرق التجارة وممرات توزيع الطاقة، وهذا يتضح من خلال التحالف البحري التي بادرت “واشنطن” لتكوينه لنشره في الخليج.

وأردف قائلًا إن: “روسيا تتصدى لمحاولات الهيمنة الأميركية في منطقة الخليج وتمنع تطور الأمور إلى حروب، وبالتالي فالدور الروسي هنا سيكون عامل استقرار”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة